تحت أشجار الزيتون في منطقة أطمة قرب الحدود السورية التركية، يقضي نازحون من ريف حماة الشمالي أيامهم بانتظار الخلاص مما هم فيه، فـالمخيمات التي قصدوها في المنطقة مكتظة بالنازحين ولم تعد قادرة على استيعاب وافدين جدد.
يقول عيسى أبو محمود الذي أجبره القصف على مغادرة بلدته "كفرنبودة" قبل أسبوعين "خيمة أو حتى عازل يقينا من شمس الظهيرة الحارقة ودرجات الحرارة المرتفعة، هي أبرز مطالبنا كنازحين في الوقت الحالي".
بدوره، يوضح أبو محمود لـ"العربي الجديد": "أقيم هنا منذ أسبوعين مع أمي الكبيرة في السن وأولادي الصغار، بيتي سوّي بالأرض والنظام انتهج سياسة الأرض المحروقة في البلدة، أحرق كل شيء، لم يبق لدينا بيوتا أو أرزاقا، تركنا أراضينا وموسم البطاطس وكل ما زرعنا، خرجنا بملابسنا فقط، نريد مأوى لنا ولأطفالنا فقط في الوقت الحالي".
أما عمار السيد (36 عاما) فيروي لـ"العربي الجديد" كيف يمضي النازحون الأيام في العراء: "نعيش هنا بين أشجار الزيتون نحن والأولاد وننام على الأرض، في الليل لا نستطيع النوم، فالأولاد مرضى ويبردون أو يجوعون ويحتاجون الماء".
ويضيف "ليس لدينا شيء هنا سوى بعض الأغطية علقناها بشجرة الزيتون، وبعض الحصير التي حملناها معنا خلال نزوحنا، أحيانا نحصل على بعض المساعدات من المنظمات هنا وأحيانا لا يصلنا شيء، ونحن نطلب عازلا فقط يقينا أشعة الشمس نحن والأطفال الجوعى".
من جهتها تتحدث فاطمة أم عامر لـ"العربي الجديد" عن معاناتها مع الأطفال الصغار في العراء: "السيارة التي نزحنا بها إلى هنا تعرضت لرشقات من رصاص جيش النظام، وصلنا ليس معنا سوى بعض الملابس، أحفادي جميعا نغطيهم في الليل بغطاء واحد، وكل يوم نأخذهم إلى المشافي هنا كونهم مرضى، ففي الليل يكون الجو باردا أما عند الظهيرة فدرجات الحرارة لا تحتمل، لا نعلم إلى أين سنذهب".
بينما يطالب حسان أبو هادي (54 عاما) المنظمات الإنسانية بالتدخل: "نزحت من بلدتي بريف حماة الشمالي منذ حوالي عشرين يوما، تنقلت عدة مرات حتى وصلت إلى هنا منذ خمسة أيام. نحن نطلب من المنظمات الإنسانية إذا كانت هناك إنسانية في العالم أن تنقل الأطفال والشيوخ الكبار والنساء من هنا وتوفر لهم مخيمات على الأقل، نحن لا نطلب الكلام فقط نحن بحاجة إلى من يقف معنا وبحاجة إلى أفعال، نريد خيما تأوي لها النساء والأطفال".
وبحسب تقارير صادرة عن فريق منسقي استجابة سورية، فقد تجاوز عدد النازحين من المدن والبلدات التي تتعرض للقصف والواقعة في المنطقة العازلة النصف مليون، إذ يفتقر هؤلاء لأدنى الخدمات الإنسانية، وسط مطالبات من الفريق بضرورة تضافر جهود المنظمات الإنسانية والفعاليات المدنية بغرض تحقيق استجابة لمطالب النازحين.