نارجيلة

27 يناير 2017
(فادي يازجي/ سورية)
+ الخط -
(إلى مريم، تدمر، سورية)

تنفثُ البنتُ من الدخان
ما يكفي لأن يشفي غليلها،
للتو عُبّئتْ النارجيلة
بالتبغ المعسَّل
في خيمة البدوي هذه
المصنوعة من القنّب والذاكرة،
أيّ أسىً خبّئ من روحك
تحاولين أن تحرقيه؟
أيّ ردحٍ من ماضيك
تحاولين التحلّل منه
بشفتيك
المخضَّبتين بالقهوة المرّة هاتين؟
لمن تتمتمين
بهذه الصلوات التي تورّدت
بنبيذ لبنان، ساجدة
أمام القبور؟
أمِنْ أجل حبِّك الذي ضاع؟
أمن أجل عريس في طريقه إليك؟
أم من أجل أهليكِ المكلومين
وقد تيتّموا في قلب موطنهم
ويُراوِدون الموتَ تلو الموت؟

تقعُ نهدتكِ الحَرّى على
كتفيَّ المنحوستين
كأنسامٍ من حلبَ
تزحف بين الأضرحة.

بوسعي أن أقرأ الرسالة الكئيبة
التي ينقشها هذا الدخان الحلو
على أوراق الدوالي في رئتيك:
"الموتُ يتاخم
كلّ ربيع.. فلينْمُ على
أرضِ مقبرتي بيّارةَ برتقال".

مريم، يا مريم،
دعكِ من مشرب النارجيلة ذاك.
قد تنزّلتْ حمامةُ الله
وفي منقارها غصن الزيتون.
والغمرُ يوشك
على الانحسار.

* K Satchidanandan شاعر هندي من مواليد 1946

** ترجمة: أحمد م. أحمد

المساهمون