ناربون الفرنسية تكتشف المزيد من الأسرار الرومانية القديمة

24 أكتوبر 2019
تم الحفاظ على المقبرة ولم تتعرّض للخراب (Getty)
+ الخط -
يواصل علماء الآثار التنقيب في موقع جديد في ناربون، جنوب فرنسا، ليعلنوا، خلال الأسبوع الماضي، عن اكتشاف استثنائي لمقبرة قد تضم ألف قبر في حالة ممتازة، بحسب تقديراتهم، وقد نقبوا حتى الآن عن 400 قبر في الموقع الذي تبلغ مساحته ألفي متر مربع.
تعد ناربون موطناً لآلاف المقابر والآثار الرومانية، إذ إنها كانت ميناء رومانيا على البحر المتوسط، وهي أول مستعمرة رومانية خارج إيطاليا، ويطلق عليها لقب "الابنة الكبرى لروما خارج إيطاليا"، تأسست عام 118 قبل الميلاد، وأطلق عليها اسم كولونيا ناربو مارتيوس، لتكون أول مدينة تربط بين إيطاليا وإسبانيا. ووضعتها منظمة "يونسكو" على قائمة التراث العالمي.
تقول فاليري بيل، المسؤولة عن الحفريات التي بدأت منذ آب/أغسطس الماضي إنه "اكتشاف استثنائي، يجب أن يكون مرجعاً في علم الآثار". يعود تاريخ المقبرة إلى القرنين الأول والثاني، ويعمل في الموقع أربعون عالم آثار من المعهد الوطني للبحوث الأثرية الوقائية.

ضدّ الزمن
في بعض الأحيان، كانت جثث الموتى تدفن مع وجود آثار صغيرة تدل على القبر، أو في أغلب الأحيان كان يتم حرق الجثمان، وتحاط العظام بجرار ومقتنيات للمتوفى. في حالة هذه المقبرة الجديدة، فإن الجانب الفريد فيها هو أنه تم الحفاظ عليها بشكل جيد لم يعرّضها للخراب بسبب عوامل الزمن، بالإضافة إلى كثافة القبور فيها، كما أنها تكشف الكثير من الأسرار عن الطقوس الجنائزية التي كان يمارسها الرومان.
كانت ناربون أول مدينة رومانية تقع في بلاد الغال، ومركزاً تجارياً كبيراً خلال العصور القديمة. وتميزت بأحد أكبر موانئ البحر المتوسط وقتها، وعاش فيها الكثير من العبيد الذين دفنوا فيها.
ويقع عند سفح المنطقة متحف روماني، سيتم افتتاحه في خريف 2020، كما ستستمر أعمال التنقيب في الموقع حتى شهر أغسطس/آب من العام المقبل.

متحف تحت الأرض
إلى جانب ذلك، يعد متحف L'Horreum Romain من أبرز المعالم الرومانية التي يمكن زيارتها في ناربون، وهو عبارة عن مستودعات للبضائع الرومانية أقيمت تحت الأرض، وتم الحفاظ عليها بالكامل تقريباً حتى الآن.
يقع المتحف في قلب المدينة القديمة، ويعود تاريخ إنشائه إلى القرن الأول قبل الميلاد، حيث كانت ناربون تحتل مكانة مميزة جدا في الإمبراطورية الرومانية وقتها.
كانت تلك المستودعات تُستخدم لتخزين المواد الغذائية والأسلحة، وخضعت خلال السنوات الماضية لأعمال ترميم وصيانة، وأضيفت إليها معدات للإضاءة، لتصبح مؤهلة لاستقبال الزوار. 
يفترض أن تلك المستودعات التي تربط بها ممرات تحت الأرض، قد بنيت في الأساس تحت مبنى ما، لكنه لم يعد موجوداً الآن، لكن جدران المستودعات التي ما تزال في حالة جيدة تدل على الخبرة المعمارية لدى الرومان القدماء. 
وقد بلغت مساحة ناربون حوالي 100 هكتار في القرنين الأول والثاني الميلادي، ويرجح العلماء أن عدد سكانها قد بلغ 35 ألف نسمة في ذلك الوقت.
المساهمون