نادٍ اجتماعي لمواجهة سرطان الثدي في فلسطين

16 مارس 2015
النادي كرم ستين سيدة من مقاومات المرض (العربي الجديد)
+ الخط -

دفعت الإصابة بمرض سرطان الثدي، ثم تعافيها منه منذ خمس سنوات، السيدة سونا عاروري من رام الله وسط الضفة الغربية، إلى العمل على بث الأمل في نفوس مثيلاتها اللواتي أصبن بذات المرض، من خلال الفعاليات المختلفة، والسعي لإنشاء مؤسسات تعنى بالمرض والمصابات به.

وأعلنت سونا عاروري ممثلة مؤسسة "Media Palestin" السويسرية في فلسطين، بالشراكة مع مؤسسات مجتمع مدني، السبت، إطلاق نادٍ اجتماعي في فلسطين لمواجهة السرطان بكافة أنواعه، وتحديدا السرطان النسائي.

ويهدف النادي النادر في تخصصه، إلى دمج السيدات في المجتمع، وتوعيتهن بكيفية التعايش مع المرض، وزيادة وعيهن تجاهه، وتقديم الدعم المعنوي والنفسي لهن من أجل مقاومته، إضافة لتدريبهن على المهارات الاجتماعية والاتصال، والعمل على إدماجهن في المجتمع عبر مشاريع وأعمال حسب قدراتهم وطموحهن.

وتعمل مؤسسة "Media Palestin" من أجل تطوير المعرفة العلمية والطبية المتعلقة بالأورام، حيث استطاعت تأسيس مركز طبي تشخيصي لأورام السرطان، ومشروع لتوفير الثدي البديل ومتابعة النساء بعد عملية الاستئصال.

مقاومات المرض

وفي مدينة رام الله، تم مساء أمس الأحد، تكريم ستين امرأة تعافت من المرض وعدد ممن يخضعن للعلاج حاليًا، ولا يزلن في مواقع عملهن ويمارسن حياتهن الاعتيادية إلى حد ما.
وبدا الأمل في كلمات السيدات اللواتي سردن تجاربهن الشخصية، في رحلة النجاة من المرض.

تقول نسرين صادق لـ"العربي الجديد"، إنها ما زالت على رأس عملها في محل لبيع الملابس بمدينة رام الله، فيما عزز الدعم الذي قدمته لها عائلتها، إرادتها في مقاومة المرض والتغلب عليه.
وكجزء من فرض إرادتها وإقناع نفسها بأنها قوية مستمرة بالحياة، قامت نسرين بحلاقة شعرها كاملاً، لتعويد عائلتها في حال تساقط شعرها نتيجة العلاج بالكيماوي، لكنها ترى أن التوعية بالمرض ضئيلة في فلسطين، وأن وعيها اكتسبته من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، والبحث على شبكة الإنترنت.

وتستمر السيدة نسرين صادق، رغم نجاتها من المرض وتعافيها منه، منذ أكثر من سنة ونصف، في متابعة الفحوصات الدورية كل ثلاثة أشهر.

قصة نجاح أخرى، كانت بطلتها المحاضِرة في اللغة الفرنسية في جامعة بيت لحم، ريما دراغمة، والتي نجت أيضا من مرض سرطان الثدي، لكنه انتقل إلى كبدها.
وما زالت دراغمة على رأس عملها في الجامعة، رغم أنها خفضت من ساعات العمل، وسعت طيلة فترة مرضها وعلاجها أن تظهر قوية، وتقدم الدعم لأفراد عائلتها، الذين وجدت منهم دعما مماثلا، بينما تحاول وهي مبتسمة، إفهام أبنائها أن المرض خطير وعليهم توقع كل شيء.

وتؤكد دراغمة على أهمية تفعيل حملات التوعية، بما يتعلق بأمراض السرطان، وبخاصة سرطان الثدي، لقلة هذه البرامج والحملات، إذ ترى أن الكثير من النساء ما زلن يفتقرن للتوعية والدعم النفسي والمعنوي.

القاتل الثاني


ويشكل مرض السرطان ثاني مسببات الوفيات بين الفلسطينيين، خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، وبلغ ما نسبته 13.3 في المائة من مجموع الوفيات، بعد أمراض القلب والأوعية الدموية، فيما بلغ معدل الإصابة بالسرطان في فلسطين 80.3 حالة جديدة لكل 100 ألف نسمة من السكان سنويًا.

ووفق معلومات أعلنها مؤخرا، مركز المعلومات الصحية التابع لوزارة الصحة الفلسطينية، فإن حالات السرطان الجديدة المبلغ عنها حسب الجنس، توزعت بواقع 51.5 في المائة بين الإناث، و48.5 في المائة بين الذكور، أما الوفيات الناتجة من الإصابة بالسرطان، فتوزعت بواقع 44.3 في المائة إناثا و55.7 في المائة ذكوراً.

ويأتي سرطان الثدي في المرتبة الأولى، بين أعداد حالات السرطان الجديدة المبلغ عنها سنويًا، بواقع 18.3 في المائة من مجموع حالات السرطان.

فيما يعتبر سرطان الثدي الأول بين السرطانات التي تصيب الإناث الفلسطينيات، بنسبة 35.4 في المائة من مجموع حالات الإصابة بالسرطان بين الإناث، كما تبلغ معدلات الشفاء منه 40 في المائة، في حال تم اكتشافه مبكرا.

اقرأ أيضا:

طبيبة مصرية تجري 42 كم لدعم مريض سرطان
إسرائيل قتلت من الفلسطينيين أكثر من السرطان
السرطان.. المرض الثاني الذي يفتك بالفلسطينيين
معدلات الإصابة بالسرطان في فلسطين بين الأدنى عالمياً

المساهمون