نادين نجيم.. ملكة جمال فقط؟

05 يوليو 2016
نادين نسيب نجيم (فيسبوك)
+ الخط -
ي كلّ مّرة تُعلِن فيها نادين نسيب نجيم عن مشاركتها في عمل درامي، تنهالُ الأسئلة والتوقُّعات من جمهورها، من هو النجم الذي سيشارِكُها العمل هذه المرة؟ وما هي قصَّة العمل؟ ولكن، لا يسأل الجمهور عن الدور الجديد الذي ستقوم بأدائه، فالجميع يدرك الدور الذي ستجسده نادين في العمل، حيث أنها، منذ أن امتهنت التمثيل، وهي تجسّد شخصية واحدة، وهي شخصيّة المرأة المثيرة الجميلة التي يعشقها كل الرجال. وهذا النمط، أصبح بديهياً بالنسبة للجمهور، الذين يتابعون أعمالها باستمرار. 

فمنذ بداية ظهور نادين، كممثلة، حاول صناع الدراما تأطيرها ضمن إطار الجمال والإغواء في كل الشخصيات، التي اختاروها لها. ربما يعود السبب إلى ظهورها الإعلامي الأول، حيث شاركت في مسابقة "ملكة جمال لبنان 2004"، وحازت اللقب، ونالت أيضاً في ذات السنة، لقب "صاحبة أجمل وجه في العالم". ويبدو أن هذا اللقب، كان له تأثير على الأدوار التي جسدتها طيلة مسيرتها الفنية. المسيرة التي تثبت أن الموهبة والأداء لم تعد المعايير التي يختار على أساسها صناع الدراما أبطال أعمالهم، وإنما الجمال الشكلي فقط. بل إن جمال نادين، يبدو، أحياناً، أهم من قصة المسلسل وباقي العناصر الدرامية الأخرى. ولذلك، نرى أن التركيز في الأعمال التي تشارك فيها نادين، يكون من قبل المخرج على ملامح وجهها بشكل كبير، وعلى تفاصيل جسدها أيضاً، في محاولة لإخفاء ضعف باقي العناصر الفنية والدراميّة. وذلك يؤكّد على أن الشكل في المسلسلات، التي تشارك فيها نادين، هو أهم من المضمون.

وارتبطت المعايير الجمالية المباشرة، بكافة الأعمال التي شاركت فيها، حتى في البرنامجين اللذين قدمتهما. ففي سنة 2006، قدَّمت برنامجها الأول، وهو برنامج "بيوتي كلينك"، الذي يهتم بتحسين الشكل الخارجي للمتسابقين، الذين يعانون من مشاكل وأزمات نفسية بسبب أشكالهم غير المثالية! وكذلك قدمت في سنة 2012، برنامج "سيدتي"، الذي يهتم بالجمال والموضة.
وبالمقاربة مع الآراء المنتشرة في المجتمع الذكوري، التي تتبناها نادين في لقاءاتها، تتبلور أزمة تقديم نادين كنموذج للمرأة العربيّة الجميلة والمعاصرة. فهي، فعليّاً، تُكرّس صورة المرأة النمطية والتقليدية، التي تجعل من المرأة ناقصة وتابعة للرجل، ولها العديد من المهام في مجتمعها الذكوري، وأبرزها أن تكون جميلة دوماً.

والمشكلة ليست في أنّ نادين جميلة، فهناك العديد من الجميلات العرب اللواتي امتهنّ التمثيل، وقدمنّ عروضاً مقبولة، وأبرزهم المرأة العربية الأكثر إثارة، هيفا وهبي، التي عاشت تجارب سينمائية ودرامية. ولكن الفرق بين هيفا ونادين، أن هيفا قامت بتجسيد العديد من الشخصيات المختلفة والبعيدة عن مُعطى الجمال وحده، وركزت على أدائها بدلاً من تسويق شكلها فقط، على عكس نادين، التي اعتمدت في أدائها على ملامح وجهها الجميل فقط، وأهملت باقي الجوانب الدرامية، ولم تعمل على تطوير نفسها. وكانت نادين قد كتبت على صفحتها الرسمية على موقع "فيسبوك"، لشرح دورها في مسلسل "نص يوم": "الشر في وجه جميل، وعينان تكذبان براءتهما واللغز في ماضٍ زائف، وحاضر عقيم".

وفعلياً، إذا كان الجمال هو المعيار الوحيد لاختيار نادين نسيب نجيم، كممثلة في الصف الأول، فإن ذلك يؤكّد على أن مسيرتها لن تطول، لأنها ستفقد جمالها بلا شك مع تقدمها في السن.


دلالات
المساهمون