نادين لبكي لـ"العربي الجديد": "كفرناحوم" يعاين أهوال الأطفال المهمشين

12 ابريل 2018
موعد عرض "كفرناحوم" الرسمي لم يُحدد بعد (ستيفانيا أليساندرو/Getty)
+ الخط -
لن يكون "كفرناحوم"، الروائي الطويل الثالث للسينمائية اللبنانية نادين لبكي (1974)، أول مشاركة لها في مهرجان "كانّ" السينمائي الدولي، لأن لبكي معتادة على حضور مستمر في المهرجان الدولي الأول في العالم، منذ أول روائي لها "سكر بنات" (2007)، المُشارك في "نصف شهر المخرجين"، في الدورة الـ60 (16 ـ 27 مايو/ أيار 2007) للمهرجان نفسه، في حين أن الروائي الطويل الثاني، "هلأ لوين؟"، نال "جائزة فرنسوا شاليه"، في الدورة الـ64 (11 ـ 22 مايو/ أيار 2011).


فالمشاركة في مهرجان دولي مثل "كانّ" انطلاقة مهمّة لكلّ فيلم يكتفي بصفة "المشاركة الرسمية"، فكيف إذا حصل على مشاركة في المسابقة الرسمية؟ و"كفرناحوم" ـ الذي لم يُحدَّد لغاية الآن الموعد الرسمي لبدء عروضه اللبنانية والعربية ـ يُشكِّل امتدادًا، جماليًا وسينمائيًا وإنسانيًا، لهَمّ أساسي تلتزمه لبكي في اشتغالاتها المختلفة: الفرد وحكاياته ومصائبه وأحواله، في ارتباك الاجتماع، واضطراب الذات، وخراب البيئة.

إذًا، هي المرّة الأولى التي تشهد مُشاركة نادين لبكي في المسابقة الرسمية الدولية لمهرجان "كان"، إلى جانب كبار، أمثال جان ـ لوك غودار وجعفر باناهي وآليس روهرواتشر وسبايك لي وغيرهم. هذا، بحدّ ذاته، اعتراف بامتلاك الفيلم خصائص سينمائية تتيح له مشاركة كهذه. وهذا، بحدّ ذاته، مُثير لحماسة نادين لبكي، إذْ تقول لـ"العربي الجديد" إن مجرّد اختيار فيلمها لمسابقة تضم أفلامًا لأمثال هؤلاء كافٍ لها، وتأكيد لتمكّنها من إنجاز عمل سينمائي جاذب ومثير للاهتمام والانتباه.


ورغم أن الفيلم غير معروض لغاية الآن، لا في بيروت ولا في أي مدينة أخرى، إلاّ أن عنوانه كفيلٌ بتبيان بعض عناوينه الدرامية والحكائية، خصوصًا في مسألة الجحيم الأرضي الذي يعاني أزماته أطفالٌ مُقيمون في خرابٍ ووجعٍ في أنحاء مختلفة من العالم.

في اتصال هاتفي معها، قالت نادين لبكي لـ"العربي الجديد" إن عنوان الفيلم ـ المستلّ من اسم مدينة في فلسطين المحتلّة، مع أنه يبقى بعيدًا عن المباشر الفلسطيني، تاريخيًا وحاليًا ـ يعاين أهوال الأطفال والأولاد المشرّدين والمهمّشين والمقيمين في عذابات الحياة وتفاصيلها القاسية: "يحكي الفيلم عن واقع لبناني وعربي، لكنه ينفتح أيضًا على واقع دولي. الأطفال المهمّشون حاضرون في بلدان كثيرة، وفي مجتمعات كثيرة. أحاول تبيان هذه المواجع والمآزق، من دون تحديد جغرافي واجتماعي، بقدر ما يعنيني الانطلاق من المحليّ إلى العالم".

لم تشأ نادين لبكي التوسّع في تقديم مضامين فيلمها الجديد، قبل عرضه الدولي الأول في "كانّ". لكنها قالت لـ"العربي الجديد" إن شعورها رائع لمشاركتها في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي، وإنها تنتظر العرض كي تتابع ردود الفعل على عملٍ تراه منغمسًا في أحوال بيئة محلية، لن تختلف كثيرًا ـ في هذا المجال ـ عن بيئات أخرى.

وردًّا على سؤال عن مدى علاقة الروائي الطويل الثالث هذا بفيلمها القصير ضمن الفيلم الجماعي "ريو، أنا أحبك" (2014)، كون فيلمها الجديد معتمدا على شخصية طفل كالفيلم القصير، قالت لبكي: "لا شيء يجمعهما معًا. المسألة أن "كفرناحوم" يذهب إلى جحيم الأرض التي يعيشها الأطفال، كي نكتشف خراب الدنيا ومآزقها. أما الفيلم القصير فمختلف تماما".

وهذا إذْ ينطلق من رحلة طفل في مجاهل الحياة، يعكس حالات مختلفة لأناس آخرين في مساراتهم ومصائرهم.

المساهمون