نائب إيراني واصفًا الأسد بـ"الوقح": قد تقدّم موسكو طهران قربانًا لإسرائيل

30 يونيو 2018
برلماني: روسيا خانت إيران (Getty)
+ الخط -
تزداد الانتقادات في الداخل الإيراني لروسيا، خصوصاً فيما يتعلق بسياسة الأخيرة في سورية، في ظل تناغم النظام السوري معها، والتنسيق بين موسكو وإسرائيل، وسط مخاوف من أن تتحول طهران إلى قربان خدمة لمصالح تل أبيب وواشنطن.

وفي أحدث الانتقادات الإيرانية لروسيا، اعتبر النائب في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني بهروز بنيادي أن كلا من سورية وروسيا تضحيان بإيران، وأن تناغم الرئيس السوري بشار الأسد ونظيره الروسي فلاديمير بوتين بات أثقل وأوضح، حتى أن ذلك يقلل من شأن ودور المدافعين عن الحرم في سورية، وهي التسمية التي تطلق على العسكريين الإيرانيين هناك.

وفي تصريحات صادرة عنه خلال جلسة برلمانية، وصف بنيادي سلوك الأسد بـ"الوقح"، وتخوّف من تقديم إيران كقربان لكل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب، بما يحقق مصلحة روسيا وسورية.

ونقل بنيادي أن روسيا خانت إيران خلال اجتماع منظمة أوبك الأخير؛ إذ وقفت إلى جانب المسعى السعودي الرامي لرفع إنتاج النفط، وقال "لا وجود لعدو أو لصديق دائم في السياسة"، داعيًا للحذر من بوتين والأسد، مع أن إيران هي التي وقفت مع هذا الأخير خلال الحرب الأخيرة ومنعت مع روسيا سقوط حكمه، كما ذكر.  

 وفي شق آخر، رأى أن قسما كبيرا من واردات البلاد ومخارجها من العملة الصعبة مرتبط بالصين وروسيا، وهذا أدى لمشكلات اقتصادية ولزيادة الفقر في إيران، داعيًا لتغيير نهج البلاد من النظرة العسكرية إلى الاقتصادية السياسية، وهو ما سيؤدي لتحول في السياسة الخارجية وما سيصب لصالح البلاد، حسب رأيه، كما أكد أن بلاده تحتاج سنويا لاستثمارات بستين مليار دولار، ويجب أن تكون الأولوية للمصلحة القومية ولحل المسائل الاقتصادية في الداخل.

وأشار بنيادي في حديثه أيضا إلى عدد من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية في إيران من قبيل الفساد، الفقر، العنف الأسري والاغتصاب وغيره، وقال إن كل هذا "مخجل ولم يكن يخطر على بال أحد مع بدايات الثورة الإسلامية".

كما انتقد بنيادي الأزمة الاقتصادية الأخيرة التي أدت لاحتجاجات وإضراب تجار البازار الشعبي في طهران، فذكر أن الأجواء الأمنية والتعامل الذي يتجاوز القانون وعدم تحمل المعترضين وتجاوز المساحة الشخصية للمواطنين كله يدق ناقوس الخطر ويؤشر على أنه بداية لعصر الانحطاط، داعيا إلى الاستماع لصوت المظلومين في الشارع وتعاون كل المسؤولين مع بعضهم البعض قبل فوات الأوان، حسب وصفه.

وقبل ذلك، وفي ذات السياق المنتقد لروسيا، كان عضو لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية في البرلمان الإيراني حشمت الله فلاحت بيشه قد أفاد مباشرة بعد تعيينه رئيسا لهذه اللجنة خلفا لعلاء الدين بروجردي بأن الإيرانيين تحولوا إلى لعبة بيد سياسات المصلحة الروسية، مضيفا أن بعض الملفات تحولت في الداخل لما يشبه العناوين المقدسة، فلم يعد بالإمكان انتقاد روسيا أو سورية، ولو حصل ذلك لتعرضت الجهة المنتقدة للهجوم، حسب وصفه.

وفي حوار مع وكالة إيسنا الإيرانية، ذكر فلاحت بيشه إن "الروس يتصرفون وفقا للقواعد الدولية الحاكمة، بينما تتجاهل إيران ذلك، فتتحرك روسيا بالتالي وفقا لمصالحها، وتبدي مرونة في ذلك وعلاقاتها مع الآخرين ليست ثابتة".

واعتبر فلاحت بيشه أن الروس هم ذاتهم من صوتوا ضد إيران أمام المجتمع الدولي سبع مرات، مؤكدا أنه ما زال يعتقد أن التعاون الإيراني الروسي في مختلف القطاعات وأولها العسكرية قد وقع في خطأ استراتيجي، وهو ما لن ينتهي لصالح إيران في النهاية، لكنه رأى أن موسكو ستكون الطرف المستفيد بالنتيجة لأنها تدرك طبيعة النظام الدولي القائم على المصالح.

روسيا تلاحق مصالحها

كما أن السياسية الإصلاحية فائزة هاشمي، وهي ابنة الرئيس الراحل هاشمي رفسنجاني، قد انتقدت العلاقات مع روسيا هي الأخرى خلال حوار مع صحيفة "فايننشال تايمز" نشر مؤخرا، وتساءلت عن الفوائد التي تجنيها إيران من سياستها الخارجية، وقالت إن "روسيا تلاحق مصالحها الخاصة في سورية، وإيران هي التي جرّت موسكو إلى هناك، وحاليًا تنوي روسيا طرد إيران من سورية".

وقبل ذلك، بدا امتعاض بعض الوسائل الإعلامية الإيرانية واضحا إثر صدور تصريحات روسية وإسرائيلية مرتبطة بالتواجد الإيراني في سورية ولا سيما في مناطق الجنوب، فكتبت صحيفة قانون سابقًا أن ما جاء على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والذي رأى أن مغادرة القوات الإيرانية من سورية قد تعني موافقة تل أبيب على بقاء الأسد في السلطة، ربما يؤشر لـ"وجود خطة لحذف إيران من ساحة المقاومة".

ونقلت كذلك أنه "لم يكن من المفترض أن تترك روسيا ظهر إيران خاليا في مرحلة ما بعد داعش، أو أن تتفق مع العدو الأول للإيرانيين، إلا أن هذا يؤشر لعدم الوفاء الروسي".

كما أن مجلة سازندغي الإصلاحية المعتدلة كانت قد نشرت في عدد صادر سابقا صورة للأسد على غلافها، ورأت أن روسيا وسورية اتفقتا على مستقبل هذا الأخير، وأشارت لوجود حديث عن تقارب سوري سعودي، وأن إسرائيل ليس لديها مشكلة في بقاء الأسد بالسلطة، متهمة بوتين بوضع استراتيجية جديدة لن تكون إيران جزءا منها.

أما المنابر الرسمية في دوائر صناعة القرار والمعنية بشكل مباشر بالدور الإيراني في سورية، فلم تبد أي تحفظ على السياسة الروسية في سورية، رغم الانتقادات والتطورات المرتبطة بتواجد قوات محسوبة على إيران في الجنوب السوري بالذات.

وكان أمين مجلس الأمن القومي الأعلى علي شمخاني قد دعم المسعى الروسي الرامي لإخراج من وصفهم بالإرهابيين من منطقة الحدود السورية الأردنية على حد تعبيره، مؤكدا عدم حضور إيران هناك.

كما أن مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي قد ذكر سابقا أن على إيران أن توجه نظرتها وسياستها نحو الشرق لا الغرب، قاصدًا بذلك روسيا والصين، وهو ما فتح عليه باب الانتقادات من مسؤولين آخرين منهم محسوبون على حكومة الاعتدال برئاسة حسن روحاني، وقد قال مستشار الرئيس حميد أبو طالبي إن سياسة إيران لا شرقية ولا غربية، والدعوة للاستدارة نحو الشرق تخالف أساسا مبادئ الثورة الإسلامية، حسب تعبيره.

المساهمون