لكن الرجل متوسط العمر، الذي يرتدي حلة المهرج، لم يحتفظ بجديته هذه طويلاً، فقد بدأ بتقديم فقرات مضحكة مع رفيقه تيتو لجمهور من عشرات الأطفال الذين يلوّحون، ويصفقون من شرفاتهم.
ولم يكن الأطفال فقط هم من يشاهدونهما، فقد رحب الآباء والأمهات كذلك بهذه الاستراحة القصيرة من الروتين اليوم الممل، في ظل إجراءات العزل العام المفروضة للحد من تفشي فيروس كورونا الجديد.
وبدأ توفيق زايري وشريف تيميزار، وهما المهرجان نينو وتيتو، بتقديم عروضهما الترفيهية، التي تمزج الضحك والنكات بالنصح والتوعية بشأن كيفية تجنب الإصابة بفيروس كورونا، بعد أن أغلقت المسارح في الجزائر أبوابها، ووجد العديد من الممثلين أنفسهم دون مورد رزق.
وقال توفيق زايري (تيتو): "هذه المبادرة عملية تحسيسية (توعوية) للوقاية من فيروس كورونا الجديد، الهدف منها الترويح عن نفسيات الأولياء والأطفال الذين استجابوا للحجر الصحي المنزلي".
وقال مجيد، وهو أب لأربعة أطفال: "المبادرة تعود بإيجابياتها على الجميع، وليس على الأطفال فقط. مثلاً، أنا الآن أحسن بمعنويات مرتفعة بعد مشاهدة العرض، وهو حال الجميع هنا، نحن نبقى في المنازل ليلاً ونهاراً، ومثل هذه المبادرات تساعدنا في كسر الروتين اليومي المملّ للحجر المنزلي الذي أرهق نفسياتنا كثيراً".
أما المهرج شريف تيميزار (نينو)، فقال: "أردنا الخروج إلى الشارع من أجل هؤلاء الأطفال كي يبقوا في المنازل، ورغم أننا خرجنا وكسرنا حجرنا المنزلي، وهي مجازفة بسلامتنا، لكن فرحة الأطفال تلك تغنينا وتنسينا وجود خطر كورونا، فنحن ننشر التوعية بين الأطفال، وخاصة الآباء".
Facebook Post |
وأضاف: "يمكن الطفل أن يستوعب بلعبة أو بطريقة ترفيهية، فبمجرد أن تخبره أن هذا المرض خطير، حتى يُنشئ تصورات عدة في مخيلته عن هذا الخطر... والنصيحة التي نوجهها هي: احترسوا ثم احترسوا، فالوقاية خير من العلاج".
ونظم عدد من الفنانين والمؤدين حملات تطوعية مشابهة للترفيه عن الأطفال في منازلهم في وقت الحظر، وفي المقابل حصلوا على دعم لوجيستي ومادي من الحكومة والسلطات المحلية.
وسجلت الجزائر 4619 حالة إصابة مؤكدة و459 حالة وفاة بالفيروس حتى الآن.
(رويترز)