مُراهقتان هنديتان هربتا من عار "التحرّش".. وانتحرتا

27 اغسطس 2014
ازدادت جرائم التحرّش بالفتيات في الهند أخيراً (راج ك.راج/Getty)
+ الخط -

اختارت المراهقتان الهنديتان، مادو ونكتيا، الانتحار، بعدما تعرضتا للتحرش في مدينة روهتاك في ضواحي العاصمة الهندية نيودلهي، الاثنين، وهما في طريقهما إلى المعهد.

وفي التفاصيل، تعرضت مادو، الطالبة في الصف الأول الثانوي، وجارتها وزميلتها نكتيا، وهي في الصف الثاني الثانوي، خلال توجههما إلى معهد "سكشي" في منطقة بايباس رود، إلى التحرش من قبل عدد من الشبان، بحسب رسالتين تركتهما الفتاتان قبل إقدامهما على الانتحار.

بعد الحادثة، أكملتا طريقهما إلى المعهد وحضرتا الصف. وفي وقت الاستراحة، شربتا عصير المنغا. وبعد نحو عشر دقائق، فقدتا الوعي. سارعت إدارة المعهد إلى نقلهما إلى المستشفى، لكنهما كانتا قد فارقتا الحياة.

وقالت الشرطة الهندية، في تقرير، إن "الفتاتين تركتا رسالتين"، رافضة الإفصاح عن المعلومات الموجودة فيهما باستثناء ذكر السبب. وأضافت أن "الفتاتين انتحرتا بعدما تناولتا عصيراً أضيفت إليه مادة سامة، وذلك بعد تعرضهما للتحرش وهما في طريقهما إلى المعهد، على أن يتم التأكد من الأمر بعد تشريح الجثتين".

وقال مسؤول شرطة روهتاك، كرن جويال، إننا "نحقّق في القضية.. وقد أغلقنا المعهد، والمحل الذي اشترت منه مادو وشكتيا العصير. وسنحاول الحصول على المزيد من المعلومات من خلال استجواب زملاء الضحيتين"، مشيراً إلى أن "إحدى الضحيتين ذكرت اسم أحد الشبان الذين اعتدوا عليهما، ورقم دراجته، ما سيمكّننا من الوصول إليه والمجموعة برمّتها".

من جهته، أوضح مسؤول في معهد "سكشي" أن مادو ذكرت في رسالتها، التي وجدت في درج طاولتها بالمعهد، أنها "أقدمت على الانتحار بهدف إيقاظ المجتمع الهندي، وحتى لا تتعرض المزيد من الفتيات إلى التحرش". وطالبت الحكومة والمجتمع "باتخاذ خطوات جادة وفعالة لمنع الشبان من ملاحقة الفتيات والتحرّش بهن"، مضيفة: "يلاحقني الشبان، ما أثّر على تركيزي في دراستي. لا يمكنني إخبار أسرتي بالأمر خوفاً من العار. لذا أنهيت حياتي كي أرتاح منهم ولا أحمل العار إلى منزلي".

أما نكتيا، فبدأت رسالتها، التي وجدت في حقيبتها، قائلة إنها تشعر "بالخوف والعار. لم أرتكب أي خطأ. لكنني أخشى نقل العار إلى والديّ. لذلك أقتل نفسي كي أرتاح وترتاح أسرتي". 

وكان والد نكتيا، شخبير سنج، قد أشار إلى أن ابنته أخبرته أن شاباً يدعى لوكيش يلاحقها مع أصدقائه. وأضاف أنه حاول الوصول إلى لوكيش ولم يتمكن، لكنه لم يخبر السلطات الأمنية بالأمر.

في السياق، قال أحد الناشطين إن "الحادث المأساوي يطرح تساؤلات حول الإجراءات التي تدّعي الحكومة اتخاذها للحفاظ على حياة المرأة الهندية، والقضاء على التحرّش. لذلك يجب على الحكومة مراجعة إجراءاتها". وأضاف: "علينا أن نتّعظ جميعاً، شعباً وحكومة، من الحادث الذي حصد أرواح فتاتين بريئتين، ليس لهما أي ذنب سوى أنهما خرجتا إلى المعهد بهدف الدراسة".

وخلال السنوات الأخيرة، ارتفعت نسبة جرائم التحرّش الجنسي بالنساء، علماً بأن القانون يعاقب المجرم بالسجن مدى الحياة. لكن عدم اهتمام السلطات المعنية بالقضية، والنظرة السيئة للمرأة في المجتمع الهندي، ساهما في تكرار هذه الظاهرة.

تجدر الإشارة إلى أنه بعد حادثة اغتصاب فتاة وقتلها في حافلة بنيودلهي، نهاية 2012، عمد عدد من النساء إلى التبليغ عن تعرضهن للتحرّش. لكن تبقى مشكلة ضعف الاهتمام الحكومي، إضافة إلى الثغرات القانونية.

دلالات
المساهمون