ميليتاو إلى البرتغال... بورتو كشاف المواهب البرازيلية

27 يوليو 2018
ميليتاو المنضم حديثاً لبورتو مقابل 7 ملايين يورو (Getty)
+ الخط -
تراجعت الأندية البرتغالية والهولندية في السنوات الأخيرة بالمنافسات الأوروبية، ولم تعد كما السابق قادرة على المقارعة في دوري الأبطال، نظراً لعدم توفر الإمكانات المالية التي تمتلكها أندية الدوريات الخمسة الكبرى.

ميليتاو وبورتو
أتمّ بورتو صفقة جديدة في الأيام الماضية بضمه اللاعب إيدر ميليتاو، ظهير نادي ساو باولو، والذي يُعتبر واحداً من أفضل اللاعبين الصاعدين في سماء الكرة البرازيلية في صفقة بلغت قيمتها حوالي سبعة ملايين يورو.

ميليتاو البالغ من العمر 20 عاماً، لعب حتى اللحظة 55 مباراة رسمية مع نادي ساو باولو في كافة المنافسات، حتى أن النادي لم يكن يريد بيعه وحاول إقناعه بالبقاء لموسمٍ آخر كي يجذب الأنظار أكثر وبيعه برقم أعلى بعد ذلك، لكن قرار الرحيل كان قد حسم بالنسبة إليه.

وولد ميليتاو يوم 18 يناير/ كانون الثاني عام 1998 في سيرتاوزينيو، وهناك مارس كرة القدم حتى انضم إلى ساو باولو، وقد مثل منتخب البرازيل للشباب في عدة مناسبات، وهو الذي كان قريباً من مانشستر سيتي وتشلسي في وقتٍ سابق.

وسيمنح هذا الانتقال لميليتاو الذي يعتبره البعض من أفضل المواهب في مركزه فرصة للاعب كي يتطور في ناد يجيد مثل هذه الأمور، فقد مرّ من هناك العديد من اللاعبين البرازيليين الذين توهجوا بعد ذلك وانتقلوا إلى أندية كبرى.

فعلى سبيل المثال، ضم بورتو اللاعب البرازيلي فيرناندو عام 2007 وأعاره في الموسم الأول لنادي إستريلا أمادورا قبل أن يعود لبورتو ويبقى معه حتى 2014 ليرحل بعدها إلى أحد أفضل الأندية الأوروبية في الوقت الحالي، نادي مانشستر سيتي، ومنه إلى غالطه سراي التركي عام 2017.

لاعبٌ آخر مرّ من بوابة بورتو هو أليكس ساندرو، الظهير البرازيلي الذي لعب في بلاده ومن ثم في الأوروغواي وأعير في موسم 2010 - 2011 لنادي سانتوس، فضمه بورتو على وجه السرعة مقابل 9 ملايين يورو وبقي معه حتى 2015 ليبيعه مقابل 26 مليون يورو.

وحتى عام 2008، كان البرازيلي هالك لاعباً مغموراً يتنقل بين الأندية اليابانية فقط، قبل أن يأتي بورتو ويضمه مقابل 5.5 ملايين يورو، لكن وبعد فترة 4 سنوات من التألق رحل إلى زينيت سانت بطرسبرغ مقابل 60 مليون يورو يورو الذي باعه بدوره عام 2016 إلى شنغهاي بيسغ مقابل 45 مليون جنيه إسترليني.

ننتقل بعدها للحديث عن دانيلو، فلاعب أتلتيكو مينيرو وسانتوس السابق التحق ببورتو عام 2012، ليقضي هناك ثلاث سنوات قبل مغادرته إلى ريال مدريد مقابل 31 مليون يورو ومنه بعد ذلك إلى مانشستر سيتي.

وتطول القائمة، فدييغو الذي بدأ مع سانتوس مسيرته عام 2002 ولعب بعدها لأندية عدة كيوفنتوس وأتلتيكو مدريد وفنربخشه، وصل إلى القارة الأوروبية عام 2004 من بوابة بورتو الذي باعه في 2006 لفيردير بريمن.

أما كاسيميرو فقد تطور أيضاً في بورتو حيث قضى موسماً واحداً هناك معاراً من قبل ريال مدريد، إذ حصل على دقائق لعب واحتك بلاعبين مميزين قبل عودته إلى سانتياغو برنابيو والتألق هناك.

الدوري البرتغالي محطة مهمة

ولا يقتصر الأمر على بورتو، فدائماً ما قدمت الأندية البرتغالية العديد من اللاعبين المميزين الذين مروا على الدوري هناك، فراميريز الذي بدأ مسيرته الاحترافية عام 2006 من بوابة نادي جوينفيي ثم كروزيرو حتى 2009 انتقل إلى بنفيكا مقابل 7.5 ملايين يورو، فقضى موسماً واحداً هناك قبل أن يضمه تشلسي مباشرة مقابل 22 مليون جنيه إسترليني، وهناك لعب من عام 2010 حتى 2016، فشارك في 160 مباراة وسجل 17 هدفاً، محققاً العديد من الألقاب، أبرزها دوري أبطال أوروبا موسم 2012 - 2013.

لاعبٌ برازيلي آخر سار على خطى راميريز أيضاً، وهو دافيد لويز موريرا مارينهو، المدافع المميز البالغ من العمر 31 عاماً، بدأ مسيرته في صفوف نادي فيتوريا البرازيلي موسم 2006 - 2007 فسجل هدفاً في 26 مباراة قبل أن تتم إعارته إلى نادي بنفيكا في الموسم التالي، ليستمر هناك حتى 2011، ليرحل على أثرها إلى تشلسي الإنكليزي.

ويعتبر الدوري البرتغالي محطة مهمة للاعبين الطامحين للتطور والبروز في القارة الأوروبية لعدة أسباب، ففي البداية يمكن لأصحاب المواهب أخذ فرصة على الصعيد المحلي، كما أن الدوري هناك يحظى بمتابعة من قبل كشافي الأندية الكبيرة التي تسعى لخطف المواهب وضمّها قبل أن تتوهج بشكل أكبر وتفادياً لارتفاع أسعارها بشكل جنوني.

من جانب آخر، ومع مرور الوقت وتكرار التجارب، باتت أندية الدوري البرتغالي صاحبة خبرة في إيجاد المواهب وتطويرها وصقلها ومن ثم بيعها بمبالغ أكبر لتحقيق أرباح مالية، وهذا الأمر من الصعب أن تقوم به الأندية الأخرى في الدوريات الكبرى، فعلى سبيل المثال وصل فينيسيوس جونيور إلى نادي ريال مدريد قبل فترة للعب في صفوفه، لكن تقرر أن يلعب للفريق الثاني وذلك من أجل اكتساب الخبرة، إذ إن الفريق يسعى دائماً للمنافسة على الألقاب المحلية والأوروبية، وبالتالي فإن فرص دخوله أساسياً في التشكيلة تبدو صعبة، وهذا الأمر عانى منه لاعبون أمثال ألبارو موراتا على سبيل المثل الذي لم يتمكن من أخذ فرصته ليرحل عن النادي الملكي وربما يسير على خطاه ماركو أسينسيو في حال بقي خلال الموسم القادم على مقاعد البدلاء تحت قيادة المدرب لوبيتيغي.


المساهمون