يحتفل الأقباط في مصر، اليوم، بعيد الميلاد. ما زالت الزينة تملأ عدداً من الشوارع. شجرة الميلاد وبابا نويل والأضواء وغيرها. هذا يوم للفرح والحب وتبادل التهاني
"يستمر الإقبال على شراء زينة الأعياد وشجرة الميلاد، منذ شهر ديسمبر/كانون الأول، وحتى أوائل يناير/كانون الثاني. فالأعياد في مصر تمتد ما بين 25 ديسمبر/كانون الأول وحتى السابع من الشهر الذي يليه (أي اليوم)". هذا ما يقوله عماد، صاحب متجر يبيع فيه الهدايا والخرداوات والأدوات المدرسية وغيرها. كان يعرض أمامه بعض النماذج المصغرة لبابا نويل، الذي يعد أحد عناصر الزينة الأساسية. وتحتفل الكنيسة القبطية المصرية الأرثذوكسية بعيد الميلاد اليوم.
عماد رجل ثلاثيني. يقع متجره في إحدى زوايا شارع منشية البكري في ضواحي مصر الجديدة. كان قد ملأه بكل ما يحتاجه المرء للزينة في عيد الميلاد. هو أيضاً أضاء محلّه بالأحمر ليشعر بالعيد ويجذب الزبائن.
يقول: "في موسم الميلاد، يكثر الطلب على شجرة الميلاد وأدوات الزينة وغيرها". علّق كرات حديدية إلى جوار باب المتجر. وكلما فتح الباب، تصطدم ببعضها بعضاً محدثة موسيقى تنذر بدخول زبون جديد. تدخل شابة عشرينية وتسأل: "مساء الخير يا عماد.. جبتلي الحاجة؟". تطلب من صاحب المتجر بضائع معينة كانت قد اتفقت معه على أن يحضرها لها قبل عيد الميلاد. يجيبها: "بكرا إن شاء الله هتكون موجودة".
يقول عماد، إن هذه الفتاة أحضرت له صورة لشجرة الميلاد وزينة وأزهار، وسألته إن كان بمقدوره أن يحضر شجرة مشابهة لها، فوعدها بالبحث في المخازن أو في متاجر أخرى.
يعدّ الاحتفال بعيد الميلاد ووضع الزينة أمراً جديداً على المصريين. هكذا، اقتبس أقباط مصر عن الغرب وضع شجرة الميلاد في البيوت، وغيرها من أدوات الزينة بعد الاحتلال الفرنسي والإنجليزي لمصر. كذلك، أدخلت آلات موسيقية جديدة في التراتيل، بعدما كانت تقتصر على آلات بسيطة. وعادة ما يقام الاحتفال الرسمي في مقر الكاتدرائية المرقسية في العباسية (شرق القاهرة)، ويحضره كبار المسؤولين.
ويأتي هذا العيد بعد 45 يوماً من الصيام عن الأطعمة المشتقة من الحيوانات، ليعتمد الناس نظاماً غذائياً نباتياً. وفي يوم العيد، يعودون إلى تناول المأكولات التي منعوا عنها خلال فترة الصيام. لذلك، تراهم يحرصون على إعداد مائدة طعام غنية. ويختار بعضهم، وخصوصاً السياسيين ورجال الأعمال، قضاء العيد خارج مصر، أو في المناطق الساحلية داخل البلاد، سواء في شرم الشيخ أو الغردقة.
من جهتها، تتحدث منيرة عزت، وهي ربة منزل، لـ "العربي الجديد"، عن ليلة عيد الميلاد. تقول إنها "ليلة للحب"، لافتة إلى أن المائدة تكون مليئة بأشهى أنواع الطعام بعد فترة من الصيام. تضيف أن يوم العيد يكون مخصّصاً للزيارات بين الأهل والأصدقاء، وتقديم الهدايا للأطفال، لافتة إلى أن كثيرين يمضون معظم الوقت في الكنيسة للعبادة.
بدوره، يشير عطا ميخائيل، وهو موظف، إلى أن "الأجيال تتوارث أسرار إعداد الأطعمة الشهية، مثل الأسماك واللحوم وغيرها. ولا ينسون تناول الكنافة". يضيف: "نحن شعب يحب الحياة والاحتفال والبهجة والطعام اللذيذ. وفي الوقت نفسه، لا ننسى الفروض الدينية".
أما إسحاق لبيب، فيقول: "إننا ننتظر العيد من عام إلى آخر بفارغ الصبر"، ويلفت إلى أن بعضهم يفضلون المكوث في المنازل لتبادل التهاني بالعيد، فيما يختار بعض الشباب التنزه في الحدائق العامة والمنتزهات أو الذهاب إلى السينما.
يضيف: "نصلي من أجل السكينة والسلام"، لافتاً إلى أن "ما ينغص حياتنا في مصر هو الإجراءات الأمنية".
في المقابل، يشكو شاكر جرجس من عدم بث التلفزيون المصري أفلاماً أو مسرحيات جديدة. يقول: "كعادتي في عيدي الميلاد والقيامة المجيدين، أشاهد التلفزيون وأبحث عما يمكن أن يقدمه الإعلام المصري في هاتين المناسبتين من دون أن أجد شيئاً". يضيف أن الإعلام المصري الرسمي وغير الرسمي يفتقر إلى أي محتوى تراثي ديني يخص الأعياد والمناسبات القبطية.
وتحرص سامية مكرم، وهي ربة منزل، على ترتيب المنزل وشراء الزينة قبل العيد. ولا تنسى استخدام البالونات والأضواء، والاستماع إلى بعض الأغنيات الخاصة بالعيد. تضيف أنها تحب دعوة الأصدقاء والأقارب إلى تناول الغداء. في يوم العيد، ترتدي وأطفالها ثياباً جديدة، وتعد الكعك. أيضاً، تحرص على تهنئة أقاربها وأصدقائها المهاجرين بالعيد، وقد أصبح الأمر أكثر سهولة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
إلى ذلك، يقول رئيس قسم الفلك في المعهد القومي للأبحاث الفلكية والجيوفيزيقية المصري، أشرف لطيف تادرس، إن "عيد الميلاد سيظل موافقاً ليوم 7 يناير/كانون الثاني من كل عام حتى عام 2094. بعد هذا العام، سيوافق يوم 8 يناير/كانون الثاني"، مشيراً إلى أن السبب في ذلك يرتبط بالفرق بين التقويمين اليولياني الغربي والشرقي، ما يؤدي إلى زيادة يوم كامل كل 128 عاماً. وتجدر الإشارة إلى أن غالبية المصريين المسيحيين ينتمون إلى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
اقرأ أيضاً: أطفال العيد يتخيّلون ليلة الميلاد
"يستمر الإقبال على شراء زينة الأعياد وشجرة الميلاد، منذ شهر ديسمبر/كانون الأول، وحتى أوائل يناير/كانون الثاني. فالأعياد في مصر تمتد ما بين 25 ديسمبر/كانون الأول وحتى السابع من الشهر الذي يليه (أي اليوم)". هذا ما يقوله عماد، صاحب متجر يبيع فيه الهدايا والخرداوات والأدوات المدرسية وغيرها. كان يعرض أمامه بعض النماذج المصغرة لبابا نويل، الذي يعد أحد عناصر الزينة الأساسية. وتحتفل الكنيسة القبطية المصرية الأرثذوكسية بعيد الميلاد اليوم.
عماد رجل ثلاثيني. يقع متجره في إحدى زوايا شارع منشية البكري في ضواحي مصر الجديدة. كان قد ملأه بكل ما يحتاجه المرء للزينة في عيد الميلاد. هو أيضاً أضاء محلّه بالأحمر ليشعر بالعيد ويجذب الزبائن.
يقول: "في موسم الميلاد، يكثر الطلب على شجرة الميلاد وأدوات الزينة وغيرها". علّق كرات حديدية إلى جوار باب المتجر. وكلما فتح الباب، تصطدم ببعضها بعضاً محدثة موسيقى تنذر بدخول زبون جديد. تدخل شابة عشرينية وتسأل: "مساء الخير يا عماد.. جبتلي الحاجة؟". تطلب من صاحب المتجر بضائع معينة كانت قد اتفقت معه على أن يحضرها لها قبل عيد الميلاد. يجيبها: "بكرا إن شاء الله هتكون موجودة".
يقول عماد، إن هذه الفتاة أحضرت له صورة لشجرة الميلاد وزينة وأزهار، وسألته إن كان بمقدوره أن يحضر شجرة مشابهة لها، فوعدها بالبحث في المخازن أو في متاجر أخرى.
يعدّ الاحتفال بعيد الميلاد ووضع الزينة أمراً جديداً على المصريين. هكذا، اقتبس أقباط مصر عن الغرب وضع شجرة الميلاد في البيوت، وغيرها من أدوات الزينة بعد الاحتلال الفرنسي والإنجليزي لمصر. كذلك، أدخلت آلات موسيقية جديدة في التراتيل، بعدما كانت تقتصر على آلات بسيطة. وعادة ما يقام الاحتفال الرسمي في مقر الكاتدرائية المرقسية في العباسية (شرق القاهرة)، ويحضره كبار المسؤولين.
ويأتي هذا العيد بعد 45 يوماً من الصيام عن الأطعمة المشتقة من الحيوانات، ليعتمد الناس نظاماً غذائياً نباتياً. وفي يوم العيد، يعودون إلى تناول المأكولات التي منعوا عنها خلال فترة الصيام. لذلك، تراهم يحرصون على إعداد مائدة طعام غنية. ويختار بعضهم، وخصوصاً السياسيين ورجال الأعمال، قضاء العيد خارج مصر، أو في المناطق الساحلية داخل البلاد، سواء في شرم الشيخ أو الغردقة.
من جهتها، تتحدث منيرة عزت، وهي ربة منزل، لـ "العربي الجديد"، عن ليلة عيد الميلاد. تقول إنها "ليلة للحب"، لافتة إلى أن المائدة تكون مليئة بأشهى أنواع الطعام بعد فترة من الصيام. تضيف أن يوم العيد يكون مخصّصاً للزيارات بين الأهل والأصدقاء، وتقديم الهدايا للأطفال، لافتة إلى أن كثيرين يمضون معظم الوقت في الكنيسة للعبادة.
بدوره، يشير عطا ميخائيل، وهو موظف، إلى أن "الأجيال تتوارث أسرار إعداد الأطعمة الشهية، مثل الأسماك واللحوم وغيرها. ولا ينسون تناول الكنافة". يضيف: "نحن شعب يحب الحياة والاحتفال والبهجة والطعام اللذيذ. وفي الوقت نفسه، لا ننسى الفروض الدينية".
أما إسحاق لبيب، فيقول: "إننا ننتظر العيد من عام إلى آخر بفارغ الصبر"، ويلفت إلى أن بعضهم يفضلون المكوث في المنازل لتبادل التهاني بالعيد، فيما يختار بعض الشباب التنزه في الحدائق العامة والمنتزهات أو الذهاب إلى السينما.
يضيف: "نصلي من أجل السكينة والسلام"، لافتاً إلى أن "ما ينغص حياتنا في مصر هو الإجراءات الأمنية".
في المقابل، يشكو شاكر جرجس من عدم بث التلفزيون المصري أفلاماً أو مسرحيات جديدة. يقول: "كعادتي في عيدي الميلاد والقيامة المجيدين، أشاهد التلفزيون وأبحث عما يمكن أن يقدمه الإعلام المصري في هاتين المناسبتين من دون أن أجد شيئاً". يضيف أن الإعلام المصري الرسمي وغير الرسمي يفتقر إلى أي محتوى تراثي ديني يخص الأعياد والمناسبات القبطية.
وتحرص سامية مكرم، وهي ربة منزل، على ترتيب المنزل وشراء الزينة قبل العيد. ولا تنسى استخدام البالونات والأضواء، والاستماع إلى بعض الأغنيات الخاصة بالعيد. تضيف أنها تحب دعوة الأصدقاء والأقارب إلى تناول الغداء. في يوم العيد، ترتدي وأطفالها ثياباً جديدة، وتعد الكعك. أيضاً، تحرص على تهنئة أقاربها وأصدقائها المهاجرين بالعيد، وقد أصبح الأمر أكثر سهولة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
إلى ذلك، يقول رئيس قسم الفلك في المعهد القومي للأبحاث الفلكية والجيوفيزيقية المصري، أشرف لطيف تادرس، إن "عيد الميلاد سيظل موافقاً ليوم 7 يناير/كانون الثاني من كل عام حتى عام 2094. بعد هذا العام، سيوافق يوم 8 يناير/كانون الثاني"، مشيراً إلى أن السبب في ذلك يرتبط بالفرق بين التقويمين اليولياني الغربي والشرقي، ما يؤدي إلى زيادة يوم كامل كل 128 عاماً. وتجدر الإشارة إلى أن غالبية المصريين المسيحيين ينتمون إلى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
اقرأ أيضاً: أطفال العيد يتخيّلون ليلة الميلاد