ميسّي على خطى مارادونا

06 يوليو 2014
الأرجنتين هزمت بلجيكا بأقل التكاليف (getty)
+ الخط -

"أرجنتينا، لا تبكي من أجلي يا حبيبتي، أنا ألعب من أجلك وأموت فداك وأبذل قصارى جهدي حتى أستطيع رد جزء بسيط من عظمتك"، هكذا يبعث العشاق بأجمل رسالة رومانسية ممكنة إلى بلاد الفضة ووطن الحرية الممزوجة بسحر وإبداع كرة القدم، الوطن الكبير والقلب الطيب الذي يحتضن كل من يتعلق به، إنها الأرجنتين حيث العشق ولا شيء سواه.

كلمات تشجيعية انتشرت بين الأنصار في بيونس آيرس بعد خسارة النهائي الشهير أمام ألمانيا في مونديال 1990، وكأن جماهير الأرجنتين كانت تعي بأن فترات المجد ستغيب لسنوات طويلة، ومن إيطاليا إلى البرازيل، ليونيل ميسي يستعيد أسرار دييجو ويقود الأرجنتين إلى نصف النهائي العالمي لأول مرة منذ نحو أربعة وعشرين عاماً.

نصائح مارادونا

في حوار له منذ أيام، عبّر الأسطورة دييجو أرماندو مارادونا عن حزنه الشديد بسبب أداء الأرجنتين، وأكد بأن ميسي يلعب بمفرده، من دون مساعدة تذكر من بقية أعضاء الفريق، وأن هذا الأمر خطير للغاية في المراحل المقبلة من البطولة. كلمات الرقم 10 يبدو أنها أثرت في نفوس بقية اللاعبين، لذلك تألق هيجواين بشكل لافت، وسجل هدفاً وصنع خطورة كبيرة طيلة فترات المباراة، كذلك أدى الدفاع بأكمله مباراة بطولية ومنع الخصم من تسجيل أي هدف.

ميسي مع المنتخب لا يسجل فقط، بل يقوم بدور كبير في صناعة الأهداف وبناء الهجمات، ليو يلعب صانع لعب حراً داخل الملعب، على اليمين واليسار وفي العمق، بالإضافة إلى دور لاعب وسط الدائرة، الذي يستلم من الخلف ويتحكم في إيقاع وسير اللعب، خصوصاً بعد إصابة دي ماريا وخروجه بالشوط الأول.

سابيا شعر بتقصير جاجو، بسبب عدم وجود عمق حقيقي في الوسط، فأشرك بيجليا الذي أضاف شقاً دفاعياً إلى تشكيلة الوسط، وبعد نزول إنزو بيريز أصبح أداء الخط الخلفي أفضل، أغلق كافة المساحات بين الخطوط ونجح في تشكيل تركيبة متوازنة أمام الرباعي الأخير، مما أجبر الفريق البلجيكي على الهجوم من الأطراف ولعب الكرات الطولية من أسفل الملعب إلى أعلاه.

الفريق تحسّن بعض الشيء دفاعياً لكن الهجوم ما زال يعاني. وتفتقد المجموعة إلى اللاعب الذي يستطيع الهروب في المساحات مستغلاً انشغال الخصوم بميسي، رغم أن دي ماريا يستطيع عمل ذلك، لكن الفردية تطغى على ألعابه بعض الشيء، بالإضافة إلى إصابته الأخيرة. ومع غياب اجويرو أيضاً، فإن الأمور ليست سهلة، لذلك فإن ميسي بدا وحيداً خلال الشوط الثاني، الجميع يراقبه ويضغط عليه، ولا يوجد داعم حقيقي يصعد من الوسط إلى الأمام.

أبقت الأرجنتين على ثباتها الدفاعي والهجومي بشكل متوازن، رغم المحاولات المستمرة لمروان فيلايني ولوكاكو وهازارد.. لتخرج منتصرة بهدف نظيف.

المساهمون