شددت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اليوم الخميس على المبادئ التوجيهية التي يجب أن يكون عليها الوضع داخل أوروبا، ووجهت نداء لتحقيق التضامن والتماسك، محذرة بأن أوروبا معرضة للخطر وعلى الاتحاد المضي قدماً في الإصلاحات.
ودعت المستشارة ميركل إلى تعاون أوثق بين دول الاتحاد الأوروبي لمواجهة وباء كورونا، مضيفة أنه "لا يمكن لأي دولة أن تنجو من الأزمة بمفردها".
ولفتت إلى أن الأزمة "كشفت عن هشاشة المشروع الأوروبي، حتى أن ألمانيا وفي رد الفعل الأولي كانت وطنية وليست أوروبية بالكامل، وهذا غير معقول"، ولتبرز أنه يجب التأكد الآن من أن أوروبا لا تنحرف اقتصادياً.
ودافعت المستشارة عن المقترح الألماني الفرنسي بشأن صندوق الإنقاذ لمساعدة الاقتصاد الأوروبي على الانتعاش بفعل عواقب كورونا، وأن الحزمة المقدرة بحوالي 500 مليار يورو تقدم على شكل منح، "وسيلة ضد المتطرفين والانقسام في أوروبا".
وشددت على أنه "لا يجب أن نكون ساذجين، القوى المناهضة للديمقراطية والحركات الراديكالية تنتظر فقط استغلال الأزمات الاقتصادية سياسياً، في إشارة منها إلى توحيد الموقف الأوروبي إزاء الحزمة المقترحة بعد أن تقدمت المفوضية بخطة بقيمة 750 مليار، 500 مليار كمنح و250 كقروض".
وتابعت أنها ستعمل بأسرع وقت ممكن لإنجاز الاتفاق على الحزمة، إضافة إلى الإطار المالي للاتحاد الأوروبي على مدى السنوات المقبلة.
وبحسب المستشارة فإنه على ألمانيا وأوروبا أن تستخدما وباء كوفيد19 للدفع نحو الإصلاحات المهمة للاتحاد، ومن أنها ستكون من ضمن المبادئ والأهداف الأساسية للرئاسة الألمانية للاتحاد الأوروبي، إضافة إلى كيفية تعامل دوله مع الأزمة.
وأضافت أن أوروبا "تواجه تغيراً عميقاً.. قضايا المناخ والرقمنة أساسية، وستقرر مدى ازدهار أوروبا ودورها في العالم وطريقة عيش الناس معاً".
كما حددت ميركل في كلمتها العلاقة المستقبلية بين الصين وأوروبا، منوهة إلى أنها تعتبر الصين "شريكاً استراتيجياً، وعلينا أن نكون معها في حوار مفتوح، ومن المهم أن تتحدث الدول 27 الأعضاء في التكتل الأوروبي بصوت واحد وإطلاق حوار للتعاون بشأن اتفاقية بين بكين والاتحاد الأوروبي لحماية الاستثمار والمناخ، والدور المشترك في أفريقيا، ولتتميز بذلك عن مسار المواجهة الأميركية مع الصين، وفق ما ذكرت شبكة "إيه ار دي" الإخبارية.
وأشارت إلى أنها اتفقت مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال والرئيس الصيني شي جين بينغ على ضرورة إعادة جدولة القمة بين الاتحاد الأوروبي والصين، بعد أن تم إلغاء تنظيمها خلال سبتمبر/أيلول المقبل في مدينة لايبزيغ الألمانية.