قال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إن "القوات المسلحة تشرف على تنفيذ 40 جسراً في مناطق شرق وغرب ووسط القاهرة، بتكلفة تبلغ 16 مليار جنيه، بواقع 300 مليون جنيه لكل جسر (الصحيح هو 400 مليون جنيه)"، مدعياً أن إنشاء هذه الجسور "من شأنه وضع حلول جذرية لمشكلات المرور في العاصمة، وذلك رغم التكلفة المادية الهائلة لتنفيذ هذه المشروعات".
وأضاف السيسي، خلال افتتاح عدد من المشروعات بمنطقة شرق قناة السويس، اليوم الأربعاء: "هذه الجسور تتكلف أموالاً طائلة، ونحن نُصر على العمل بالمعدلات ذاتها وأكثر"، مستطرداً بالقول إن "الحكومة تعمل ليل نهار من أجل معدلات النمو التي كنا نحلم بها، ووصلتني شكوى بشأن استمرار العمل في تنفيذ جسر العروبة بمصر الجديدة خلال فترات الليل، ولكنني أؤكد أننا لن نتوقف عن العمل على مدار 24 ساعة".
وانتابت السيسي حالة من الغضب عند استعراض رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، اللواء أركان حرب إيهاب الفار، جهود الهيئة في إنجاز العديد من المشروعات، ومن بينها طريق وميدان رابعة العدوية بحي مدينة نصر، شرقي القاهرة، إذ قاطعه قائلاً: "اسمه ميدان الشهيد هشام بركات يا سيادة اللواء"، ليكرر الأخير الخطأ في أثناء مواصلة حديثه، ليقول السيسي بانفعال: "قولنا اسمه الشهيد هشام بركات".
ووجه السيسي بإطلاق اسم النائب العام الراحل هشام بركات على الجسر الذي ينفذ حالياً بشارع الطيران، ويصل بين منطقة عباس العقاد في مدينة نصر، والنزهة الجديدة، قائلاً: "لقد وصلتني شكوى حول العمالة في هذا المشروع، وأؤكد حرصنا على توفير التأمين اللازم لها في مواجهة انتشار فيروس كورونا، وذلك بالتنسيق مع وزارتي الصحة والدفاع، والشركات العاملة في كل مواقع العمل".
وتابع: "بقول لكل المصريين إن الدولة تأثرت كثيراً بالظروف الراهنة، ويجب أن تعمل جميع القطاعات بمعدلات أكبر في الفترة المقبلة، مع تأمين العمال ضد مخاطر العدوى في مواقع العمل، لا سيما في العاصمة الإدارية الجديدة"، مستطرداً بالقول "نحن بصدد الانتهاء من خمسة أنفاق في منطقة قناة السويس بأياد مصرية، وأي موضوع (مشروع) يظن البعض أنه صعب، سننجح فيه بالعلم والإرادة، وربنا هايساعدنا في كده".
وتطرق السيسي إلى مسألة البناء من دون ترخيص، بقوله: "الترخيص هو بمثابة العقد بين الدولة والمالك، ولا بد من الالتزام بتنفيذ ما جاء فيه، والمشروعات التي تنفذ في القاهرة تسير بشكل متواز مع مشروعات العاصمة الإدارية"، زاعماً أنه يتابع أزمة العالقين المصريين في دول العالم، وعددهم نحو 3500 عالق، إذ كلف الحكومة بإعادتهم إلى بلدهم، وعدم تركهم "حتى لو كانت ظروف الدولة صعبة"، على حد تعبيره.
وكان رئيس الهيئة الهندسية للجيش، قد قال: "نحن نستحق دخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية، لأن الجسر الواحد يحتاج إلى شهرين فقط للانتهاء منه"، مشيراً إلى تنفيذ الهيئة 319 جسراً خلال السنوات القليلة الماضية، بالإضافة إلى تنفيذ عدد كبير من الجسور في مناطق شرق القاهرة، والتي تشهد تشابكاً كبيراً في المرافق، و"تسعى الهيئة إلى حله بشكل سريع من أجل الانتهاء منها".
وبحلول 14 أغسطس/ آب المقبل، تكون قد مرت سبعة أعوام على أكبر مجزرة شهدها المصريون في تاريخهم الحديث، حين فضت قوات من الشرطة والجيش اعتصامين سلميين لمؤيدي الرئيس الراحل محمد مرسي، في ميداني رابعة العدوية بالقاهرة، ونهضة مصر بالجيزة، صبيحة يوم 14 أغسطس 2013، وهو ما خلف قرابة ألف وخمسمائة قتيل في صفوف المدنيين، إضافة إلى الآلاف من الجرحى والمصابين.
وتبدو دماء الضحايا العزل من المدنيين أشباحاً تطارد السيسي ونظامه داخل مصر وخارجها، فعقدة الدماء والقتل الجائر خارج إطار القانون "لا تزال تلقي بظلال كثيفة من الخوف، والفشل، على المشهدين السياسي والقانوني في مصر"، في الوقت الذي يحاول فيه السيسي جاهداً محو آثار جريمته، من خلال تغيير اسم ميدان رابعة العدوية إلى ميدان هشام بركات، وتجنب الحديث تماماً عن هذا الموضوع (المجزرة) أمام وسائل الإعلام المحلية والأجنبية.