مياه الشرب مقطوعة لليوم الرابع عن مخيم الركبان للنازحين السوريين

11 ديسمبر 2018
أطفال مخيم الركبان يستغيثون (فيسبوك)
+ الخط -


يعاني آلاف النازحين السوريين في مخيم الركبان الصحراوي لليوم الرابع على التوالي من انقطاع مياه الشرب، مع تردي الواقع المعيشي والصحي داخل المخيم، والتخوف من وقوع ضحايا جدد لعدم سماح الأردن باستقبال المرضى داخل مشافيه.


وقال المسؤول الإعلامي في الإدارة المدنية لمخيم الركبان، عمر الحمصي، لـ"العربي الجديد"، إنه "تم التواصل مع منظمة (عالم أفضل) المشغلة لآبار المياه في منطقة المخيم، وكان الرد أن سبب انقطاع المياه هو عطل في المضخات، وأنه ستتم صيانة المضخات اليوم".

وأوضح الحمصي: "النازحون في المخيم اعتادوا على تقنين استخدام المياه، وخلال فصل الشتاء بشكل عام ينخفض الاستهلاك في المخيم، كما أن النازحين يعملون على تخزين كميات من المياه استباقا للأوضاع المماثلة، لا سيما أن الآبار التي تزود المخيم تبعد عنه نحو 10 كيلومترات في الأراضي السورية، وحتى الآن لم يلجأ نازحو المخيم إلى مصادر بديلة للمياه، كما أن الآبار الموجودة مياهها غير صالحة للشرب".


وقال عضو تنسيقية مدينة تدمر، خالد بهاء الدين، لـ"العربي الجديد": "هناك بئر مياه في منطقة تسمى الدكاكة، وتبعد حوالي 30 كيلومتراً عن المخيم، وسبق أن وعدت منظمات محلية ودولية بتشغيلها، لكن لم يتم ذلك"، مستدركاً أن "تعطل المضخات في آبار مخيم الركبان ليست المرة الأولى، وأحيانا يتم قطع المياه عن المخيم كنوع من الضغط على الأهالي لإرغامهم على القبول بتسويات مع النظام".

وأضاف بهاء الدين: "عملنا في العام الماضي على إنشاء خزاني مياه في المخيم للظروف الطارئة، لكن تسببت عاصفة بانهيارهما، وأعيد العمل على الخزانين هذا العام، لكنهما ليسا كافيين لأكثر من 55 ألفاً من النازحين".

ويشكل الحصول على مياه الشرب معاناة حقيقية للنازحين لعدم وجود شبكة تصل الآبار بنقاط التوزيع في المخيم، وقال النازح من مدينة تدمر، عمر حمزة، لـ"العربي الجديد"، إن "عملية التوصيل ليست مجانية، وهناك كثير من النازحين يعملون لقاء أجر على إيصال المياه لمن يحتاج إليها، وهناك عوائل تمتلك وسائل نقل بدائية تستخدمها في جلب الماء، كما أن هناك من يضطر لحمل المياه طوال المسافة بين البئر والمخيم".

وأضاف: "الحمير حالياً هي الوسيلة الأفضل لنقل المياه، لكن المشكلة الحقيقية هي استمرار توقف الضخ، فهذا يعني كارثة لعدم وجود مصادر مياه بديلة".

وأوضح النازح أيمن محمد لـ"العربي الجديد" أنه "تم تأهيل بئر الدكاكة في عام 2016، والمياه فيها صالحة للشرب من دون معالجة أو عمليات فلترة، لكن حصلت مشاكل في البئر، وأصبحت بحاجة إلى صيانة، وهي بئر تم حفرها من قبل النظام قبل الثورة ليستخدمها البدو، لكنها حاليا متوقفة عن العمل".

وأردف: "البئر تكفي حاجة الأهالي اليومية فقط، وتحتاج إلى صيانة المضخات، والمشكلة أن المسافة بين البئر والمخيم كبيرة على النازحين، لذلك من الأفضل أن يتم إيصالها عبر أنبوب إلى المخيم، وبهذا يتم التخلص من مشكلة الهدر، ويخفف عن الأهالي معاناة نقل المياه".

وقالت النازحة سمية أم عمار لـ"العربي الجديد"، إن "النازحين يعيشون معاناة يومية للحصول على المياه، إذ يجب الذهاب يومياً إلى قرب الشريط الحدودي مع الأردن كي نحصل على المياه من صنابير هناك، وهذا بحد ذاته مشقة".

المساهمون