مولات المغرب الإلكترونية تضاعف أرباح الشركات

25 مارس 2015
انتشار التسوّق عبر الانترنت في المغرب (Getty)
+ الخط -
تعتبر مولات البيع الإلكترونية، "المواقع الإلكترونية المتخصصة للتسوّق"، في المغرب، سوقاً رقمية ضخمة، تستقطب ملايين العملاء يومياً، بحيث يبلغ معدل زيارة موقع إلكتروني واحد في المغرب ما يقارب 2.8 مليون زائر.


يبحث المغاربة داخل المولات الإلكترونية عن مختلف العروض، والتي تشمل سلعاً ومنتوجات سياحية، عقارية، استهلاكية، أجهزة إلكترونية، وغيرها، عبر وضع تخفيضات تغريهم بالشراء تصل إلى أكثر من 50% عن السعر الأصلي للمنتج أو العرض. 


تطور ملحوظ
بحسب المدير العام لمجموعة "جوميا المغرب"، باستيان مورو، فإن قطاع التجارة الإلكترونية عرف تطوراً بلغت نسبته 98% منذ العام 2012، وحقق أرباحاً بلغت ما يقارب 131 مليون درهم ( أي حوالي 13.072 دولاراً)، خلال الفترة نفسها.

ووصف مورو ما حققته السوق الإلكترونية بـ"الثورة"، حيث اعتبر أن الشراء عبر الإنترنت مكّن الشركات المغربية من استقطاب شرائح مختلفة من الزبائن، وقال لـ"العربي الجديد": "لقد ضاعفت مختلف الشركات مبيعاتها خلال العام 2014 بنسبة وصلت إلى 400%، بسبب الإقبال الكثيف للزبائن".

وأوضح مورو أن النتائج التي حققتها مجموعة "جوميا المغرب"، والتي تنتمي إلى "المجموعة الأفريقية للإنترنت"، ممتازة، حيث تصنّف ضمن الفئات الأولى في التسويق عبر الإنترنت، متخطية حاجز 2.8 مليون زائر خلال شهر فبراير/ شباط المنصرم. بالإضافة الى ذلك، تستحوذ "جوميا المغرب" على 25% من حصة السوق في العاصمة الاقتصادية للمغرب، الدار البيضاء.

وتقدم المولات الإلكترونية في المغرب العديد من الخدمات، ومن بينها المبيعات عبر الإنترنت، مكان السوق، خدمة طلبيات الغداء، سوق السيارات، سوق العقارات، خدمة سيارات الأجرة، وكالات السفريات، بالإضافة إلى بيع الملابس والمجوهرات والتجهيزات المنزلية وعروض النوادي الرياضية.

وتحتل مبيعات الهواتف الذكية الصدراة في المغرب، إذ كشف باستيان مورو، أن بيع الهواتف الذكية منتعشة بقوة مقارنة مع البضائع الإلكترونية الأخرى، تليها عروض الرياضة واللياقة البدنية التي تحقق أرباحاً مضاعفة مع اقتراب فترة الصيف، ثم المواد الغذائية، فالأزياء تتقدمها الملابس والأحذية النسائية، وأخيراً الساعات اليدوية والزينة النسائية (الإكسسوارات). أما بالنسبة إلى طريقة أداء المغاربة لشراء مقتنياتهم عبر الإنترنت، فقال مورو إن 95% من الزبائن يفضّلون الدفع نقداً بعد استلامها.

عروضات مستمرة
من جانبها، ربطت خبيرة التسويق المغربية، كنز كارا، إقبال المغاربة الكثيف على الشراء من المولات الإلكترونية بالعروض المغرية التي تطرحها، وتعتمد فيها مختلف الشركات العاملة في القطاع تخفيضات مهمة على جميع السلع والعروض.

واعتبرت في حديثها لـ"العربي الجديد"، أن الزبون خلال شراء المنتوج الأول، يصبح مداوماً على الشراء من الموقع الإلكتروني نفسه، خاصة المواقع التي تقدم خدمة إيصال المقتنيات مجاناً، وذلك ما يوفر الوقت والتنقل على الزبائن.

وعن أرباح هذه المواقع الإلكترونية مقارنة بحجم التخفيضات التي تطرحها، أوضحت خبيرة التسويق كارا، أن الشركات تستفيد على مستويين، الأول هو توفير سوق ضخمة للزبائن عبر عدد كبير من العروض والسلع التي تبعها لها الشركات بأثمان منخفضة. وثانياً، اعتماد سياسة تغطية قيمة منتوج أو عرض لقيمة منتوجات وعروض أخرى. ولتوضيح ذلك، أعطت المتحدثة ذاتها مثلاً بالعروض السياحية، حيث يمكن أن تجد عرضاً يوفر السفر والإقامة بإسبانيا بمبلغ يصل الى 5000 درهم فقط (حوالي 500 دولار). لكن في الوقت نفسه يطرح الموقع عرضاً سياحياً داخلياً بقيمة مرتفعة تغطي التخفيض السابق. من جهة أخرى، أكدت كارا أن لكل عرض زبائن يقبلون عليه بكثرة، وذلك تبعاً لأذواقهم واحتياجاتهم.

وطرحت الخبيرة المغربية كارا، مسألة أخرى اعتبرتها أهم في تبادل المنفعة الربحية، وهي أن المولات الإلكترونية، وحين تفاوض مع الشركات الصغيرة والمتوسطة، تعرض عليها امتيازات الإشهار المجاني لعلامتهم التجارية على نطاق واسع، الأمر الذي يساهم في تسويق منتجات هذه الشركات بطريقة أسرع. أما الشركات الكبرى، فتوفر لها المواقع التجارية الإلكترونية إمكانية تصريف التشكيلات القديمة لسلعها ومنتوجاتها.

إقرأ أيضا: آفاق الابتكار في العالم العربي
المساهمون