موظفو أونروا المفصولون في غزة يرتدون ملابس الإعدام

غزة

يوسف أبو وطفة

avata
يوسف أبو وطفة
19 سبتمبر 2018
B2F84B47-EB7B-4F0C-B61B-1480BE070D09
+ الخط -


ارتدى اللاجئ الفلسطيني والموظف في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، ياسر الفرام، زيًّا شبيهًا بالمحكومين بالإعدام، مكبلاً يديه وواضعاً حبلاً على عنقه، إلى جانب عددٍ آخر من موظفي المؤسسة الأممية المفصولين مؤخرًا.

واستدل الموظفون المفصولون من عملهم، والذين تقدموا مسيرةً حاشدة أقامها اتحاد الموظفين العرب في الوكالة، اليوم الأربعاء، بالزيّ الذي ارتدوه لآثاره وتبعاته على حياتهم الخاصة والاجتماعية كونه بمثابة إعدام وتدمير لأسرهم.

ورفع المشاركون في الفعالية الغاضبة الرافضة لفصل نحو ألف موظف من أونروا في قطاع غزة، لافتات وشعارات تطالب الوكالة بالعدول عن قرارها، والتوقف عن اتخاذ إجراءات التقليص المتواصلة في الخدمات والموظفين على حدٍ سواء والاستجابة لمطالب الاتحاد.

ورغم صدور قرارٍ من مدير عمليات أونروا بغزة ماتيس شمالي ونائبه للموظفين بعدم المشاركة في التظاهرة التي دعا لها الاتحاد وتحميل الأخير مسؤولية تعثر الوصول لاتفاق، إلا أن الموظفين لم ينصاعوا للقرار وشاركت مختلف القطاعات في المؤسسة الأممية لا سيما التعليم والصحة.

ويقول الفرام لـ "العربي الجديد"، إنّ سبب ارتدائه لزي الإعدام جاء لتبعات القرار على حياته الشخصية والاجتماعية، خصوصًا أن قرار أونروا جعله بلا عمل في الوقت الذي يعاني فيه القطاع من أوضاع معيشية واقتصادية مأساوية.

ويضيف اللاجئ الفلسطيني، أنه عمل طوال 16 عامًا في المؤسسة الأممية كمهندس في إحدى الوظائف التابعة لها في مدينة غزة، ثم أقدمت أونروا على إنهاء خدماته بشكلٍ تعسفي دون مراعاة للظروف المعيشية والحياتية والأسرية التي ستتبع هذا القرار.

مطالب بتراجع الوكالة عن قرارها (عبد الحكيم أبو رياش)

ويشير إلى أنه هو وزملاءه من الممكن أن يقدموا على خطواتٍ تصعيدية في حال استمرت أونروا في التنكر لحقوقهم ولم تقم بإعادتهم لعملهم، عبر الدخول في إضراب عن الطعام وغيرها من الإجراءات الهادفة للضغط على إدارة وكالة الغوث ومدير عملياتها بغزة.

أما الموظف المفصول نضال وشاح فوقف إلى جانب زميله الفرام وعلامات القهر والحسرة والقلق على مستقبل عائلته المهول يسيطر عليه بعد أن أنهت إدارة أونروا عمله هو الآخر وقد أمضى فيه ما يزيد عن 10 سنوات متواصلة، إلى جانب العشرات.

تداعيات القرار على الأسر (عبد الحكيم أبو رياش)

وقال وشاح لـ "العربي الجديد"، إنّ شعار "الكرامة لا تقدر بثمن" الذي ترفعه المؤسسة الأممية ومفوض عملياتها العام بير كريبنول مجرد حبر على ورق، وكلام فضفاض بعد أن ضحى بكرامة عشرات ومئات الموظفين الذين جرى فصلهم تحت ذرائع وحجج واهية.

وبين اللاجئ الفلسطيني أن إدارة أونروا تمنعه هو وزملاءه من الاعتصام حتى داخل مقر عملياتها بغزة من أجل المطالبة بحقهم في العمل، إلى جانب رفضها التجاوب مع كل الحلول المطروحة لحل هذه الأزمة خلال الفترة الماضية والتي تقدمت بها أطراف عدة.

في الأثناء، أعلن رئيس اتحاد موظفي أونروا بغزة، أمير المسحال، الإضراب الشامل في مختلف المؤسسات التابعة لأونروا، يوم الإثنين المقبل احتجاجًا على سياسة الإدارة في القطاع ورفضها التجاوب مع كل المقترحات والحلول التي تقدم بها الاتحاد والوسطاء.

وقال المسحال في مؤتمر صحافي عقده في نهاية التظاهرة، إن الاتحاد تجاوب خلال الفترة الماضية مع كل الوساطات التي قامت بها مختلف الأطراف أملاً في احتواء الأزمة والعمل على عدم تفاقمها، مطالبًا المفوض العام لأونروا بتحمل مسؤولياته تجاه موظفي أونروا بغزة.

وطالب النقابي الفلسطيني، الرئيس محمود عباس بالتدخل والضغط على إدارة أونروا للاستجابة لمطالب الموظفين كما جرى مع موظفي أونروا في الضفة سابقًا، داعيًا الجهات الحكومية في القطاع لتحمل مسؤولياتها هي الأخرى.

وأشار إلى أن الاتحاد قام بالمساهمة في تأمين مبلغ 400 ألف دولار أميركي من أجل حماية الموظفين وتوفير رواتبهم عن شهر سبتمبر/ أيلول الجاري، إلى جانب فتح باب التبرعات الطوعية الإضافية لتوفير العجز الحاصل حتى نهاية ديسمبر/ كانون الأول.


ولفت إلى أن إدارة أونروا تعاملت بسلبية إذ وافقت على قبول التبرعات الطوعية، إلا أنها رفضت الحديث عن فتح باب التقاعد الطوعي والاستثنائي مقابل فتح باب التوظيف وسد الشواغر الحاصلة في الوظائف المختلفة في وكالة الغوث في القطاع، محذراً الإدارة في الوقت ذاته من المساس بنحو 13 ألف موظف بغزة ونحن 30 ألف موظف بشكلٍ عام.

 

 

ذات صلة

الصورة
جنود الاحتلال قرب مقر أونروا في غزة بعد إخلائه، 8 فبراير 2024 (فرانس برس)

سياسة

أقر الكنيست الإسرائيلي، مساء اليوم الاثنين، تشريعاً يحظر عمر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) داخل الأراضي المحتلة.
الصورة
آلية عسكرية إسرائيلية قرب حدود قطاع غزة، 6 أكتوبر 2024 (ميناحيم كاهانا/فرانس برس)

سياسة

شهر أكتوبر الحالي هو الأصعب على إسرائيل منذ بداية العام 2024، إذ قُتل فيه 64 إسرائيلياً على الأقل، معظمهم جنود، خلال عمليات الاحتلال في غزة ولبنان والضفة.
الصورة
عماد أبو طعيمة لاعب فلسطيني استشهد في غزة 15/10/2024 (إكس)

رياضة

استشهد لاعب نادي اتحاد خانيونس، عماد أبو طعيمة (21 عاماً)، أفضل لاعب فلسطيني شاب في بطولة فلسطين للشباب 2022، وذلك في قصف إسرائيلي جنوبي قطاع غزة.

الصورة
تأثر بشار الشوبكي نجم منتخب فلسطين بتوقف الدوري المحلي (العربي الجديد/Getty)

رياضة

أسفر توقف المنافسات الكروية المحلية على أرض فلسطين المحتلة، عن آثار متفاوتة، خصّت أكثر من ستة آلاف لاعب كرة قدم يمارسون اللعبة في البلاد مع فرقهم.