أكد رئيس اتحاد الموظفين العرب في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في غزة، سهيل الهندي، أن الخطوات الاحتجاجية ضد القرارات الظالمة الصادرة عن إدارة الوكالة ضد اللاجئين والعاملين فيها، وصلت إلى حالة من العصيان الإداري، يتبعها عدد من الإجراءات المرتقبة يتخذها الموظفون والعاملون فيها.
وأغلقت "أونروا" مقراتها الرئاسية الثلاثة في غزة والقدس، اليوم الأربعاء، تزامنًا مع احتجاج العاملين فيها ضد سياسات تقليص الوظائف في قطاعي الصحة والتعليم، وعدم إيفاء الوكالة بالتزاماتها تجاههم، وتنفيذ مطالب اتحاد موظفي الوكالة الأممية.
وقال الهندي، خلال مؤتمر صحافي اليوم بمشاركة من الفصائل الفلسطينية: "إن اتحاد الموظفين أعطى الوكالة الفرصة تلو الأخرى لسماع صوت اللاجئين وتحكيم منطق الحوار، لكن أونروا اكتفت بالمماطلة والتسويف ومحاولة شق الصف، وتهوين الموقف، ورفضها جميع مطالب العاملين واللاجئين".
وأوضح أن مطالب العاملين وموظفي "أونروا" تمثلت في وقف التقليصات في الخدمات المقدمة للاجئين، وفتح فرص العمل أمام الخريجين، إضافة إلى ضرورة إعطاء الموظفين حقوقهم وعدم التنكر لها، وحل مشاكل العقود المؤقتة، مشددًا على أن الاتحاد ماض لانتزاع حقوق موظفيه مهما بلغت التضحيات.
وأضاف الهندي، أن موضوع رفع أعداد الطلاب في الفصول المدرسية لأكثر من 50 طالبًا هو تدمير لنوعية التعليم، وأمر كارثي بالنسبة إلى أبناء اللاجئين، مؤكدًا أن الاتحاد في الضفة الغربية وقطاع غزة يرفض هذه السياسة جملةً وتفصيلاً.
وأشار الهندي إلى مطالبات الاتحاد برفض التفريق بين الموظفين وفصل القطاع الصحي عن باقي القطاعات، داعيًا إلى ضرورة إنصاف جميع العاملين بلا استثناء، محملاً إدارة الوكالة العليا المسؤولية عن "استمرار تردي أوضاع اللاجئين والعاملين، وما ستؤول إليه الأوضاع الكارثية المستقبلية".
وحذّر رئيس الاتحاد، إدارة الوكالة، من اتخاذ أي خطوات أحادية الجانب، مؤكدًا أن ذلك يؤدي إلى "تصعيد الموقف، وإلى اتخاذ خطوات صارمة وغير مسبوقة، مهما كانت النتائج والتحديات".
ودعا الهندي، مديري المدارس ومديراتها والعاملين، إلى مقاطعة برامج "أونروا"، منها برنامج "EMIS"، والالتزام بمقاطعة مشروع "SBTD.2"، إضافة إلى مشروع القيادة من أجل المستقبل، مهيبًا بالمشرفين والمختصين عدم زيارة المدارس والبقاء في مكاتبهم.
وشدد على ضرورة مقاطعة الدورات وورشات العمل كافة حتى إشعار آخر، مؤكدًا "أن الاتحاد ما زال جاهزًا للحوار، على أساس إعطاء الحقوق ورفع الظلم عن موظفي وعاملي الوكالة".
من جهته، قال رئيس الاتحاد العام للعاملين في "أونروا" في الضفة الغربية جمال عبد الله لـ"العربي الجديد" إن "هذه الخطوة التصعيدية قد تقود إلى إضراب مفتوح في كافة المؤسسات التابعة للوكالة وبكافة القطاعات، وذلك بعد اجتماع يعقد يوم غدٍ الخميس، للجنة المشتركة بين اتحاد العاملين في الوكالة بقطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس".
واتهم عبد الله إدارة الوكالة بأنها تنصلت من الاتفاقية، مشيرا إلى فشل الحوار مع الإدارة الذي استمر ثلاثة شهور، ما اضطر العاملين للبدء بخطوتهم التصعيدية.
وناشد كل الحريصين على الطلاب واللاجئين في مخيمات اللجوء والسلطة الفلسطينية إلى نزع فتيل الأزمة، وإجبار إدارة الوكالة على الوصول إلى حل.
على صعيد متصل، أكد المستشار الإعلامي لوكالة "أونروا"، عدنان أبو حسنة، أن الأخيرة تحترم اتحاد الموظفين وما يقوم به من خطوات، مشيرًا إلى أن الوكالة تأمل عدم تصعيد الخلافات بين الاتحاد والإدارة إلى إضرابات شاملة تؤثر على ملايين اللاجئين الفلسطينيين.
وشدد أبو حسنة، في تصريح لـ"العربي الجديد"، على أن الوكالة تعاني من عجز مادي يصل إلى 96 مليون دولار من الواجب تغطيته نهاية العام الحالي، مؤكدًا أن هذا العجز يؤثر سلبًا على تقليص البرامج والخدمات للاجئين، غير أن الجهود المبذولة لسد هذا العجز جارية، آملين بتحقيق ذلك.
وأشار المستشار الإعلامي لـ"أونروا" إلى أنّ حل الخلاف يكمن في الجلوس إلى طاولة الحوار، لافتاً إلى أن اللقاء الذي جرى الاثنين الماضي بين الإدارة والاتحاد لم يصل إلى حل، لكن ذلك لم يُوقف عملية الحوار سعياً للحلول، وإنهاء الخلاف بين الجانبين.