موسم للنسيان: أخطاء الدراما السورية الرمضانية

04 يونيو 2018
في "الواق واق" يغرق الركاب لكن ثيابهم تبقى نظيفة(فيسبوك)
+ الخط -
بعد وصولنا إلى منتصف شهر رمضان، وتجاوز المسلسلات السورية عتبة الحلقة الخامسة عشرة، بات من الواضح أن الدراما تعاني هذا الموسم بشدة من تردي النصوص المكتوبة وتدني مستوى الأداء، بالإضافة إلى كثرة الأخطاء الإخراجية، التي من شأنها أن تزيد الطين بلة، وتؤكد أن الدراما السورية تعيش موسماً للنسيان. من أبرز الأخطاء الإخراجية في الدراما السورية هذه السنة: 

أخطاء تاريخية
يبدو أن القائمين على المسلسلات السورية ينسون، في الكثير من الأحيان، الحقبة الزمنية التي تمر بها أحداث المسلسل. ذلك ما نلاحظه في مسلسل "هارون الرشيد"، حيث يقوم الممثل قصي خولي، الذي يلعب دور الخليفة هارون الرشيد، بالاستشهاد ببيت الشعر: "ألستم من تعلمنا على يدكم بأن العود محميٌ بحزمته... ضعيف حين ينفرد"، وهو بيت حديث لـ هشام الجخ، ويفترض أن أحداث المسلسل تعود للقرن الثامن الميلادي!
وكذلك، فإن الأخطاء المتعلقة بالحقبة الزمنية لا تتوقف عند المسلسلات التاريخية، ففي "الهيبة - العودة"، الذي من المفترض أن أحداثه تسبق أحداث الجزء الأول بما يزيد عن عشر سنوات، يظهر على شاشة التلفزيون إعلان ترويجي لأحد مساحيق الغسيل تشارك فيه المغنية اللبنانية نانسي عجرم. الأمر الذي يتعارض مع الفترة الزمنية التي ينقلها المسلسل، لا سيما أن إعلان عجرم بدأ عرضه على الشاشات سنة 2018.



أخطاء دينية
في مسلسل "وحدن"، يصب أنزور كل جهده ليبرز التآخي الديني بين الإسلام والمسيحية، وذلك من خلال العلاقة الودودة بين "أبونا" و"شيخنا" التي تصل إلى حد المساكنة! وإذا ما بررنا الحوارات بين الشخصيتين والعلاقة المريبة باعتبارها وضعاً استثنائياً، إلا أن هناك بعض اللحظات التي تمر في المسلسل التي لا يمكن قراءتها إلا بوصفها أخطاء إخراجية؛ منها أن "أبونا"- في أحد المشاهد- صلى أمام قبر رجل ميت على الطريقة الإسلامية! كذلك فإن الشخصيات الدينية تتلو في بعض المشاهد آيات من القرآن، لكن تلك الآيات تلفظ بتشكيل خاطئ ينم عن جهل تام. الأمر ذاته يحدث في مسلسل "وردة شامية"، ففي أحد المشاهد، يقوم "شيخ" بتلاوة القرآن، فيرتكب خطأ فادحاً؛ حيث يقرأ "الشيخ" الآية القرآنية كما يلي: "من آياته أن خلق منكم أزواجاً لتسكنوا إليها"، في حين أن الآية الكريمة هي: "وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا".



منطق الجريمة
من المفترض بالجرائم أن تكون مخالفة للقانون، وأن يلجأ ممارسوها إلى الكتمان والسرية أثناء ممارستها. إلا أن مسلسل "وحدن" يرتكب أخطاء فادحة بتجاوزه هذا المنطق، ففي الضيعة التي تجري بها أحداث المسلسل، يوجد مكتب مخصص للتهريب، وله لافتة (يافطة)، كتب عليها بالخط العريض: "مكتب أبو جميل للتهريب"! كما أن الانتساب للجماعات الإرهابية يتم عن طريق تقديم "سير ذاتية" ترفق بها الصور الشخصية والمعلومات الشخصية من قبل المهتمين! وكذلك الأمر في مسلسل "وهم"، حيث تجد المهربين يجتمعون بالمهاجرين أمام دائرة حكومية تركية، ويفرزونهم لمجموعات ويأخذون منهم جوازات السفر من دون خوف أو تكتم.



الممثل دائماً جاهز للتصوير
يبدو أنه ليس هناك أي ظرف قد تتعرض له الشخصيات في المسلسلات السورية ويؤثر على أناقتها وجاهزيتها للظهور بأفضل مظهر أمام الكاميرا؛ ففي مسلسل "الواق واق" يغرق الركاب في عرض البحر وينامون في العراء، لكن ثيابهم تبقى نظيفة ومرتبة، وكأنها خرجت للتو من المصبغة! كذلك الحال في مسلسل "روزنا"، حيث تجد الجنود دائماً بأبهى حلة، حتى في مشاهد الاشتباكات والحصار.



تشوهات وندبات
لا تزال الدراما السورية تعاني بشدة من تصوير التشوهات الجسدية والجروح والندبات، ففي الكثير من الأحيان يبدو المكياج غير مقنع، أو قد يسقط سهواً في بعض المشاهد. ففي مسلسل "طريق" تعاني الشخصية الرئيسية، أميرة، التي تؤديها نادين نسيب نجيم، من وجود تشوهات في يدها وجبهتها؛ إلا أن التشوه الذي يبدو واضحاً على جبهتها بعد مشهد "التحرش"، يختفي في بقية المشاهد، فتتحرك "أميرة" بمنتهى الثقة، ولا تظهر أي علامات للتشوه في بقية مشاهد المسلسل. وفي "فوضى"، يتعرض المحامي، راتب، الذي يؤدي دوره سلوم حداد، للضرب وينزف، وهذه الحادثة العنيفة تترك أثراً طفيفاً على المشاهد التالية، حيث يكتفي المخرج بوضع "بلاستر" على جبهته؛ والمشكلة الأكبر أن "البلاستر" يبقى على جبهته ما يقارب 10 حلقات، أي ما يزيد عن شهر في زمن المسلسل الافتراضي.



على الشخصيات أن تتكلم قبل الموت
في مسلسل "روزنا"، يصاب الجندي "سالم"، الذي يؤدي دوره بلال مارتيني، برصاصة في صدره، وبعد إسعافه يصف الطبيب حالته بأنها خطرة للغاية، وأن الرصاصة لامست جدار القلب ولم يتمكنوا من إخراجها، ورغم ذلك يسمح لخطيبته "رزان" (هبة زهرة) بالدخول إلى غرفة العناية المشددة المستيقظ! وعندما يرى الجندي حبيبته، يخلع عن وجهه جهاز الإنعاش، ويخاطب حبيبته بكلمات عاطفية ومؤثرة ليودعها قبل أن يخبرها بأن "نبضه توقف" وأنه سيموت! كذلك فإن سوء الأداء قد يؤدي في بعض الأحيان لتحرك الجثث في الدراما السورية، كما يحدث في مسلسل "وردة شامية" حين تتحرك الممثلة روعة ياسين أثناء دفنها!



دلالات
المساهمون