موسم الهجرة الإسرائيلية إلى الشمال: الفرار من صواريخ المقاومة

10 يوليو 2014
عشرات الإسرائيليين يلجؤون للمصحات النفسية (أرئيل سيناي/Getty)
+ الخط -
حين أطلق الرئيس العراقي السابق، صدام حسين، في حرب الخليج الأولى، أول صاروخ باتجاه تل أبيب، فر عشرات آلاف الإسرائيليين من مدن وسط إسرائيل إلى الشمال والجنوب، ومنهم من غادر إلى الدول الأوروبية مستعيناً بجواز سفره الأجنبي.

وفي حرب لبنان الثانية عام 2006، فر الإسرائيليون من شمال فلسطين، في كريات شمونة ونهاريا إلى وسطها، فلم يكن "حزب الله" قد تمكن بعد من الوصول إلى "ما بعد بعد حيفا".

وفي اليوم الثاني للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ومع استمرار المفاجآت الصاروخية للمقاومة، أعلن موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن مئات العائلات الإسرائيلية أخلت بيوتها في بلدات الجنوب، ولجأت إلى شمال إسرائيل.

وقال الموقع إنه مع تصاعد إطلاق الصواريخ والقذائف باتجاه المستوطنات، جنوبي فلسطين، وخاصة الواقعة في محيط غزة، انتقل كثيرون إلى "بلدات مضيفة"، على غرار ما حدث في حملات سابقة مثل عدوان "الرصاص المصبوب"، و"عامود السحاب"، وذلك خلافاً لأجواء الثبات والصمود التي حاول رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وعدد من وزرائه وقادة الجيش، بثها في نفوس الإسرائيليين.

وكشف الموقع أن عادة "استضافة" العائلات من الجنوب، في بلدات في الشمال، وتحديداً في "الكيبوتسات"، تطورت مع الوقت لدرجة توقيع وإبرام اتفاقيات "تكافل متبادلة"، بين "الكيبوتسات" والبلدات من الشمال والجنوب في حالات الأزمات الأمنية.

وجاء هذا التقرير بعد أن كان التلفزيون الإسرائيلي، بقنواته المختلفة، بثّ صوراً لحالات الهلع والفزع التي أصابت الإسرائيليين، من مناطق الجنوب وحتى تل أبيب، مع توالي إطلاق صواريخ المقاومة الفلسطينية.

إلا أن حال العائلات، التي فرت إلى الشمال، لا يختلف عن حال من يقال عنه إنه "استجار من الرمضاء بالنار"، إذ قال الموقع إن من بين "الكيبوتسات"، التي تلجأ إليها العائلات الإسرائيلية، كيبوتس معجان ميخائيل على طريق حيفا، وكيوبتس جان شموئيل القريب من الخضيرة، وكلاهما أصبحا في مرمى الصواريخ الفلسطينية، التي وصلت يوم الأربعاء إلى حيفا، بعد أن سقط صاروخان، يوم الثلاثاء، في ورشة في الخضيرة.

وبحسب الموقع، فإن أفراد العائلات التي فرت من الجنوب، وخوفاً من وصمهم بالجبن، يدّعون أنهم لم يهربوا، وإنما يأخذون قسطاً من الراحة، ولتمكين الجيش من التحرك مع حد أدنى من الإصابات في صفوفهم.

إلا أن الموقع نفسه نقل عن إسرائيلية، تُدعى أوريت من كيبوتس "كفار عزة"، قولها إنها وصلت، منذ صباح الثلاثاء، إلى كيبوتس "تسورعا" في مرج بن عامر، وأنها لا تعتزم العودة إلى بيتها في الجنوب قبل انتهاء العمليات الحربية. وتضيف أوريت قائلة: "نحن لا نعتبر ما يحدث حملة عسكرية بل هي حرب بكل معنى الكلمة، إذ يتعرض الكيبوتس للقصف المستمر، وحتى عندما نقصف غزة فإن جدران البيت تهتز".

وفي السياق، أعلنت جبهة القيادة الداخلية، أكثر من مرة على مدار اليومين الماضيين، عن فتح خطوط اتصالات مجانية للاستشارة النفسية، لمن أصيبوا بصدمات الخوف والهلع والقلق الدائم، بعد القصف الصاروخي من قطاع غزة.

إلى ذلك، كشف الموقع النقاب عن أنه على الرغم من الاستعدادات الدائمة في الجنوب، والحديث عن تحصين البيوت، وتسليحها بالخرسانة والاسمنت المسلح، فإن غالبية مباني الكيبوتسات في الجنوب غير محصنة وغير آمنة، كما تفتقر إلى الغرف الآمنة والملاجئ، كون قسم كبير منها بعيداً عن السياج الحدودي.

وينقل الموقع عن السكان قولهم إن حالة الخوف والهلع، تسيطر على الكبار والصغار، الذين باتوا يخشون التنقل داخل المستوطنة نفسها، خوفاً من الصواريخ، وبسبب قلة الملاجئ الآمنة. وتزداد التقارير الإسرائيلية التي تتحدث عن لجوء عشرات الإسرائيليين إلى المستشفيات والمصحات النفسية، مشتكين من القلق والأرق الشديدين بفعل الهجمات الصاروخية للمقاومة.

المساهمون