ربما يكون العالم اليوم بأمس الحاجة إلى الأمل أكثر من أي وقت آخر، وإلى التفكير في ما عاشه وما زال يعيشه منذ بداية العام، أمل لمن فقدوا أحبّاءهم في كل مكان، ولمن فقدوا وظائفهم وانتهت حياتهم كما ألفوها قبل 2020، وليس من شك في أن الفن والموسيقى والأدب لطالما كانت ملجأ من الخوف والوحدة والعزلة والمرض.
ورغم أن موسم الدخول الأدبي في فرنسا ينتظر كل عام ويتضمّن مفاجآت مختلفة، لكنه هذا العام يكتسب أهمية أكبر في ظل الغيمة السوداء التي تخيم على أوروبا، وخاصة أن فرنسا من أكثر الدول تضرّراً من انتشار كوفيد-19 في القارة العجوز بعد إيطاليا وإسبانيا.
ويصل عدد الروايات التي يحملها موسم الدخول الأدبي هذا العام إلى 511 رواية جديدة بحلول نهاية تشرين الأول/ أكتوبر، بحسب صحيفة "لو موند" الباريسية، ويوقع على كثير من هذه الأعمال أسماء كبيرة في عالم الكتابة بالفرنسية، خاصة وأن نسبة القراءة في فرنسا زادت بنسبة تصل إلى 19% بحسب الصحيفة.
يوقع على كثير من هذه الأعمال أسماء كبيرة في عالم الكتابة بالفرنسية مثل أميلي نوتومب
من أشهر الأسماء الروائية أميلي نوتومب التي صدرت مؤخراً روايتها "الأرستقراطيون" (دار ألبين ميشيل)، ولـ ماتياس إينار تصدر رواية "المأدبة السنوية لأخوية حفاري القبور" (آكت سود)، كما يستقبل الموسم رواية الكاتبة النسوية كامي لوران "فتاة" (دار غاليمار).
كما يدخل الموسم مع رواية الكاتبة الفرنسية من أصل جزائري فاطمة داس "الصغيرة الأخيرة" وفيها تتناول واقع فتاة من الجيل الرابع من المهاجرين في باريس وما تتعرض له من تناقضات وصدامات في الهوية على مستوى الأصول والجندر والدين.
نسبة القراءة في فرنسا زادت بنسبة تصل إلى 19% منذ بداية أزمة كورونا
من الأعمال الروائية البارزة أيضاً "إم، طفل القرن" وهي مترجمة عن الإيطالية للروائي أنطونيو سكوراتي، والتي صدرت عام 2018 وحصلت على جوائز رفيعة، وتعتبر من الأعمال التاريخية التوثيقية التي تتناول صعود موسليني والفاشية بطريقة جديدة.
رغم أن عدد الروايات التي تصدر مع الدخول الأدبي أقل هذا العام، لكن الفرق ليس أكثر من خمس وثلاثين رواية عن العام الماضي، وهذا مؤشر على أن فيروس كورونا لم يصب سوق النشر الفرنسي بالكثير من الضرر، ولم يؤثر على الدخول الأدبي كما كان متوقعاً.