تعهدت روسيا بدعم الدفاعات الجوية العراقية بالتزامن مع الهجمات المتكررة التي تتعرض لها مقرات ومخازن سلاح تابعة لمليشيات مسلحة منضوية ضمن "الحشد الشعبي"، بينما قال نواب عراقيون إن الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة أضعفت موقف العراق في تنويع مصادر أسلحته.
وقال رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، اليوم الثلاثاء، عقب لقائه مع السفير الروسي في بغداد ماكسيم ماكسيموف، إنّ اللقاء أكد على "بحث العلاقات الثنائية، وتعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات، فضلاً عن تعزيز دور الدبلوماسية البرلمانية".
وجاء كلام الحلبوسي في بيان نقلته وسائل إعلام محلية.
ونقل البيان أيضاً عن سفير روسيا قوله إن بلاده حريصة على دعم العراق في مجلس الأمن الدولي من إجل زيادة قدرة دفاعاته الجوية.
Twitter Post
|
يأتي ذلك مع تزايد الضغوط على الحكومة العراقية من قبل كتل سياسية وفصائل مسلّحة من أجل التوجه إلى روسيا أو الصين بهدف تزويد العراق بمنظومات دفاع جوية لمواجهة الاعتداءات من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
من جهته، دعا عضو البرلمان عن كتلة صادقون (الجناح السياسي لمليشيات عصائب أهل الحق) فاضل الفتلاوي، إلى اللجوء إلى روسيا وإيران من أجل الحصول على منظومات دفاع جوي متطورة.
وكشف عضو لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان، مهدي تقي، أن اجتماع، أمس الإثنين في قصر السلام ببغداد، بين الرئاسات العراقية الثلاث وقيادات الحشد، طرح بشكل صريح مقترحاً لإلغاء الاتفاقية الأمنية مع واشنطن.
ونقلت صحيفة محلية عن تقي قوله إن الاجتماع طرح توقيع اتفاقية بديلة مع أطراف أخرى لم يسمها.
إلى ذلك، أكّد عضو مجلس النواب عن تحالف "الفتح" (الواجهة السياسية للحشد الشعبي) حنين القدو، في تصريح صحافي، وجود أسباب وراء غياب الدفاعات الجوية المتطورة، مبيناً أن الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة الأميركية أضعفت موقف العراق في تنويع مصادر أسلحته.
وأشار إلى أن الأعوام 2006 و2007 و2008 شهدت مطالبات بتطوير الدفاع الجوي العراقي، إلا أن تلك المطالبات قوبلت برفض برلماني خشية استخدام تلك الأسلحة ضد أبناء الشعب العراقي.
وبين أن الانقسام السياسي تسبب بضعف الأداء الحكومي في مواجهة المشاكل الأمنية، متهماً بعض القوى السياسية العراقية بالعمل من أجل تحقيق مصالح دول أجنبية.
وكان عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان، سعران الأعاجيبي، قال لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق، إنّ الإرباك في الأجواء العراقية يعود للضعف الكبير في منظومات الرادار والدفاع الجوي، مبيناً أن كشف الطائرات الغريبة يحتاج إلى رصد جوي عراقي حصراً.
وأكّد حاجة بلاده لمنظومات دفاع جوي متطورة، مبيناً أن "الدفاعات الجوية العراقية في الوقت الحالي ليست بالمستوى المطلوب".
وحول العرض الروسي، رأى الخبير الأمني العراقي، أحمد الحمداني، لـ"العربي الجديد"، أنّ موسكو تجيد اللعب على المتناقضات الحالية في المنطقة لذا طرحت موضوع الدفاعات الجوية للعراق في هذا الوقت بالذات.
وأوضح أن موسكو طرحت الأمر من خلال رئيس البرلمان رغم أن الموضوع العسكري معني به رئيس الحكومة ووزارة الدفاع تحديداً، ما يعني أن موسكو تريد أن تدخل على خط الضغط السياسي الحالي في بغداد والتصعيد ضد واشنطن من قبل حلفاء إيران في البرلمان.
من جهة ثانية، رجح "لجوء العراق إلى موسكو لشراء منظومات دفاع جوية وإن كانت أقل من منظومة أس 400"، قائلاً إن الأمر "وارد".