عادة ما يجذب المشعوذون والعرّافون الأفارقة الموريتانيّين، خصوصاً النساء. جميعهم يرغبون في فك السحر أو إبعاد الحسد عنهم، أملاً في حياة هانئة
ساهم انفتاح المجتمع الموريتاني على أفريقيا، وتواصله مع شعوب غرب القارة، في انتشار السحر والشعوذة بشكل كبير في البلاد. ويستغلّ بعض الأفارقة فوضى الأسواق الشعبيّة في المدن الموريتانية، بهدف عرض خدماتهم على الناس، والدعاية لأعمال السحر والشعوذة، وبيع مواد ومستحضرات أفريقية، وزيوت، وحيوانات محنّطة لاستخدامها في وصفات يدّعون أنّها تبطل أعمال السحر، وتجلب الحظ والرزق.
ويتّخذ السحرة والعرّافون من الخيام التي ينصبونها في الأسواق الشعبية مقراً لعملهم، مستغلّين الفوضى وضعف الرقابة الأمنيّة في الأسواق للعمل بحريّة، بعيداً عن الملاحقة الأمنيّة التي تعطّل عملهم وتعرّضهم للاعتقال والطرد خارج موريتانيا. وتجذب رائحة البخور والجلود والتعاويذ المارة والمتسوقين، فيدخلون إلى خيام العرافين الأفارقة الذين يستقبلون زوارهم مدّعين القدرة على جلب الحظ وطرد النحس وفك السحر و"الرباط"، الذي يمنع المرء، بحسب المعتقدات الأفريقية، من الزواج أو الحصول على وظيفة مرموقة.
يقول عمّار ولد لخرفي (43 عاماً)، الذي يبيع أدوات العطارة في سوق المقاطعة الخامسة في العاصمة نواكشوط، إن الأسواق تحوّلت إلى ملاذٍ لممارسي الشعوذة، الذين يدعون القدرة على فك السحر الأسود، وقراءة الطالع، ويبيعون المساحيق والأعشاب وقرون الحيوانات وغيرها. ويؤكّد البائع، الذي يجاور عدداً من ممتهني أعمال السحر والشعوذة في خيام عشوائية، أن هذه الخيام تجذب عدداً من المواطنين بسبب الجهل والفقر وكثرة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تدفع البعض إلى البحث عن حلول سريعة، والوثوق بالمشعوذين والسحرة. ويوضح لـ"العربي الجديد"، أن بعض المواطنين يقصدون هذه الخيام لإبطال السحر، والتداوي من أمراض خطيرة، وجلب الحظ، ومعرفة الغيب، ورد عيون الحساد، متأثّرين بدعاية السماسرة في الأسواق والمجالس.
وتحظى الأعشاب والوصفات الأفريقية بشهرة كبيرة في موريتانيا، وقد اعتاد موريتانيون استعمالها لعلاج أمراض كثيرة. هؤلاء يثقون في قارئات الطالع الأفريقيات اللواتي يستخدمن الودع والرمل في كشف الطالع، ويتنقلن بين المنازل لعرض خدماتهن. أمر ساعد على انتشار أعمال المشعوذين والسحرة، علماً أن البعض يقبلون الانتقال إلى منازل الزبائن المهمين في مقابل الحصول على مبلغ مالي كبير.
اقــرأ أيضاً
ساهم انفتاح المجتمع الموريتاني على أفريقيا، وتواصله مع شعوب غرب القارة، في انتشار السحر والشعوذة بشكل كبير في البلاد. ويستغلّ بعض الأفارقة فوضى الأسواق الشعبيّة في المدن الموريتانية، بهدف عرض خدماتهم على الناس، والدعاية لأعمال السحر والشعوذة، وبيع مواد ومستحضرات أفريقية، وزيوت، وحيوانات محنّطة لاستخدامها في وصفات يدّعون أنّها تبطل أعمال السحر، وتجلب الحظ والرزق.
ويتّخذ السحرة والعرّافون من الخيام التي ينصبونها في الأسواق الشعبية مقراً لعملهم، مستغلّين الفوضى وضعف الرقابة الأمنيّة في الأسواق للعمل بحريّة، بعيداً عن الملاحقة الأمنيّة التي تعطّل عملهم وتعرّضهم للاعتقال والطرد خارج موريتانيا. وتجذب رائحة البخور والجلود والتعاويذ المارة والمتسوقين، فيدخلون إلى خيام العرافين الأفارقة الذين يستقبلون زوارهم مدّعين القدرة على جلب الحظ وطرد النحس وفك السحر و"الرباط"، الذي يمنع المرء، بحسب المعتقدات الأفريقية، من الزواج أو الحصول على وظيفة مرموقة.
يقول عمّار ولد لخرفي (43 عاماً)، الذي يبيع أدوات العطارة في سوق المقاطعة الخامسة في العاصمة نواكشوط، إن الأسواق تحوّلت إلى ملاذٍ لممارسي الشعوذة، الذين يدعون القدرة على فك السحر الأسود، وقراءة الطالع، ويبيعون المساحيق والأعشاب وقرون الحيوانات وغيرها. ويؤكّد البائع، الذي يجاور عدداً من ممتهني أعمال السحر والشعوذة في خيام عشوائية، أن هذه الخيام تجذب عدداً من المواطنين بسبب الجهل والفقر وكثرة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تدفع البعض إلى البحث عن حلول سريعة، والوثوق بالمشعوذين والسحرة. ويوضح لـ"العربي الجديد"، أن بعض المواطنين يقصدون هذه الخيام لإبطال السحر، والتداوي من أمراض خطيرة، وجلب الحظ، ومعرفة الغيب، ورد عيون الحساد، متأثّرين بدعاية السماسرة في الأسواق والمجالس.
وتحظى الأعشاب والوصفات الأفريقية بشهرة كبيرة في موريتانيا، وقد اعتاد موريتانيون استعمالها لعلاج أمراض كثيرة. هؤلاء يثقون في قارئات الطالع الأفريقيات اللواتي يستخدمن الودع والرمل في كشف الطالع، ويتنقلن بين المنازل لعرض خدماتهن. أمر ساعد على انتشار أعمال المشعوذين والسحرة، علماً أن البعض يقبلون الانتقال إلى منازل الزبائن المهمين في مقابل الحصول على مبلغ مالي كبير.
تقول عزيزة (31 عاماً)، والتي سبق أن استعانت بخدمات العرافين الأفارقة لمعالجة مشكلة العقم، إن يأسها دفعها إلى زيارة خيام العرافين الأفارقة مرات عدة، وقد أكدّت لها إحدى العرافات أن "التمائم المدسوسة في بيتها تقف حاجزاً أمام إنجابها". تضيف أنّها استخدمت وسائل ووصفات كثيرة للتخلّص من السحر والمس، من دون أن يتحقّق مرادها. وما زالت تحرص على استعمال بعض الأعشاب وحرق تعاويذ، إلى جانب الوصفات الطبية التي تستعملها من حين لآخر.
والموريتانيات هن أكثر لجوءاً للعرافين، ويستغلّ المشعوذون مشاكل المرأة وتأثرها بقصص السحرة وادعاء تفوق الأفارقة في هذا المجال، لجذب أكبر عدد منهن، من خلال السماسرة الذين يعملون على تضخيم قدرات السحرة في علاج العقم والعنوسة وتقوية أواصر المحبة بين الأزواج وجعل "الزوج طوع زوجته".
كذلك، يستعين كبار المسؤولين والموظفين بخدمات السحرة الأفارقة للبقاء في مناصبهم، ودفع شر العين والحسد عنهم، وتحسين صورتهم لدى مرؤوسيهم. وتؤكد حادثة وفاة سياسي موريتاني أخيراً في بيت مشعوذ في مدينة نواذيبو (شمال البلاد)، لجوء المسؤولين إلى المشعوذين، وقد اعتقل المشعوذ السينغالي تيام جالو نافياً تهمة التسبب بمقتل الضحية. وأكد أنه أعطى المسؤول مادة سائلة وأمره بالاستحمام فيها على سطح المنزل الذي يتواجدان فيه. وبعد نزوله، تدهورت صحته بشكل مفاجئ وسقط مغشياً عليه وتوفي بعد لحظات.
إلى ذلك، يقول بمبا ديوف (48 عاماً)، الذي يدعي الخبرة بمجال قراءة الطالع وفك السحر الأسود، إنه جاء من غامبيا إلى موريتانيا للعمل في هذا المجال، نافياً أن يكون مشعوذاً أو عارفاً بخبايا السحر. ويؤكّد أنه ينجح بنسبة 90 في المائة في قضاء حاجات زبائنه، شرط أن تكون "مقبولة"، وفي إطار تخصّصه، وأن تكون نية الزبون "صادقة". يضيف أن "كلّ شخص معرّض لمس الجن أو السحر. هذه المخلوقات موجودة بيننا ويمكن أن تؤذينا. والعلاج يكون بالرقية أو فك السحر إذا كان قوياً، من خلال وصفات لا ينجح فيها إلا الخبير في هذا المجال".
ويشير إلى أن كلفة الأحراز والوصفات التي تحرق ليست باهظة الثمن كما يدعي البعض. ففي أفريقيا عموماً، تعدّ كلفة المواد المستعملة في فك السحر بسيطة، لأنّ هذه المواد موجودة في الطبيعة، وبكثرة. ويؤكد أن بعض المشعوذين يستغلون ظروف الزبائن للفوز بمبالغ كبيرة، من خلال إطالة مدة العلاج والمبالغة في الطلبات. ويلفت إلى أنّ البعض يرغب في جلب زبائن إلى متجره، أو الحصول على وظيفة، فيما ترغب غالبية النساء في الزواج أو إنجاب الأطفال.
اقــرأ أيضاً
والموريتانيات هن أكثر لجوءاً للعرافين، ويستغلّ المشعوذون مشاكل المرأة وتأثرها بقصص السحرة وادعاء تفوق الأفارقة في هذا المجال، لجذب أكبر عدد منهن، من خلال السماسرة الذين يعملون على تضخيم قدرات السحرة في علاج العقم والعنوسة وتقوية أواصر المحبة بين الأزواج وجعل "الزوج طوع زوجته".
كذلك، يستعين كبار المسؤولين والموظفين بخدمات السحرة الأفارقة للبقاء في مناصبهم، ودفع شر العين والحسد عنهم، وتحسين صورتهم لدى مرؤوسيهم. وتؤكد حادثة وفاة سياسي موريتاني أخيراً في بيت مشعوذ في مدينة نواذيبو (شمال البلاد)، لجوء المسؤولين إلى المشعوذين، وقد اعتقل المشعوذ السينغالي تيام جالو نافياً تهمة التسبب بمقتل الضحية. وأكد أنه أعطى المسؤول مادة سائلة وأمره بالاستحمام فيها على سطح المنزل الذي يتواجدان فيه. وبعد نزوله، تدهورت صحته بشكل مفاجئ وسقط مغشياً عليه وتوفي بعد لحظات.
إلى ذلك، يقول بمبا ديوف (48 عاماً)، الذي يدعي الخبرة بمجال قراءة الطالع وفك السحر الأسود، إنه جاء من غامبيا إلى موريتانيا للعمل في هذا المجال، نافياً أن يكون مشعوذاً أو عارفاً بخبايا السحر. ويؤكّد أنه ينجح بنسبة 90 في المائة في قضاء حاجات زبائنه، شرط أن تكون "مقبولة"، وفي إطار تخصّصه، وأن تكون نية الزبون "صادقة". يضيف أن "كلّ شخص معرّض لمس الجن أو السحر. هذه المخلوقات موجودة بيننا ويمكن أن تؤذينا. والعلاج يكون بالرقية أو فك السحر إذا كان قوياً، من خلال وصفات لا ينجح فيها إلا الخبير في هذا المجال".
ويشير إلى أن كلفة الأحراز والوصفات التي تحرق ليست باهظة الثمن كما يدعي البعض. ففي أفريقيا عموماً، تعدّ كلفة المواد المستعملة في فك السحر بسيطة، لأنّ هذه المواد موجودة في الطبيعة، وبكثرة. ويؤكد أن بعض المشعوذين يستغلون ظروف الزبائن للفوز بمبالغ كبيرة، من خلال إطالة مدة العلاج والمبالغة في الطلبات. ويلفت إلى أنّ البعض يرغب في جلب زبائن إلى متجره، أو الحصول على وظيفة، فيما ترغب غالبية النساء في الزواج أو إنجاب الأطفال.