25 اغسطس 2016
موريتانيا وكذب الإعلام المصري
سامية أنور دنون (فلسطين)
برّر الإعلام المصري، إبّان قمة نواكشوط المسماة بـ "قمة الأمل"، والتي تخلو من كل أمل في عمل عربي مشترك، اعتذار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عن حضور القمة؛ بكشف محاولة مخطط لاغتياله في العاصمة الموريتانية. وكأنّ السيسي كان ينوي أن يكون أوّل الرؤساء العرب في القمة، لولا كشف مؤامرة الاغتيال المرتبة مسبقاً، والتي حالت بينه وبين حضوره. ولهذا خرجت الصحافة الموريتانية، والتي لم يسبق لها وأن كانت صحافة تراشق، من صمتها، لتردّ على افتراءات نظيرتها المصرية، حيث نعتت الأخيرة بأنها منبر " تخريف وتزييف" للحقائق، لا منبر إعلام صادق، إذ ما صرحت به هذه عبر عديد من فضائياتها وصحفها الورقية عن وجود مخطط اغتيال معدّ مسبقاً للرئيس المصري، ما هو إلا ترهات عاجز، بل وافتراءات كاذب، وكلّ ما في الأمر أنّ الإعلام المصري إما أنه تلقى تعليمات من قيادته بهذه التصريحات، أو أنّه اختلقه من وحيه، كونه السبب الأكثر إقناعاً، كتبرير لتغيّب عبد الفتاح السيسي عن القمة، بيد أنه لم "يحيك" كذبة الاغتيال جيداً، لأنّه اتهم جماعة "أبو الوليد الصحراوي"، المنشقة عن تنظيم القاعدة في 2015 بالعملية، كونها حركة ضعيفة.
لا يتعدّى هذا الادعاء أن يكون "مزحة سمجه"، أو " كذبة ساذجة"، كما قال صحفيو موريتانيا ومدونوها، داعين إياهم إلى "سبك الحبكة" بصورة أفضل، فجماعة "أبو الوليد الصحراوي" أوقفت نشاطها منذ قرابة السنة ونصف، وينحصر وجودها في الجزء الشرقي من "أزواد" بمحاذاة حدود نيجير، ولا ارتباط لها بالأراضي الموريتانية أو ما حولها، بالإضافة إلى أنّ جميع رجالها اندمجوا في حركاتٍ لها طابع قبلي ووطني في "أزواد"، عوضاً على أنه لم ينسب لها أي عملية مسلحة، ولم يكن لها أيّ نشاط سياسي، سوى البيان الذي صدر من "أبو الوليد"، مستهدفاً فيه قوات "المينورسو" في الصحراء الدولية الغربية.
رد الكاتب الموريتاني محمد محمود أبو المعالي على جميع اتهامات الإعلام المصري، ساخراً من مبرراته؛ مؤكداً أنّ السيسي لم يقض على كل آمال المصريين في الحرية والديموقراطية فقط؛ بل حوّل أم الدنيا (مصر) إلى "مسخرة مبكية" على حدّ تعبيره، وخصوصاً إعلامها المتردّي، المحسوب عليه، وختم تعليقه، قائلا: "أنّ القمة العربية عقدت في موريتانيا البعيدة مئات الكيلومترات عن ساحة الحرب الحقيقية التي تخاض ضد التنظيمات الجهادية، من دون أن تسجّل أيّة محاولة للنيل من حياة أو كرامة ضيوفها".
لم يكن السيسي الزعيم العربي الوحيد الذي اعتذر عن حضور القمة، بيد أنّه لم يخرج إعلام أي من الدول بمثل ما خرج به إعلامه. لكن، يبدو أنّ السيسي يهوى نظرية المؤامرة، أو يعيش معها، حتى أصبح يتوّهم وجودها الدائم، ليس داخل بلاده فقط، بل في حلّه وترحاله أيضا، وألف عنها السيناريوهات الوهمية، وذهب محللون موريتانيون إلى أنّ الأمر لا يعدو كونه مسرحية للتغطية على السبب الحقيقي وراء غياب "السيسي"، وهو إجبار النظام في موريتانيا على التعجيل بفتح ملف "الإخوان المسلمين" هناك، على الرغم من أنّ وجود "الإخوان المسلمين"، ودورهم لا يصل أبداً إلى الحد الذي يتغيّب به الرؤساء خوفاً من اغتيالهم، لكن النظام السيساوي لا يكف أبداً عن الكيد لجماعة الإخوان، أينما كانوا.
لا يتعدّى هذا الادعاء أن يكون "مزحة سمجه"، أو " كذبة ساذجة"، كما قال صحفيو موريتانيا ومدونوها، داعين إياهم إلى "سبك الحبكة" بصورة أفضل، فجماعة "أبو الوليد الصحراوي" أوقفت نشاطها منذ قرابة السنة ونصف، وينحصر وجودها في الجزء الشرقي من "أزواد" بمحاذاة حدود نيجير، ولا ارتباط لها بالأراضي الموريتانية أو ما حولها، بالإضافة إلى أنّ جميع رجالها اندمجوا في حركاتٍ لها طابع قبلي ووطني في "أزواد"، عوضاً على أنه لم ينسب لها أي عملية مسلحة، ولم يكن لها أيّ نشاط سياسي، سوى البيان الذي صدر من "أبو الوليد"، مستهدفاً فيه قوات "المينورسو" في الصحراء الدولية الغربية.
رد الكاتب الموريتاني محمد محمود أبو المعالي على جميع اتهامات الإعلام المصري، ساخراً من مبرراته؛ مؤكداً أنّ السيسي لم يقض على كل آمال المصريين في الحرية والديموقراطية فقط؛ بل حوّل أم الدنيا (مصر) إلى "مسخرة مبكية" على حدّ تعبيره، وخصوصاً إعلامها المتردّي، المحسوب عليه، وختم تعليقه، قائلا: "أنّ القمة العربية عقدت في موريتانيا البعيدة مئات الكيلومترات عن ساحة الحرب الحقيقية التي تخاض ضد التنظيمات الجهادية، من دون أن تسجّل أيّة محاولة للنيل من حياة أو كرامة ضيوفها".
لم يكن السيسي الزعيم العربي الوحيد الذي اعتذر عن حضور القمة، بيد أنّه لم يخرج إعلام أي من الدول بمثل ما خرج به إعلامه. لكن، يبدو أنّ السيسي يهوى نظرية المؤامرة، أو يعيش معها، حتى أصبح يتوّهم وجودها الدائم، ليس داخل بلاده فقط، بل في حلّه وترحاله أيضا، وألف عنها السيناريوهات الوهمية، وذهب محللون موريتانيون إلى أنّ الأمر لا يعدو كونه مسرحية للتغطية على السبب الحقيقي وراء غياب "السيسي"، وهو إجبار النظام في موريتانيا على التعجيل بفتح ملف "الإخوان المسلمين" هناك، على الرغم من أنّ وجود "الإخوان المسلمين"، ودورهم لا يصل أبداً إلى الحد الذي يتغيّب به الرؤساء خوفاً من اغتيالهم، لكن النظام السيساوي لا يكف أبداً عن الكيد لجماعة الإخوان، أينما كانوا.
مقالات أخرى
18 اغسطس 2016
24 يوليو 2016
05 مايو 2016