ووصفت الرسالة، التي اطلعت "العربي الجديد" على نسخة منها، الأربعاء، مركز تكوين العلماء في موريتانيا بأنه "صرح علمي.. وأهم معلمة محظرية عصرية تشكل اليوم بحق مفخرة البلاد، وأملها الكبير استعادة ريادتها في الإشعاع العلمي والدعوي عبر العالم".
وجاء في الرسالة أن "واجب الدولة هو الاعتزاز بمثل هذه المؤسسات، والإسهام في رعايتها وتمويلها، وتذليل كل العقبات التي قد تعوقها أو تحد من عطائها".
وأكدت الرسالة أنه "لا يوجد سبب أنجع في صناعة التطرف والإرهاب وزعزعة الأمن والاستقرار، من مضايقة أهل العلم والاستقامة المجمع على عدالتهم واعتدالهم وسعيهم في ترسيخ قيم الحق والوسطية، والنصح لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم".
ومن بين موقعي الرسالة علماء، وقضاة، وشيوخ محاظر، وأئمة مساجد في مختلف ولايات موريتانيا، ويتقدمهم العلامة أباه ولد عبد الله، والعلامة والقاضي أحمد يورو كيدى، والإمام الشيخ محمد الأمين ولد الحسن.
وكانت السلطات الموريتانية قد أغلقت مركز تكوين العلماء، وسحبت الترخيص منه، أواخر شهر سبتمبر/ أيلول المنصرم، وذلك بتهمة أن المركز "ينشر التطرف والغلو، وإنه لن يسمح له بمواصلة تغذية الشباب بهذا الفكر".
ووصف حينها نائب رئيس مركز تكوين العلماء، محفوظ ولد إبراهيم فال، محاصرة الشرطة للمركز وإغلاقه بأنه "تصرف طائش ومتعسف ضد مؤسسة ترسخ الوسطية والاعتدال".
وأشار إلى إنه "كان يتعين على السلطات أن ترسل مفتشين إلى المركز إذا كانت لديها أي ريبة بشأن مناهج المركز وبرامجه التعليمية".
ولقي قرار إغلاق مركز تكوين العلماء إدانة واسعة من الطيف السياسي الموريتاني، كما عبرت عدة هيئات حقوقية ومدنية عن شجبها لإغلاق المركز.