أوروبا بأسرها تحت رحمة الصقيع والثلوج الآتية من سيبيريا والقطب الشمالي، الحرارة تنخفض في عواصم القارة الأوروبية إلى مستويات غير مسبوقة، لكن الأرصاد الجوية تُشير إلى انحسار موجة الصقيع خلال اليومين المقبلين.
العلماء وخبراء الطقس يعيدون أسباب موجة الصقيع التي تضرب القارة الأوروبية، منذ يوم الأحد الماضي، إلى ارتفاع درجات الحرارة في القطب الشمالي أكثر من المعتاد، وتدفّق الهواء البارد منه عبر أوروبا.
فرنسا تعيش أبرد أيامها
استقبلت فرنسا الكتل الهوائية القادمة من سيبيريا منذرة بأبرد أسبوع في السنة، لتواجه ما يسمّى "دفق موسكو - باريس".
هواء جافّ وجليدي سرعته تصل إلى 70 كيلومتراً في الساعة، ودرجات الحرارة وصلت في العراء إلى ناقص خمسة، والعاصمة باريس تعيش موجة بَرد غير مسبوقة. وذكرت الأرصاد الجوية أن نهاية موجة البرد ستكون يومي الأربعاء والخميس، معتبرةً أن اليوم الثلاثاء هو الأبرد في هذه السنة.
وتجدر الإشارة إلى أن آخر موجة برودة بهذه الشدة تعود إلى منتصف فبراير/ شباط من عام 2011، وقبلها في مارس/ آذار 1971، حين هبطت معدلات الحرارة في بعض المناطق إلى درجة واحدة تحت الصفر في منطقة هوت-ساون (شرق فرنسا)، وناقص 10 درجات في مدينتي بوردو وكان.
وتميّزت موجة البرد، هذه الأيام، بتساقط ثلوج في منطقة الكوت دازور، حيث ازدانت مدينة نيس بالبياض، كذلك تجمّد الماء في شواطئ مدينة كان. وعرفت جزيرة كورسيكا تساقطات ثلوج وصفت بـ"التاريخية"، واستيقظ السكان ليجدوا الثلوج بسماكة 15 سنتيمتراً، وهو ما لم يشهدوه منذ ثلاثين عاماً.
ويبدو أن موجة البرد الاستثنائية منذ يوم الأحد الماضي ازدادت عنفاً، وامتدّت مناطقيّاً، حتى وصلت إلى نحو 68 منطقة. وستؤدي هذه الموجة غير العادية إلى بلوغ استخدام الكهرباء ذروته في البلاد.
— Nathalie Geffroy (@natsuparis) February 24, 2018 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
ثلوج في بريطانيا وحرارة منخفضة
عطّلت الثلوج الشديدة الطرق والسكك الحديد والمدارس والرحلات الجوية في أجزاء من بريطانيا. وحذّرت الشرطة من ظروف القيادة الصعبة مع اجتياح درجات حرارة منخفضة جداً غرب البلاد.
وتعتبر مناطق كينت وسوري وسوسكس من بين أكثر المقاطعات تضرّراً، ووصلت سماكة الثلوج في شمال شرق البلاد إلى 10 سنتيمترات.
ورفع مكتب الأرصاد الجوية تحذيراً باللون الأصفر، مشيراً إلى احتمال وجود خطر على الحياة والممتلكات. وتحذيرات أقل حدة، على منطقة أوسع بكثير تشمل مساحة كبيرة من اسكتلندا وإنكلترا وويلز.
ومن المتوقّع تسجيل أدنى درجات الحرارة يومي غدٍ والخميس، ووصول سماكة الثلوج المتساقطة إلى 40 سنتم في شمال شرق إنكلترا واسكتلندا خلال يومين. وتوقّع رئيس مكتب الأرصاد الجوية، فرانك سوندرز، أن تشهد أجزاء من إنكلترا وويلز درجات برودة هي الأدنى منذ عام 2013 وربما منذ عام 1999.
ونبّه الدكتور توماس وايت، من "فريق الأحداث المتطرّفة"، إلى إبقاء درجات الحرارة في المنازل بمعدّل 18 درجة مئوية على الأقل، للحفاظ على الصحة. ونصح بتناول الطعام الدافئ والتحرّك في المنزل، محذّراً من أنّ درجات الحرارة الباردة يمكن أن تُصيب بالمرض أو حتى تؤدي إلى الوفاة.
أمّا ريتشارد ليونارد، رئيس قسم سلامة الطرق في إنكلترا، فقال: "على الرغم من عمليات رش الملح على الطرق، على مدار الساعة، من المهم القيادة بحذر". ودعا السائقين إلى التخطيط لرحلاتهم، ورصد تقارير الطقس إذا كانوا بحاجة شديدة إلى السفر.
— Ken Monkman (@KenMonkman) February 27, 2018 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
روما... ثلوج بعد ست سنوات
ضربت عاصفة ثلجية نادرة العاصمة الإيطالية روما ظهر أمس، وهي لم تشهد مثلها منذ ست سنوات، وانصرف الناس باكراً من المدارس والأعمال للعودة إلى بيوتهم، خوفاً من تقطّع السبل وتوقّف خدمات القطارات، مع انخفاض الحرارة بشدة.
واستيقظت روما على مشهد نادر والثلوج تغطي معالمها، بسبب الطقس البارد الذي يصلها من سيبيريا. والمعروف أن شتاء إيطاليا معتدل، نظراً إلى قربها من البحر. وآخر مرة تساقط الثلج فيها بروما كانت عام 2012.
— Alan Holdren (@AlanHoldren) February 26, 2018
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— Alan Holdren (@AlanHoldren) February 26, 2018
|
الثلوج لم توفر دولة أوروبية، حتى الواقعة منها على البحر المتوسط. ومن الدول التي غمرتها الثلوج كرواتيا وسلوفينيا والنمسا وغيرها.
— severe-weather.EU (@severeweatherEU) ٢٦ فبراير، ٢٠١٨ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
— severe-weather.EU (@severeweatherEU) ٢٥ فبراير، ٢٠١٨ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
دول اسكندنافيا... وألمانيا
تعيش السويد أجواء طوارئ حقيقية نتيجة استمرار هطول الثلوج، والعواصف التي أعاقت الحركة البرية وأثرت على طرقها الرئيسة وحركة الموصلات من استوكهولم وإليها. كذلك تعطلت الرحلات الجوية ولم يتمكن آلاف المسافرين من العودة إلى السويد وظلوا محتجزين في مطارات أوروبية.
ومنذ يوم أمس الإثنين تكافح السلطات السويدية لرفع الثلوج عن الطرق، لكن يبدو أن المسألة خرجت عن السيطرة في عدد من مناطقها بسبب كثرة الحوادث المرورية. وقتل أمس الثلاثاء عدد من المواطنين نتيجة التصادم العنيف وفقدان السيطرة على المكابح.
— severe-weather.EU (@severeweatherEU) February 24, 2018 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وأصدرت سلطة المواصلات تحذيرات للمواطنين بتوخّي الحذر و"عدم الخروج بالسيارات إلا للضرورة القصوى". وتأثرت متاجر عدة بعدم قدرة الشاحنات على إيصال المواد الاستهلاكية صباح اليوم كما هو معتاد.
وتتوقّع دائرة الأرصاد الجوية في استوكهولم استمرار انخفاض درجات الحرارة وهطول الثلوج حتى يوم غد الأربعاء. ويشار إلى أن السويد سجّلت يوم الإثنين أدنى درجة حرارة في منطقة غييلسا في لابلاند شمال غربي البلد قرب حدود النرويج الشمالية بلغت نحو 40 درجة تحت الصفر، بحسب الأرصاد الجوية.
— David Tchini (@DavidTchini) February 27, 2018 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وتأثرت الدنمارك بالبرد الشديد وتساقط الثلوج والرياح التي أوقفت لفترات الجسر الفاصل بين شرقها وغربها. وأوقفت الشرطة في بورنهولم، الجزيرة الواقعة في البلطيق، حركة السيارات، وعدداً من الرحلات البحرية، وسط توقع استمرار العواصف الثلجية وانخفاض درجات الحرارة حتى مساء الغد.
وسجل خبراء المناخ في كوبنهاغن ظاهرة "مثيرة للقلق"، مع انخفاض درجات الحرارة في اسكندنافيا إلى مستويات لم تشهدها منذ سنوات بعيدة، مقابل ارتفاع الحرارة في القطب الشمالي. ويذكر راسموس تونبي من الأرصاد الدنماركية أن "درجات الحرارة في القطب الآن أكثر بنحو 25 درجة عمّا هي عليه في الدنمارك. وسجلنا يومي 23 و24 فبراير/ شباط 5 درجات أكثر في القطب الشمالي وتحديداً في كاب موريس جيسوب".
وإلى الجنوب تعيش ألمانيا أجواء عاصفة وباردة لا تختلف كثيراً عن شدة تأثر فرنسا ودول الشمال. وسجل عدد من مدن وسط وشمال ألمانيا حوادث سير وقطع طرقات بسبب البرد وتشكّل الصقيع والثلوج الكثيفة.
— severe-weather.EU (@severeweatherEU) ٢٥ فبراير، ٢٠١٨ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
روسيا... الصقيع الآتي من سيبيريا
تستمر موجة الصقيع في روسيا حتى يوم الخميس المقبل، مع متوسط درجات حرارة تراوح بين 18 و20 تحت الصفر. وأطلقت السلطات تحذيراً بتجنّب الخروج في الهواء الطلق لفترات طويلة. ودعت السائقين إلى تأجيل الرحلات الطويلة والقيادة على الطرق بحذر.
— Moscow (@moscowgov) February 22, 2018 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|