لم تُخفف الساعات التي مرت على إعلان رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، استقالته من منصبه، من وطأة الخبر على الرأي العام اللبناني. وفي حين واصلت القوى السياسية الإعلان عن مواقف مُتفاوتة من الحدث، لا تزال توقّعات الرأي العام تستشرف الأسوأ، عقب المُغامرة السعودية بسحب الرئيس الحريري من المشهد السياسي الرسمي، بعد أقل من عام على صياغة تفاهم جديد مع "حزب الله" وحليفه، رئيس الجمهورية الحالي ميشال عون.
وبقدر ما عبّرت مُداخلات المُحللين السياسيين المحسوبين على الحزب، يوم أمس، على قنوات التلفزة المحلية، عن تقليل من أهمية الاستقالة، بدأت ملامح التعامل المحلي المُقبل مع "حزب الله" تظهر على شاكلة طرد أحد المُحللين المحسوبين على الحزب على الهواء مباشرة، بعد أن هاجم وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي، ثامر السبهان، أثناء مداخلة هاتفية للأخير في البرنامج نفسه.
كما بدت الحدة واضحة في حديث مُحللين آخرين حاولوا نفي خبر تعرُّض الحريري لمُحاولة اغتيال في بيروت. وقدّم مُقربون من الحريري، ومنهم النائب في "كتلة المستقبل" عقاب صقر، مُداخلات بيّنت أسباب استقالة الحريري؛ من مُجريات المعارك الحدودية مع "داعش" و"النصرة" بين لبنان وسورية قبل أشهر، ومُصادرة "حزب الله" لسلطات الدولة اللبنانية؛ إلى لقاءات التطبيع بين وزراء الحزب وحلفائه مع شخصيات من النظام السوري، وصولاً إلى محاولة الاغتيال، بينما صوّر مُحللو الحزب ما يحدث بوصفه استنساخاً سعودياً للتجربة اليمنية، من خلال استضافة "حكومة منفى" لبنانية على أراضي المملكة.
وردًّا على ما بثته قناة "العربية" السعودية، السبت، بشأن إحباط مخطط لاغتيال الحريري، عبر تعطيل أبراج المراقبة أثناء تحرّك موكبه في بيروت، من دون إيراد تفاصيل؛ قالت قيادة الجيش اللبناني، الأحد، إن المعلومات المتوافرة لديها لا تشير إلى وجود أي مخططات لتنفيذ عمليات اغتيال في البلاد.
وأوضحت قيادة الجيش، عبر بيان، أنه "بنتيجة التوقيفات والتحقيقات والتقصيات التي تجريها باستمرار، بالإضافة إلى المعطيات والمعلومات المتوافرة لديها، لم يتبين لها وجود أي مخطط لوقوع عمليات اغتيال في البلاد"
وبموازاة ذلك، زاد الإعلان عن كلمة للأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصرالله، يلقيها مساء اليوم الأحد، للرد على استقالة الحريري، من حالة الحذر في صفوف اللبنانيين. رغم أن القوى السياسية المُتحالفة مع الحزب ورئاسة الجمهورية بقيت بعيدة عن السجال، بانتظار كلمة نصر الله مساء اليوم، وإن سجّل رئيس "التيار الوطني الحر"، جبران باسيل، موقفاً أقرب للتفّهم لخطوة الحريري.