ستتكرر المواجهة بين المنتخبين الإنكليزي والبلجيكي مرة جديدة في بطولة كأس العالم 2018، وذلك بعد أن التقيا في دور المجموعات وتفوق منتخب "الشياطين الحُمر" آنذاك بهدف نظيف. وهذه المرة ستكون المباراة هامشية لتحديد هوية صاحب المركز الثالث في المونديال وهو الأمر الذي لم يُحققه المنتخبان منذ سنوات طويلة بسبب غيابهما عن المربع الذهبي.
أهمية المركز الثالث
قد لا يكون للمركز الثالث أهمية كبيرة في بطولة كأس العالم لأن البطل ووصيفه يخطفان الأضواء دائماً، لكن هذا المركز سيكون تقدماً كبيراً لإنكلترا وبلجيكا في البطولة العالمية بعد غياب سنوات طويلة. في وقت لا يوجد فارق كبير على صعيد الجائزة المالية بين المركز الثالث والرابع، إذ أن الثالث سيحصل على 24 مليون دولار أميركي، بينما ينال صاحب المركز الرابع 22 مليون دولار أميركي.
يغيب المنتخب الإنكليزي عن مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع منذ مونديال 1990 في إيطاليا، وذلك بعد أن وصل إلى الدور نصف النهائي وخسر من ألمانيا الغربية بركلات الترجيح (4 – 3) وودع البطولة العالمية. ولعب آنذاك في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع ضد المنتخب الإيطالي صاحب الأرض وخسر (2 – 1) ليُنهي مشواره رابعاً خلف البطل ألمانيا والوصيف الأرجنتين والثالثة إيطاليا.
ومنذ ذلك الحين لم تعرف إنكلترا النجاح، لأنها خرجت من دور الـ 16 في مونديال 1998، وثم من الدور ربع النهائي في مونديال كوريا واليابان 2002 وألمانيا 2006. وعادت وخرجت من دور الـ 16 في مونديال 2010 ومن دور المجموعات في 2014 والآن ستكون من أفضل أربعة في روسيا.
ولا يختلف الأمر كثيراً عند المنتخب البلجيكي فهو غائب عن المركزين الثالث والرابع منذ مونديال الأرجنتين 1986. وصلت بلجيكا آنذاك إلى نصف نهائي بطولة كأس العالم لأول مرة في تاريخها، وواجهت المنتخب الأرجنتيني بطل تلك النسخة، وخسرت بهدفين نظفين.
بعد ذلك لم يُكرر المنتخب البلجيكي هذا الإنجاز التاريخي، حيثُ خرجت من دور الـ 16 في مونديال 1990 و1994. وفي مونديال 1998 ودعت بلجيكا من دور المجموعات، وفي مونديال كوريا واليابان 2002 خرجت من دور الـ 16. بعد ذلك غاب المنتخب البلجيكي عن مونديالي 2006 و2010، وفي مونديال 2014 وصلت بلجيكا إلى الدور ربع النهائي وخرجت أمام الأرجنتين.
المواجهة والتاريخ
ستكون المواجهة بين المنتخبين الإنكليزي والبلجيكي الرقم 23 في مختلف المسابقات الدولية والمباريات الودية، وتميل الكفة لمصلحة منتخب "الأسود الثلاثة" في 22 مواجهة سابقة. تفوقت إنكلترا في 15 مباراة مقابل ثلاثة انتصارات للمنتخب البلجيكي فقط، بينما ساد التعادل بينمها في ثلاث مناسبات. والمثير أن بلجيكا لم تعرف طعم الفوز في آخر عشر مواجهات سوى مرتين مقابل خمسة انتصارات لإنكلترا وثلاثة تعادلات.
وبالنسبة للمواجهة التي ستجمعهما في مواجهة تحديد المركزين الثالث والرابع فهي لن تكون مجرد مباراة ودية، لأنه المنتخبين يريدان إنهاء البطولة بأفضل سيناريو ممكن فالمركز الثالث مهم لهما. وكما من المتوقع إن المنتخبين سيلعبان بالتشكيلة الأساسية وسيكون هناك تنافس كبير على أرض الملعب. وفي هذا الإطار تحدثت الصحف البريطانية عن أن المباراة مهمة لمنتخب "الأسود الثلاثة" لأنه يريد العودة إلى مصاف الكبار وحصد المركز الثالث بعد سنوات طويلة من الغياب عن منصات التتويج.
أما بلجيكا فهي تملك جيلاً ذهبياً بدأ بالظهور المُميز منذ يورو 2016 وها هو يُتابع طريقه بنجاح ويملك مستقبلا واعدا، في ظل تواجد نجوم صغيرة في تشكيلتها قادرة على صناعة الفارق في البطولات القارية والعالمية القادمة. وقد تكون بلجيكا أحد أبرز المنافسين على لقب يورو 2020 ومونديال 2022 لأن لاعبيها سيكونون حينها اكتسبوا خبرة أكثر في الملاعب وأصبحت فرص تتويجهم بلقب المونديال لأول مرة كبيرة.
ستسعى بلجيكا لإنهاء مشوارها في مونديال 2018 في المركز الثالث وتجديد فوزها على المنتخب الإنكليزي كما فعلت في دور المجموعات، لكن المهمة لن تكون بهذه السهولة لأن هذه المباراة هي بمثابة نهائي، لكن لتحديد أصاحب المركزين الثالث والرابع فقط. لكن على أرض الملعب كل شيء يختلف والتنافس سيكون كبيراً جداً.