مواجهات وفوضى في مساجد الحسيمة المغربية للقبض على الزفزافي

26 مايو 2017
حاولت قوات الأمن القبض على الزفزافي (فيسبوك)
+ الخط -
اندلعت مواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن، عصر الجمعة، في مدينة الحسيمة المغربية، خاصة بعد محاولة اعتقال الشرطة أحد قادة الحراك في منطقة الريف ناصر الزفزافي، من دون أن تفلح في ذلك.


وكانت ردة فعل القوات الأمنية التي جاءت لتعتقل الزفزافي بعد أن قاد هذا الأخير احتجاجاً داخل عدد من مساجد المملكة، ضد أئمة الجمعة الذين ألقوا خطبة موحدة حول الفتنة في الحسيمة، وضرورة تجنّب مشعليها، في إشارة إلى نشطاء الحراك.


ونهض الزفزافي وسط أحد مساجد الحسيمة صائحاً بأن من يشعل الفتنة هم الأئمة الذين يتهمون أهل الريف بكونهم مفتنين ومحبين للفوضى، قبل أن ينفض العديد من المصلين من المسجد ومن مساجد أخرى.




ومباشرة بعد صلاة الجمعة تجمع متظاهرون حول الزفزافي، والذي شرع في إلقاء كلمة له حول ما جرى، بيْد أن قوات الأمن فاجأت المحتجين بمحاولة اعتقال الناشط، لكن متظاهرين واجهوا الشرطة بالحجارة.



وصرح الزفزافي عقب محاولة اعتقاله بأن "سجنه مفخرة له، وانتصار لحراك الريف، لكون الكلمة لا تستطيع إسكاتها الدبابات ولا الصواريخ"، متابعاً بأنه إذا ما تم اعتقاله "سيقود الحراك من داخل السجن".


احتجاج الزفزافي وسط المسجد، وتأثيره على عدد من المصلين الذين شرعوا يصرخون داخل المسجد، دفع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إلى إصدار بلاغ عاجل، اتهمت فيه الناشط المعين بكونه "أفسد الصلاة وأساء إلى الجماعة".


وتابع بلاغ الوزارة "شهد أحد مساجد مدينة الحسيمة، أثناء صلاة الجمعة، فتنة كبيرة حين أقدم شخص ـ يقصد الزفزافي ـ على الوقوف والصراخ في وجه الخطيب، ونعته بأقبح النعوت، فأحدث فوضى عارمة ترتب عنها عدم إلقاء الخطبة الثانية".


وزادت الوزارة المسؤولة بأنه إضافة إلى ما نص عليه القانون من أحكام تعاقب كل من يعرقل أداء الشعائر الدينية، فإن الحدث بالنسبة لضمير الأمة، يمثل تصرفاً منكراً في هذا البلد الذي يحيط العبادات وطقوسها بأكبر قدر من الإجلال والتعظيم والوقار".


واستنكرت وزارة الأوقاف "أشد ما يكون الاستنكار، تعمد الإخلال بالتقدير والوقار الواجبين لبيوت الله، مصداقاً لقوله تعالى: ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها".

من جهة ثانية، أمرت النيابة العامة بمحكمة الاستئناف في الحسيمة، باعتقال الزفزافي، بتهمة إشاعة الفوضى داخل مسجد.

ودعا الوكيل العام للملك بالمحكمة ذاتها إلى فتح بحث في موضوع إقدام الزفزافي بمعية مجموعة من النشطاء على عرقلة حرية العبادات داخل مسجد محمد الخامس بالحسيمة، وبإلقاء القبض عليه قصد البحث معه وتقديمه أمام النيابة العامة.

وأوضح الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالحسيمة، في بلاغ، أنه أمر "بفتح بحث في هذا الموضوع، وذلك على إثر إقدام الزفزافي على عرقلة حرية العبادات وتعطيلها أثناء صلاة الجمعة".

واسترسل المصدر بأن "الزفزافي أقدم على منع الإمام من إكمال خطبته وألقى داخل المسجد خطابا تحريضيا أهان فيه الإمام، وأحدث اضطرابا أخل بهدوء العبادة ووقارها وقدسيتها، وفوت بذلك على المصلين صلاة آخر جمعة من شهر شعبان". 

 




دلالات