أُصيب أكثر من 20 فلسطينياً، خلال محاولتهم التصدّي لقيام قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، بهدم منزل عائلة الأسير الجريح عمر العبد، في قرية كوبر شمال غربي رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، بعد تنفيذه عملية طعن في مستوطنة حلميش.
ونفّذ العبد (21 عاماً)، في 21 يوليو/تموز الماضي، عملية طعن في مستوطنة حلميش، تزامناً مع "جمعة النفير"، رفضاً لإجراءات الاحتلال في المسجد الأقصى، حيث قُتل في العملية ثلاثة مستوطنين، بينما أصيب خلالها عمر بجروح، وتم اعتقاله من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ "جرافات الاحتلال وآلياته الثقيلة مسنودة بقوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت كوبر، فجر اليوم، لتنفيذ عملية هدم منزل عائلة العبد، بينما حاول الأهالي التصدي لعملية الهدم".
وأشارت المصادر، إلى أنّ فلسطينيين تجمّعوا أمام المنزل، هاتفين ضد عملية الهدم وممارسات الاحتلال الإسرائيلي، لكنّ قوات الاحتلال فرّقتهم بالقوة بقنابل الغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى اندلاع مواجهات.
وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني، تعامل طواقمه مع 27 إصابة في قرية كوبر، منها 12 إصابة بجروح الرصاص المطاطي، و13 أخرى بحالات اختناق بالغاز، و2 جراء السقوط، فيما جرى نقل 3 إصابات بالمطاط إلى مجمع فلسطين الطبي في مدينة رام الله، وإصابة واحدة بالغاز إلى المستشفى الاستشاري.
كما شهدت قرية أبو شخيدم المجاورة لقرية كوبر، مواجهات بين فلسطينيين وقوات الاحتلال، أُصيب خلاله مصور تلفزيون فلسطين الرسمي، الصحافي محمد راضي، بعيار معدني مغلف بالمطاط في رأسه.
وقد انسحبت قوات الاحتلال من قرية كوبر، بعد أن أتمّت عملية هدم منزل عائلة الأسير العبد، على الرغم من تقديم العائلة اعتراضاً على إخطارها بهدم منزلها، من خلال المحاكم الإسرائيلية.
وتواصل قوات الاحتلال اعتقال أسرة الأسير عمر العبد بالكامل وأقرباء له، وهم: والده عبد الجليل العبد ووالدته ابتسام العبد وشقيقاه منير وخالد، وابن عمه ياسر، وعمه الصحافي إبراهيم العبد.
استنكر رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، عيسى قراقع، اعتقال أسرة الأسير عمر، بزعم معرفتهم بنيّة عمر تنفيذ عملية حلميش المقامة على أراضي الفلسطينيين شمال رام الله، من دون محاولة منعه من ذلك، كونه نشر وصيته على صفحة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" قبل ساعة من تنفيذ العملية، وفقاً لادعاء الاحتلال.
ورفض قراقع، في تصريح له، مبدأ العقاب الجماعي الذي تنتهجه إسرائيل في تعاملها مع الشعب الفلسطيني، وأن إقدامها على مثل هذه الاعتقالات يدلل على سياسة العقاب الجماعي العائلي للفلسطينيين، وعلى التطرف الجنوني لدى حكومة الاحتلال اليمينية، والتي تتم هذه الاعتقالات بقرار رسمي منها.
وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت منزل عائلة العبد وخرّبت محتوياته، بعد يوم من عملية حلميش، وأخطرتها بهدم المنزل، ما اضطر العائلة بمساعدة الأهالي إلى إخلائه وإفراغه من محتوياته.
وتعرضت عائلة العبد لسلسلة ممارسات من قوات الاحتلال، من دهم للمنزل والتعرّض لأفراده بشتائم وألفاظ نابية، فضلاً عن اعتقال بعضهم، إذ لم تسلم والدة عمر، ابتسام العبد، من الاعتقال، حيث اعتُقلت مرتين كانت إحداهما يوم الأحد الماضي.
وفرضت قوات الاحتلال على والدة العبد، في المرة الأولى، غرامة مالية (تُقدّر بنحو 2500 دولار) ومنعتها من التصريح لوسائل الإعلام.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ 22 يوليو/تموز الماضي، حصار قرية كوبر، وتغلق جميع مداخلها بالسواتر الترابية، وتقيم بين الحين والآخر حواجز عسكرية على مداخلها.
كما نفّذت عمليات اقتحام للقرية، اندلعت خلالها مواجهات عديدة، أوقعت عدة إصابات، وتم دهم العديد من المنازل وتفتيشها، لا سيما منازل الأسرى والمحررين، فضلاً عن مصادرة أموال وممتلكات خاصة.
على صعيد آخر، أُصيب عدد من الفلسطينيين، بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، الليلة الماضية، من جراء إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي قنابل الصوت والغاز، خلال اقتحامها قرية أم صفا، شمال غربي رام الله.
وفي سياق الاعتقالات اليومية، اعتقلت قوات الاحتلال، الليلة الماضية، شاباً من البلدة القديمة بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، بحجة العثور على سكين بحوزته.
وفي محافظة الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال، فجر اليوم، فلسطينياً من مدينة الخليل، وآخر من بلدة دورا، وآخر من بلدة الظاهرية، فضلاً عن اعتقال آخر من بلدة الرماضين.
واعتقلت قوات الاحتلال، اليوم الأربعاء، فلسطينيين من ضاحية شويكة بمدينة طولكرم شمالي الضفة، وشاباً من قرية دير أبو مشغل غربي رام الله، وشاباً آخر من مخيم الدهيشة القريب من مدينة بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية المحتلة.
وفي القدس، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أربعة شبان من بلدة أبو ديس، بينما اندلعت مواجهات مع فلسطينيين، لم يبلغ خلالها عن وقوع إصابات.
في سياق آخر، زعمت وسائل إعلام إسرائيلية، أنّ جيش الاحتلال صادر، فجر اليوم، من مدينة الخليل 117 ألف شيقل (العملة الإسرائيلية)، بادعاء أنّها أموال يعود مصدرها إلى حركة "حماس".
وأغلقت قوات الاحتلال، محليْن تجارييْن في مخيم الدهيشة، بزعم أنّهما يُستخدمان لبيع مواد إنتاج عبوات ناسفة، لارتكاب اعتداءات في المنطقة.