تكره بعض النساء في موريتانيا المهن التي يختارها أزواجهن، خصوصاً تلك التي تشغل الزوج بشكل دائم، وتفرض عليه السفر والتغيّب عن البيت لوقت طويل، أو بسبب بيئة العمل التي قد تؤدّي إلى إصابته بالأمراض. وترى النساء أن هذه المهن غير جذابة ولا تتناسب والحياة الاجتماعية، وتشكل ضغوطاً عليهن، إذ تجبرهن على القيام بدور الأب والأم، وتحرمهن من حياة مستقرة هانئة، ولو كان العائد المادي كبيراً. فهذا لا يُقنع هؤلاء النساء بالقبول بـ"مهن متعبة" لأزواجهن.
مهن كثيرة تحقّق عائدات ماليّة جيّدة للعائلات. مع ذلك، تفضّل بعض النساء حياة متوازنة، أي أن يكون الرجل قادراً على مشاركتهن الحياة الاجتماعية وتأمين ما يحتاجه الأبناء من رعاية واهتمام، وتأمين حاجات الأسرة المادية. ولطالما اعتقد الرجال أن النساء يبحثن عن مميزات معينة في شريك العمر، منها قدرته على تأمين حياة سعيدة ومستقرة. إلا أن التجارب أثبتت أن المعايير قابلة للتغيير، خصوصاً مع كثرة المشاغل وحاجة الأبناء إلى اهتمام أكبر من قبل الآباء.
من هنا، لا ترفض النساء في موريتانيا مهناً معيّنة بسبب نظرة المجتمع الدونية لها، بل إنهن يفضلن مهناً لا تشغل الزوج كثيراً، لتلقى كل مسؤوليات العائلة على عاتق الزوجة. من هذه المهن عير المحبذة، مهنة الصياد الذي يخاطر بحياته ويمضي غالبية وقته في البحر، والميكانيكي الذي يعمل ساعات طويلة في بيئة غير نظيفة لا تحبها غالبية الزوجات، والجندي الذي يمضي أكثر من نصف عمره على الحدود وفي الثكنات. يشار إلى أن الجنود يمضون خمسة أشهر بعيداً عن عائلاتهم، ويمنحون إجازات قصيرة.
تقول عزيزة بنت شغالي إنّ نظرة المرأة لعمل الرجل تغيّرت بسبب تطوّر العصر وانشغال المرأة بعملها، عدا عن حاجة الأبناء إلى مجهود مضاعف من أجل أن يحققوا نتائج جيدة في الدراسة. تضيف لـ"العربي الجديد"، أن المرأة ما زالت تبحث عن المال، لكنها تبحث أيضاً عن عمل يسمح لزوجها بأن يشاركها كل شيء، خصوصاً إذا كانت تعمل. المرأة تبحث عن رجل يراقب أطفاله ويهتم بشؤونهم ولا يقضي على حلمها بالعمل وتحقيق ذاتها. تلفت إلى أن الوظائف التي تنقص العمر تؤثر على مزاج الرجل وتشغله عن الاهتمام بأسرته وتربية أبنائه.
اقــرأ أيضاً
عزيزة، وهي أم لأربعة أطفال، تعمل وزوجها في مجال التدريس. توضح أن اختيار أو رفض المرأة لبعض مهن الرجال ليس مرتبطاً دائماً بالمستوى التعليمي والمكانة الاجتماعية. بعض النساء يرفضن الارتباط برجال الأمن والجيش ومهندسي المناجم بسبب قلة الإجازات، ويقبلن بالتجار، رغم أن التجارة عمل غير مستقر. وترى أن عمل الرجل في قطاع التعليم والصحة والعمل الإداري هي أكثر المجالات المفضلة لدى النساء، خصوصاً التعليم، بسبب كثرة الإجازات المدرسية، وقلة ساعات العمل، وبقاء الأبناء تحت أنظار والدهم.
مهن كثيرة يمارسها الرجال تجعلهم محطّ اهتمام الجنس اللطيف. ومهما اختلفت المعايير التي تجعل المرأة منجذبة للرجل، ترغب نساء كثيرات بأن تحقق لهن وظيفة الزوج مكانة اجتماعية، وتجعلهن قادرات على الاهتمام بالأسرة، إضافة إلى الأمان المالي. ولم تعد الشهادة الجامعيّة معياراً لنجاح الرجل في الحياة العملية. كما أن العمل الحرفي لم يعد منفراً للجنس اللطيف كما كان في السابق، بل أصبح ذا قيمة مادية ومعنوية.
يقول الباحث الاجتماعي أحمدو ولد الزين، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إن المرأة تبحث عن المعيل القادر على الوفاء بالتزامات العائلة والزوج المُحِب والحنون والأب الذي يهتم بتفاصيل حياة أبنائه. وتحاول التوفيق بين هذه التفاصيل لدى اختيار الشريك. يضيف أن "نظرة المجتمع الموريتاني التقليدي والمحافظ للعمل اختلفت كثيراً، وبات هناك توازن في المعايير بين القيمة المالية والمكانة الاجتماعية وقيمة العمل. لذلك، بدأت المرأة تختار بعض المهن وتنفر من أخرى. أكثر من ذلك، باتت المرأة تعطي قيمة لمهن معيّنة أكثر من المهن الأخرى التي قد تبدو مقبولة ومحترمة في المجتمع. لكن بالنسبة إليها، فهي تسمح لها بالاستمتاع بالحياة الأسرية بشكل كامل".
ويشير ولد الزين إلى أن الظروف الاقتصادية ونظرة المرأة لبعض المهن، تدفع الرجل أحياناً إلى تغيير عمله، والتنقل بين الوظائف للثبات في وظيفة مناسبة للعائلة، تؤمّن له عائداً جيّداً. ويلفت إلى أن لكل جيل وظائف معينة أكثر تفضيلاً، موضحاً أن الوظيفة المناسبة في الوقت الحالي هي تلك التي توفر عائداً مالياً كبيراً وبوقت أقل.
مهن كثيرة تحقّق عائدات ماليّة جيّدة للعائلات. مع ذلك، تفضّل بعض النساء حياة متوازنة، أي أن يكون الرجل قادراً على مشاركتهن الحياة الاجتماعية وتأمين ما يحتاجه الأبناء من رعاية واهتمام، وتأمين حاجات الأسرة المادية. ولطالما اعتقد الرجال أن النساء يبحثن عن مميزات معينة في شريك العمر، منها قدرته على تأمين حياة سعيدة ومستقرة. إلا أن التجارب أثبتت أن المعايير قابلة للتغيير، خصوصاً مع كثرة المشاغل وحاجة الأبناء إلى اهتمام أكبر من قبل الآباء.
من هنا، لا ترفض النساء في موريتانيا مهناً معيّنة بسبب نظرة المجتمع الدونية لها، بل إنهن يفضلن مهناً لا تشغل الزوج كثيراً، لتلقى كل مسؤوليات العائلة على عاتق الزوجة. من هذه المهن عير المحبذة، مهنة الصياد الذي يخاطر بحياته ويمضي غالبية وقته في البحر، والميكانيكي الذي يعمل ساعات طويلة في بيئة غير نظيفة لا تحبها غالبية الزوجات، والجندي الذي يمضي أكثر من نصف عمره على الحدود وفي الثكنات. يشار إلى أن الجنود يمضون خمسة أشهر بعيداً عن عائلاتهم، ويمنحون إجازات قصيرة.
تقول عزيزة بنت شغالي إنّ نظرة المرأة لعمل الرجل تغيّرت بسبب تطوّر العصر وانشغال المرأة بعملها، عدا عن حاجة الأبناء إلى مجهود مضاعف من أجل أن يحققوا نتائج جيدة في الدراسة. تضيف لـ"العربي الجديد"، أن المرأة ما زالت تبحث عن المال، لكنها تبحث أيضاً عن عمل يسمح لزوجها بأن يشاركها كل شيء، خصوصاً إذا كانت تعمل. المرأة تبحث عن رجل يراقب أطفاله ويهتم بشؤونهم ولا يقضي على حلمها بالعمل وتحقيق ذاتها. تلفت إلى أن الوظائف التي تنقص العمر تؤثر على مزاج الرجل وتشغله عن الاهتمام بأسرته وتربية أبنائه.
عزيزة، وهي أم لأربعة أطفال، تعمل وزوجها في مجال التدريس. توضح أن اختيار أو رفض المرأة لبعض مهن الرجال ليس مرتبطاً دائماً بالمستوى التعليمي والمكانة الاجتماعية. بعض النساء يرفضن الارتباط برجال الأمن والجيش ومهندسي المناجم بسبب قلة الإجازات، ويقبلن بالتجار، رغم أن التجارة عمل غير مستقر. وترى أن عمل الرجل في قطاع التعليم والصحة والعمل الإداري هي أكثر المجالات المفضلة لدى النساء، خصوصاً التعليم، بسبب كثرة الإجازات المدرسية، وقلة ساعات العمل، وبقاء الأبناء تحت أنظار والدهم.
مهن كثيرة يمارسها الرجال تجعلهم محطّ اهتمام الجنس اللطيف. ومهما اختلفت المعايير التي تجعل المرأة منجذبة للرجل، ترغب نساء كثيرات بأن تحقق لهن وظيفة الزوج مكانة اجتماعية، وتجعلهن قادرات على الاهتمام بالأسرة، إضافة إلى الأمان المالي. ولم تعد الشهادة الجامعيّة معياراً لنجاح الرجل في الحياة العملية. كما أن العمل الحرفي لم يعد منفراً للجنس اللطيف كما كان في السابق، بل أصبح ذا قيمة مادية ومعنوية.
يقول الباحث الاجتماعي أحمدو ولد الزين، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إن المرأة تبحث عن المعيل القادر على الوفاء بالتزامات العائلة والزوج المُحِب والحنون والأب الذي يهتم بتفاصيل حياة أبنائه. وتحاول التوفيق بين هذه التفاصيل لدى اختيار الشريك. يضيف أن "نظرة المجتمع الموريتاني التقليدي والمحافظ للعمل اختلفت كثيراً، وبات هناك توازن في المعايير بين القيمة المالية والمكانة الاجتماعية وقيمة العمل. لذلك، بدأت المرأة تختار بعض المهن وتنفر من أخرى. أكثر من ذلك، باتت المرأة تعطي قيمة لمهن معيّنة أكثر من المهن الأخرى التي قد تبدو مقبولة ومحترمة في المجتمع. لكن بالنسبة إليها، فهي تسمح لها بالاستمتاع بالحياة الأسرية بشكل كامل".
ويشير ولد الزين إلى أن الظروف الاقتصادية ونظرة المرأة لبعض المهن، تدفع الرجل أحياناً إلى تغيير عمله، والتنقل بين الوظائف للثبات في وظيفة مناسبة للعائلة، تؤمّن له عائداً جيّداً. ويلفت إلى أن لكل جيل وظائف معينة أكثر تفضيلاً، موضحاً أن الوظيفة المناسبة في الوقت الحالي هي تلك التي توفر عائداً مالياً كبيراً وبوقت أقل.