مهرجان بالي: مصارعة دامية إرضاءً للعذارى وإله الحرب

17 يونيو 2014
مصارعة بأوراق الباندانوس (بوتو سايوغا/Getty)
+ الخط -

منتصف شهر يونيو/حزيران من كلّ عام، ينكسر فيه الصمت والهدوء اللذان تتعبّد فيهما قرية تنغانان في جزيرة بالي الإندونيسية. فهذا موعد مهرجان "أوسامبا سامباه" الذي يستمرّ شهراً كاملاً، بهدف إرضاء المراهقات العذارى وتقديم الولاء لإله أندرا، إله الحرب.

 

هو عيد تقليدي سنوي، يميّزه أمران يكادان يختصرانه: ركوب الفتيات العازبات العجلات الهوائية (عجلة فيريس) ومصارعة الرجال.

مشهدان نقيضان، العذوبة الأنثوية والشراسة الذكورية، فبعد أن تجلب المراهقات العازبات المياه المقدّسة من ينابيع القرية يعتلين العجلات ليشهدن مصارعة الشبان، الذين يتعمّدون جرح بعضهم بعضاً بأوراق شجرة الباندانوس، ذات الأشواك المدببة القريبة للصبار القاسي.

الرجال الأكبر سنّاً يتولّون تحريك العجلات المصنوعة من الخشب بأقدامهم، إذ هي لا تعمل ميكانيكياً، وليس مسموحاً للتكنولوجيا بتعكير صفو هذه القرية، بينما يُعهد للشيوخ شواء الذبائح، التي هي غالباً ماعز أو غزلان.  

من العجلة تشاهد الفتيات المصارعة التي تُعرف بـ ماكاري-كاري، وأيضاً حرب الباندانوس. والباندانوس هي شجرة تشبه النخلة وثمارها تشبه الأناناس، ويعتقد أهل القرية أنّ الفتيات يسعدن برؤية دماء المتصارعين، لذا يحقّقون لهن هذه السعادة، ويدمي بعضهم بعضاً متفاخرين بنزف أجسادهم.


مراهقات القرية يعتلين العجلات الهوائية لمشاهدة مصارعة الشبان (بوتو سايوغا/Getty)

يُطلق أهل القرية على أنفسهم اسم بالي آغا، أي أهل بالي الأصليين، ويعتبرون عرقهم أنقى من بقية الأندونيسيين. وتقول روايتهم الشعبية، إنّ الآلهة اختارت قرية تناغانان لتحكم أراضي مختارة أن تكون نموذجاً مصغّراً للعالم. لذا فهم يتبعون تعليمات إلهية تفرض عليهم البقاء طاهرين وأصفياء، ويتوجّسون من الغرباء. حتى أنّ مدخل القرية الوحيد يُقفل أمام الزوّار عند غروب الشمس، وهي تتبع قوانين صارمة مع أهلها، فمن يتزوّج من خارج القرية عليه أن يرحل عنها الى الأبد، فقط من ولدوا وتزوّجوا فيها يمكنهم البقاء.



 

الأطفال أيضاً يتصارعون وسط ابتسامات الكبار ومباركتهم (بوتو سايوغا/Getty)
دلالات
المساهمون