كثيرون هم القائمون على "مهرجان الفيلم الأوروبي" الذي تنطلق فعاليات دورته السابعة والعشرين في عمّان، يوم 7 أيلول/ سبتمبر الجاري، وتستمر حتى 19 من الشهر نفسه، بتنظيم كل من "بعثة الاتحاد الأوروبي" والمراكز الثقافة الأوروبية و"الهيئة الملكية للأفلام".
ربّما يبرّر ذلك طابع المهرجان نفسه. لكن، من جهةٍ أخرى، هذه حال الكثير من التظاهرات السينمائية التي تُقام في الأردن، فجزء كبير منها لا يجد دعماً له سوى من جهات أوروبية، لا يقتصر دورها على التمويل، بل يتعداها إلى المشاركة في وضع الرؤية التي تتبنّاها هذه المهرجانات، كما لوحظ في الدورة الماضية التي جاءت تحت شعار "السلام والحب".
تُقام الدورة الجديدة تحت شعار "رعاية الأطفال والشباب" الذي يبدو من خلاله، أنّ رؤية المهرجان جاءت لتتبنّى أحد التوجّهات الرسمية في البلاد، التي تمثّلت في السنة الأخيرة من خلال تنظيم عدّة مؤتمرات تتعلّق بالشباب.
إلى جانب العروض اليومية، التي يُقدَّم مُعظمها في "مركز هيا الثقافي"، تُقيم التظاهرة أيضاً مسابقة للأفلام القصيرة، تتوجّه من خلالها إلى الشباب في الأردن، يتنافس فيها قرابة 40 فيلماً، لم يُعلن عنها بعد. لا تفرّق المسابقة بين الروائي والوثائقي، فالمهم ألّا تتجاوز مدة العمل أربع دقائق، وألّا يكون قد أُنتج قبل عام 2014.
تفتتح التظاهرة فعالياتها مع الفيلم الهولندي "ندم!" (2013) لمخرجه ديف شارم. يحكي العمل قصة طفل يُدعى يوكيم الذي كان ولداً مُعنّفاً، ويتعرّض للتحرّش، لكنه كان يتهرّب من مواجهة الفكرة، أو إخبار أحد عنها.
تتنوّع مواضيع الأفلام والفترات التاريخية التي تسلّط الضوء عليها. فنجد قصصاً معاصرةً حول الأطفال ومشاكلهم المدرسية، وفي أعمال أخرى، نرى استعادات لفترة الحرب العالمية الثانية وحال الشباب آنذاك، مثل "حجارة السور" للمخرج البولندي روبرت غلينسكي. إضافةً إلى ذلك، تُعرض أفلام تتعلّق بالأطفال أو الشباب وعائلاتهم، وما يواجهونه من مشاكل حول مراهقتهم واستقلاليتهم.
بعد اختتام العروض في عمّان، سينتقل المهرجان ببعض عروضه إلى المحافظات الأردنية. ففي يوم 20 أيلول/ سبتمبر الجاري، يُعرض في مدينة الزرقاء فيلم "الخاسر المحظوظ" للمخرج التشيكي جيري ستراش، وفي اليوم التالي يُعرض "معجزة بيرن"، لمخرجه الألماني سونك وورتمان.
الفيلمان نفسهما، سيُكملان جولة المحافظات؛ إذ تكون المحطة الثانية في إربد، (28 و29 أيلول) ثمّ الكرك (5 و6 تشرين الثاني)، والختام في جرش (13 و14 تشرين الثاني).
اكتفاء المهرجان بيومي عرض فقط في جميع المحافظات المذكورة، ومنح عمّان نصيب الأسد، يجدّد التساؤلات حول مركزيّة العاصمة دائماً، على حساب بقية المدن والمناطق، خصوصاً أنّه وبعد انقضاء الفعاليات الأساسية من افتتاح وختام وما بينهما، تذكّر المهرجان المدن الأربعة بفيلمين.