انتهت ولم تنته، مهرجانات الربيع الغنائيَّة في دول الخليج العربي. وبعيداً عن الأوضاع الأمنيّة والسياسيّة، التي تلقي بثقْلها على العرب جميعًا، هربت الكويت وقطر ودبي إلى مساحةٍ من الفرح والغناء، متسلِّحةً بنشاطات ترفيهيَّة ترافِق عطلة قسريّة وبرامج تسويقيّة تقدّمها دبي كما الدوحة، وذلك لكل زائريها للاستفادة من الطقس المعتدل، قبل الدخول في موسم ارتفاع الحرارة.
دبي، التي كانت سبَّاقة في تاريخ إطلاق فعاليَّات مهرجانها الغنائي، تعاقدت هذا العام مع شركة "روتانا"، التي تتخذ من دبي مَقرَّاً رسميًا لها. وبنت "روتانا" سلسلة من العلاقات التسويقيَّة المرادفة لسبب الإقامة هناك، ويبدو أن "روتانا" السعودية التي تحاول الانقلاب على الأزمات الماليّة التي تُعرقِل مسيرتها، تجد فرصتها دومًا في مثل هذه المناسبات، لتدخل كشريكة من خلال مكتب تسويق الشركة في استثمار الحفلات، التي تُقام لجهة الإعلانات التجاريَّة، والعمل كمنافس رابح في فعاليات شهر التسوُّق الاماراتي، ولو على الصعيد الفنّي.
الواضح، بالطبع، كان مُجدَّداً استمالة الفنَّانة أصالة نصري من قبل "روتانا" نفسها، وتقوية علاقتها بها في دبي بداية ثم الكويت، فالمطربة السوريَّة عرفت أخيراً كيف تدوّر زوايا علاقتها المتوترة مع الشركة، والتي تعود إلى مشكلة انفصالها عنها العام 2009، وهجومها على مدير الشركة آنذاك سالم الهندي.
ويبدو أنَّ الهندي، أيضاً، قد أصبح مدركًا لحجم وجمهور أصالة في الخليج العربي، ولم يعد بإمكانه إقصاؤها عن نشاطات فنيَّة تحمل طابعًا فنيًا جامعًا، مثل المهرجانات أو الحفلات الخاصة، التي تشارك أحيانًا "روتانا" في تنفيذها. كلُّ هذا حصل، أمام غياب واضح لأحلام عن "كعكة" المهرجانات الغنائية، ولو أن أحلام تعاني منذ نهاية العام الماضي كسراً في قدمها، إلاّ أن غيابها هذا الشتاء عن موسم الحفلات المقامة في الخليج، له دلالات كثيرة على العلاقة المتوترة التي غلبت على تعاونها مع شركة "روتانا"، وهي، أي أحلام، ستستعِدُّ في القريب العاجل، لردٍّ خاص ضمن مشاركتها في عودة شركة "بلاتينوم ريكوردز"، التي تنتسب إليها إلى الأضواء، إذ تُقيم الشركة حفلاً كبيراً لها منتصف الشهر الحالي في دبي أيضاً للإعلان عن الفنانين الذين أصبحوا في عهدتها لجهة الإنتاج، ومنهم كاظم الساهر وملحم زين وربما عاصي الحلاني.
إقرأ أيضاً: فنانون عرب "تائبون" يعتزلون الغناء
إلى ذلك شكَّل مهرجان "فبراير الكويت"، تقدُّمًا واضحًا هذا العام، "روتانا" كانت شريكةً رئيسيَّة أيضاً، وقد وضعت في سلّم أولويّاتها مشاركة عددٍ من نجوم الكويت في الحدث السنوي، فكانت ليلة للفنّانة نوال الكويتيّة وزميلها عبد الله الرويشد.
أما الدوحة، التي شغلت الخليج والعالم العربي بمهرجان "سوق واقف" هذا العام، فبعد تعذّر إقامة المهرجان العام الماضي بسبب رحيل العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، استقبلت الدوحة أكثر من 14 مغنيًا هذا العام. وعمدت أيضاً إلى تسهيلات جمّة لجهة التسويق والإعلام، وذلك عبر المؤتمرات الصحافيّة التي تُشكِّل أو تنقل وجهة نظر، لما يجري أيام المهرجان.
إقرأ أيضاً : سعد لمجرد يروج للجلباب المغربي في قطر
أسماءٌ كثيرة سجَّلت حضوراً كبيراً في الدوحة هذا العام، واللافت أن إدارة المهرجان مهدّت أمام كل أنواع وأشكال الغناء العربي، في ليال امتدَّت نحو أسبوعين. فكانت البداية مع ليلة الفنان القطري، عيسى الكبيسي، والسعودي، عبادي الجوهر، بعدها حضر، علي عبد الكريم، والتونسي، صابر الرباعي. بدايةٌ مُشجِّعةٌ للأعمال الفنيَّة التونسيَّة، إذْ كان لصابر الحصَّة الأولى منها، ثم استتبعها القائمون على المهرجان بصوت نور شيبة ولطفي بوشناق. أمَّا الليلة اللبنانية التي جمعت بين فارس كرم ورامي عياش، وما نتج عنها من جدل واسع بين "الزميلين" اللبنانيين لجهة الجمهور وتفاعله، ما سلط الضوء على المهرجان مجدداً، لتقصي حقيقة ما حصل بين عياش وكرم، والأسباب التي أدّت إلى هذه النتيجة، ولو أنَّ الفيديو الذي سُرِّب أو نشرته قناة الريّان المساهمة في المهرجان، يدلُّ على نجاح الليلة اللبنانية بصورة واضحة جداً، إذْ تفاعل معها الجمهور بطريقة تنم عن تماهي الناس مع الفن اللبناني. كما شهد المهرجان هذا العام حضور الفنان السعودي الشاب، ابراهيم الحكمي، الذي اختار "سكة الخليج"، بعد أن كان له حضور لبناني أعقب تخرّجه من برنامج "سوبر ستار" في السنوات السابقة. اختيار الحكمي، كان لإبراز المواهب الشابة الخليجيَّة في سوق واقف، استتبع باختيار زميلته اليمنية، بلقيس فتحي، في إطار تقوية ليلة الشباب، إن صح القول، في صوتين قديرين، تمكنّا من استقطاب جمهور الخليج المقيم والوافد إلى الدوحة.
ولم تستثنِ الدوحة، هذا العام دول المغرب العربي وأساليب الغناء المغربيَّة، فحضور الفنان الجزائري الشاب خالد أعطى مساحةً أيضاً للدخول إلى عالم أغنية "الراي"، وفق منظومة "العولمة الفنيَّة". اختيارٌ ذكيٌّ أمدَّ المهرجان بطابع عالمي غير محصور بنوع "الراي" الغنائي فقط، بل يستند على الأغنيات الفرنسية التي يجيدها الشاب خالد، واستطاع من خلالها أن يصبح عالميًا. وشارك منصور المهندي وماجد المهندس، في ليلة أخرى من المهرجان، كما حضرت أسماء المنور وزميلها الكويتي عبدلله الرويشد لليلة جامعة .
أنصاف مدني وصلاح ابن البادية وحاتم العراقي وعاصي الحلاني، اجتمعوا في ليلة مُنوَّعة بين اللبناني والعراقي، إلى أنْ أتت المفاجأة، في غناء سميرة سعيد التي تحصد نجاح ألبومها للمرَّة الأولى على المسرح، بعدما حقَّق أعلى نسبة استماع في مواقع التواصل والتطبيقات الاجتماعية، ووقف في الليلة نفسها إلى جانبها الفنان كاظم الساهر. يذكر أن المهرجان يختتم مع الفنان محمد عبده.
إقرأ أيضاً : فنانون عرب "تائبون" يعتزلون الغناء
دبي، التي كانت سبَّاقة في تاريخ إطلاق فعاليَّات مهرجانها الغنائي، تعاقدت هذا العام مع شركة "روتانا"، التي تتخذ من دبي مَقرَّاً رسميًا لها. وبنت "روتانا" سلسلة من العلاقات التسويقيَّة المرادفة لسبب الإقامة هناك، ويبدو أن "روتانا" السعودية التي تحاول الانقلاب على الأزمات الماليّة التي تُعرقِل مسيرتها، تجد فرصتها دومًا في مثل هذه المناسبات، لتدخل كشريكة من خلال مكتب تسويق الشركة في استثمار الحفلات، التي تُقام لجهة الإعلانات التجاريَّة، والعمل كمنافس رابح في فعاليات شهر التسوُّق الاماراتي، ولو على الصعيد الفنّي.
الواضح، بالطبع، كان مُجدَّداً استمالة الفنَّانة أصالة نصري من قبل "روتانا" نفسها، وتقوية علاقتها بها في دبي بداية ثم الكويت، فالمطربة السوريَّة عرفت أخيراً كيف تدوّر زوايا علاقتها المتوترة مع الشركة، والتي تعود إلى مشكلة انفصالها عنها العام 2009، وهجومها على مدير الشركة آنذاك سالم الهندي.
ويبدو أنَّ الهندي، أيضاً، قد أصبح مدركًا لحجم وجمهور أصالة في الخليج العربي، ولم يعد بإمكانه إقصاؤها عن نشاطات فنيَّة تحمل طابعًا فنيًا جامعًا، مثل المهرجانات أو الحفلات الخاصة، التي تشارك أحيانًا "روتانا" في تنفيذها. كلُّ هذا حصل، أمام غياب واضح لأحلام عن "كعكة" المهرجانات الغنائية، ولو أن أحلام تعاني منذ نهاية العام الماضي كسراً في قدمها، إلاّ أن غيابها هذا الشتاء عن موسم الحفلات المقامة في الخليج، له دلالات كثيرة على العلاقة المتوترة التي غلبت على تعاونها مع شركة "روتانا"، وهي، أي أحلام، ستستعِدُّ في القريب العاجل، لردٍّ خاص ضمن مشاركتها في عودة شركة "بلاتينوم ريكوردز"، التي تنتسب إليها إلى الأضواء، إذ تُقيم الشركة حفلاً كبيراً لها منتصف الشهر الحالي في دبي أيضاً للإعلان عن الفنانين الذين أصبحوا في عهدتها لجهة الإنتاج، ومنهم كاظم الساهر وملحم زين وربما عاصي الحلاني.
إقرأ أيضاً: فنانون عرب "تائبون" يعتزلون الغناء
إلى ذلك شكَّل مهرجان "فبراير الكويت"، تقدُّمًا واضحًا هذا العام، "روتانا" كانت شريكةً رئيسيَّة أيضاً، وقد وضعت في سلّم أولويّاتها مشاركة عددٍ من نجوم الكويت في الحدث السنوي، فكانت ليلة للفنّانة نوال الكويتيّة وزميلها عبد الله الرويشد.
أما الدوحة، التي شغلت الخليج والعالم العربي بمهرجان "سوق واقف" هذا العام، فبعد تعذّر إقامة المهرجان العام الماضي بسبب رحيل العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، استقبلت الدوحة أكثر من 14 مغنيًا هذا العام. وعمدت أيضاً إلى تسهيلات جمّة لجهة التسويق والإعلام، وذلك عبر المؤتمرات الصحافيّة التي تُشكِّل أو تنقل وجهة نظر، لما يجري أيام المهرجان.
إقرأ أيضاً : سعد لمجرد يروج للجلباب المغربي في قطر
أسماءٌ كثيرة سجَّلت حضوراً كبيراً في الدوحة هذا العام، واللافت أن إدارة المهرجان مهدّت أمام كل أنواع وأشكال الغناء العربي، في ليال امتدَّت نحو أسبوعين. فكانت البداية مع ليلة الفنان القطري، عيسى الكبيسي، والسعودي، عبادي الجوهر، بعدها حضر، علي عبد الكريم، والتونسي، صابر الرباعي. بدايةٌ مُشجِّعةٌ للأعمال الفنيَّة التونسيَّة، إذْ كان لصابر الحصَّة الأولى منها، ثم استتبعها القائمون على المهرجان بصوت نور شيبة ولطفي بوشناق. أمَّا الليلة اللبنانية التي جمعت بين فارس كرم ورامي عياش، وما نتج عنها من جدل واسع بين "الزميلين" اللبنانيين لجهة الجمهور وتفاعله، ما سلط الضوء على المهرجان مجدداً، لتقصي حقيقة ما حصل بين عياش وكرم، والأسباب التي أدّت إلى هذه النتيجة، ولو أنَّ الفيديو الذي سُرِّب أو نشرته قناة الريّان المساهمة في المهرجان، يدلُّ على نجاح الليلة اللبنانية بصورة واضحة جداً، إذْ تفاعل معها الجمهور بطريقة تنم عن تماهي الناس مع الفن اللبناني. كما شهد المهرجان هذا العام حضور الفنان السعودي الشاب، ابراهيم الحكمي، الذي اختار "سكة الخليج"، بعد أن كان له حضور لبناني أعقب تخرّجه من برنامج "سوبر ستار" في السنوات السابقة. اختيار الحكمي، كان لإبراز المواهب الشابة الخليجيَّة في سوق واقف، استتبع باختيار زميلته اليمنية، بلقيس فتحي، في إطار تقوية ليلة الشباب، إن صح القول، في صوتين قديرين، تمكنّا من استقطاب جمهور الخليج المقيم والوافد إلى الدوحة.
ولم تستثنِ الدوحة، هذا العام دول المغرب العربي وأساليب الغناء المغربيَّة، فحضور الفنان الجزائري الشاب خالد أعطى مساحةً أيضاً للدخول إلى عالم أغنية "الراي"، وفق منظومة "العولمة الفنيَّة". اختيارٌ ذكيٌّ أمدَّ المهرجان بطابع عالمي غير محصور بنوع "الراي" الغنائي فقط، بل يستند على الأغنيات الفرنسية التي يجيدها الشاب خالد، واستطاع من خلالها أن يصبح عالميًا. وشارك منصور المهندي وماجد المهندس، في ليلة أخرى من المهرجان، كما حضرت أسماء المنور وزميلها الكويتي عبدلله الرويشد لليلة جامعة .
أنصاف مدني وصلاح ابن البادية وحاتم العراقي وعاصي الحلاني، اجتمعوا في ليلة مُنوَّعة بين اللبناني والعراقي، إلى أنْ أتت المفاجأة، في غناء سميرة سعيد التي تحصد نجاح ألبومها للمرَّة الأولى على المسرح، بعدما حقَّق أعلى نسبة استماع في مواقع التواصل والتطبيقات الاجتماعية، ووقف في الليلة نفسها إلى جانبها الفنان كاظم الساهر. يذكر أن المهرجان يختتم مع الفنان محمد عبده.
إقرأ أيضاً : فنانون عرب "تائبون" يعتزلون الغناء