وصل مهجّرو الدفعة الثالثة من حي الوعر إلى مخيم الإيواء في منطقة معرة مصرين بريف إدلب، شمال سورية، بعد منتصف الليلة الماضية، قاطعين مسيرا استمر قرابة عشرين ساعة.
والتقى "العربي الجديد" عددا من المهجّرين بعد وصولهم إلى مخيم الإيواء في معرة مصرين، ومنهم أبو حسن نكدلي، الذي قال: "وصلنا إلى المخيم، وكان الأهالي في انتظارنا، واستقبالهم لنا كان جيدا ونشكرهم عليه. الآن نحن في مخيم الإيواء، هناك قسم للنساء والأطفال وآخر للرجال".
وأضاف نكدلي: "استقر بعض المهجّرين لدى فصائل من المعارضة السورية المسلحة، فهناك الكثير من عناصر الفصائل من أبناء حمص، واستقر بعضهم الآخر لدى أقارب لهم في المنطقة والقرى المحيطة، وغادروا المخيم بعد وصولهم".
ووفق المعلومات التي اطلع عليها "العربي الجديد"، فإن عدد العائلات ضمن الدفعة الثالثة التي وصلت إلى مركز الإيواء في معرة مصرين 428 عائلة، وهم 1458 شخصا، بينهم 657 رجلا ومسلحا من مقاتلي المعارضة، إضافة إلى 358 امرأة و443 طفلا.
ويستقر معظم المهجّرين القادمين من حمص ودمشق إلى إدلب عند وصولهم في مركز الإيواء بمعرة مصرين حيث يتلقون خدمات، على أن يتوزعوا لاحقا على مراكز أخرى ومخيمات، في حين يستأجر بعضهم منازل في إدلب وريفها أو يقيمون لدى أقارب لهم.
وأوضح المهجّر حسين الوعر، أنه سيبدأ بالبحث عن منزل للإيجار في معرة مصرين، مضيفا: "لا أفضّل البقاء في المخيم، ولا أفكر في مغادرة سورية".
— معاذ Moaz Alshami (@MOAZALSHAMY) ٢ أبريل، ٢٠١٧ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
ويروي المهجرون ما حدث في حي الوعر وكيف أجبرهم النظام السوري وحليفته روسيا على الخروج منه عبر الحصار والقصف والتجويع، إضافة للفرقة التي وقعت بين فصائل المعارضة السورية المسلحة في الحي.
— الجزيرة سوريا (@AJA_Syria) ٢ أبريل، ٢٠١٧ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وقال محمد الحمصي، لـ"العربي الجديد": "هربنا من الوعر ولم نتهجّر فقط، هربنا من المظلات الحربية والطيران الروسي. عشنا أكثر من سنتين محاصرين لم نحصل خلالها على ثمن كلغ طحين. هل سمعت من قبل عن الإحساس بالجوع؟ نعم لقد أحسسنا بالوجع والجوع والألم. أردت المجيء إلى إدلب. هنا أهلي وأهل الثورة، ولن أصالح النظام مهما طال عمري".
وتابع الحمصي: "وصلنا إلى هنا ولا نعلم ما هو المستقبل، وعندما كنا في الوعر لم نكن نعلم أيضا ما هو مستقبلنا، لكني أفضّل الموت خارج الحصار. لن أغادر إدلب وربما أعود للقتال في جبهة ما ضد النظام، ولكن في حال وجود خلافات بين الفصائل لن أقاتل في أي جبهة، وسأكتفي بالانتظار".
وغادرت، صباح أمس السبت، نحو 40 حافلة تحمل أكثر من 1500 شخص باتجاه محافظة إدلب، عبر طريق حمص - سلمية، ووصلت إلى مركز الإيواء في منطقة معرة مصرين، فجر اليوم الأحد.
وتأتي عمليات التهجير هذه، في إطار اتفاق توصّلت إليه "لجنة التفاوض" في الحي، مع الجانب الروسي في 12 مارس/آذار الماضي، يقضي بإجلاء جميع الراغبين بالخروج من الحي، ويقدّر عددهم بنحو 20 ألفاً، إلى مناطق إدلب وشمالي حلب، وريف حمص الشمالي.