في أزمة كورونا الحاليَّة، لا بد لنا أن ندين بالعرفان والجميل للعالِم المجري إغناز سيميلويس، إذْ كان أوّل أخصائي طبي يؤكّد على فوائد غسل اليدين وضرورته في مكافحة الفيروسات والبكتيريا، وأشار إلى أهميّة النظافة في مكافحة انتشار العدوى.
ولد إغناز سيميلويس Ignaz Semmelweis في 1 يوليو/ تمّوز عام 1818 في بودابست، إذْ كان جراحًا وطبيب توليد في الإمبراطورية النمساوية آنذاك (كانت المجر جزءًا من هذه الإمبراطورية)، حصل على درجة الدكتوراه من جامعة فيينا عام 1844.
في عام 1847 تم تعيين سيميلويس في مستشفى التوليد في فيينا، إذْ استطاع من خلال أبحاثه ونصائحه أن ينصح الأطباء والكادر الطبي العامل في المشفى بأهمية تطهير الأطباء ليديهم من أجل تقليص انتشار الأمراض المعدية.
وأعاد سيميلويس حصول الحمى لدى كثيرٍ من الأطفال في العيادات العامة إلى سوء النظافة بين الأطباء والعاملين في المشافي، وحاول وضع لوائح توضّح كيفية تطبيق معايير النظافة. وأطلق عليه في ما بعد لقب "مُخلّص الأمهات"، وذلك لدوره في تفادي الكثير من الأمراض، كما ذكرت صحيفة Die Welt الألمانيَّة.
بين عامي 1847 و1848، عمل سيميلويس على ورقة بحثية طبية توضّح بالدلائل القاطعة دور النظافة في تخفيف العدوى. وتعتبر هذه الدراسة من أولى المحاولات لربط التجربة العلمية بالمعرفة الطبية. إذْ قام من خلال الأدلة التجريبيَّة بالتحقق المنهجي من الفرضيات العلميَّة. تعرّض "مخلّص الأمهات" إلى الكثير من التشكيك من قبل زملائه الأطباء، الذين وصفوه بأنّه "مضارب"، ودعمه قليل من الأطباء. آنذاك، كان يُنظَر إلى النظافة على أنها مضيعة للوقت، ولم تكن نظرية النظافة متوافقة مع الكثير من النظريات الطبية حول أسباب الأمراض، التي كانت منتشرة في ذلك الوقت.