من فلسطين: شكراً للجزائر

01 يوليو 2014
الجماهير الفلسطينية في رام الله تتفاعل مع أداء الجزائر(getty)
+ الخط -

 

خفقت القلوب هنا في فلسطين، وانهمرت دموع الكبرياء لمنتخب شرّف نفسه والعرب في كأس العال،٬ ليعلن للجميع أن العربي اليوم في زمن جدي،٬ وما زال العهد مقطوعاً بأن تحيا الجزائر، فما قدموه يكفي بأن يرفع الفلسطينيين القبعات شرفاً واحتراماً لمحاربي الصحراء.

مشهد اختلطت فيه المشاعر برائحة قنابل الغاز المسيل للدموع، التي يطلقها المحتل على سكان الخليل الذين كانت قلوبهم مع الأخضر الجزائري، في مباراة وصفها الجميع بأنها ندية تليق بكل عرب،٬ وليس الجزائري فحسب.
يقول بلال العجالين، من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحاصرة، إن قلوبهم كانت بكل فخر مع محاربي الصحراء، رغم أن قنابل الصوت والغاز، وهجمات المحتل على مدينتهم نغصت متعة مشاهدة العرب الجدد، وهم يبدعون في قلب البرازيل ويقهرون الألمان "الجزائر لم تخسر، الجزائر ربحت قلوب الملايين"، يضيف بلال وكأن شيئاً من الحزن الممزوج بالفخر يداهم صوته خلال حديثه مع "العربي الجديد".

"العزة والفخر" مشاعر طغت على قلوب الفلسطينيين الذين تابعوا المباراة حتى الرمق الأخير، واخترقت أصواتهم عنان السماء حين سجلت الجزائر هدف الشرف وكأنه هدف بطعم الفوز. العربي الجديد تابع ردود أفعال الشارع الفلسطيني حول المباراة المشرفة، ورصد دموعاً تنهمر هنا وهناك، وأصواتاً أخرى تقول: شكراص للجزائر.

رنا المشني، ليست مشجعة رياضية، لكن دفعتها عروبتها لمشاهدة محاربي الصحراء، وهم يقفون بندية في وجه الماكينات الألمانية، تقول: "كنت أتمنى الفوز ليفرح الشارع الفلسطيني أكثر، لكنهم شرفونا بأداء سيتذكره كل العرب، وسيسجله التاريخ".

بينما قال علاء حماد: "لم نفقد الأمل حتى اللحظات الأخيرة، فعلاً... كان هدف الشرف حليفهم، بالعربي .. عذبوا الألمان ورفعوا رؤوس قاطبة العرب. الجزائر لم تلعب باسمها بل لعبت باسم الوطن العربي أجمع".

بعض الجماهير الفلسطينية لامت حكم المباراة الذي لم ينصف على حد تعبيرها منتخب العرب، فيما عبر آخرون بأن الحظ لم يكن حليفهم، رغم أنهم كانوا قريبين جداً، فيما بقيت الأيادي تلوح بعلم الجزائر جنباً إلى جنب مع علم فلسطين كتعبير عن شكر الفلسطينيين للجزائر على هذا التشريف.

من جهته، قال المشجع إيهاب شقيرات: "دمي جداً محروق على الجزائر، لأنها كانت أقرب، لكن .. كل الاحترام لمحاربي الصحراء، لعبهم كان مميزاً جداً ورائعاً"، ويضيف "الجزائر وفلسطين توأم، وأهم شيء هنا ما حققه من وحدة للعرب"..

حنين يوسف تقول للعربي الجديد إنها لا تتابع المباريات عادة، ولا تثير اهتمامها، لكن مباراة الجزائر تلك كانت مختلفة جداً، دفعتها لمتابعتها بأعصاب مشدودة، لعب "الخضر" لم يكن طبيعياً، بل كان ممتعا جداً. وتضيف: "كنت أنتظر منها الفوز في تلك اللحظات، الجزائر لعبت باحتراف، ومثلت العرب أحسن تمثيل. هي لم تخسر بل ربحت، ينتابني شيء من الحزن على تلك الخسار، لكن شكراً للجزائر".

بطريقة أخرى عبر يوسف خضر عن مشاعره بطريقة مختلفة، وقال: "الجزائر حاضرة فينا، تماماً كفلسطين. لقد قدموا مليون شهيد، ونحن ما زلنا نقدم المزيد من الشهداء أمام الاحتلال الإسرائيلي، المشاعر الفلسطينية تختلف عن مشاعر باقي العرب، ربما لأننا نعتبر الجزائر بلدنا الثاني".

الجماهير الفلسطينية فخورة بأداء جزائر العرب، وتجاهلت بشكل كبير خسارتهم في مونديال العالم، وأخذت تتغنى بأمجادهم وقتالهم في المباراة التي رفعت رؤوس الجميع، وستعود بعد دقائق من النسيان لمتابعة جرائم وهجمات المحتلين على الضفة والقطاع، وتجرّع الألم.

المساهمون