من حول وجهة رونالدينيو من"مانشستر" إلى "برشلونة" باللحظات الأخيرة؟

22 مارس 2015
+ الخط -

في تاريخ 21 مارس/آذار 1980 ولد لاعب برازيلي كان وما زال يسمى الساحر الذي تغلب على صانعي السحر؛ لأنه ساحر من الدرجة الاحترافية، وليس قابلا للتقليد.

ذلك الساحر ولد في مدينة بورتو أليجري البرازيلية تحت اسم رونالدو دي أسيس موريرا، ولكنه مشهور باسم "رونالدينيو"؛ نعم لا أحد يتذكر المتعة من دون أن يضع رونالدينيو في القائمة؛ واحد ممن جعلوا عشاق الساحرة المستديرة أكثر متعة.

قد يكون ظهور رونالدينيو الحقيقي في عام 1999، عندما حقق كوبا أميركا مع البرازيل في الباراجواي ووصيف كأس القارات في المكسيك، إلا إنه في عام 2001 عندما قرر الانطلاق في أوروبا عن طريق أبواب باريس سان جيرمان الفرنسي؛ قادما من جريميو البرازيلي مقابل خمسة ملايين يورو.

هنالك في فرنسا رونالدينيو قرر الرحيل ومغادرة بلاده؛ من أجل الاستعداد والتطور على المستوى التكتيكي والبدني؛ وكل ذلك من أجل التأكيد على أحقيته للعب مع منتخب البرازيل في كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان تحت قيادة المدرب البرازيلي فيليب سكولاري.

رونالدينيو صاحب الرقم 21 يستمتع باللعب إلى جانب واحد من أمهر لاعبي كرة القدم على مر التاريخ النيجيري أوكوتشا، كان يرقص معه في الملعب كما لو أنه مسرح، كما لو أن حديقة الأمراء كانت مسرحا للاستعراض الفني وليس للعب كرة القدم.

رونالدينيو مع باريس سان جيرمان لعب موسم 2002/2001 و2003/2002 في جميع البطولات، لعب 86 مباراة وسجل 25 هدفا وصنع 18 هدفا، وحقق كأس إنترتوتو في عام 2001 الكأس المعتمدة سابقا من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.

على أي حال موسم رونالدينيو الأول مع باريس سان جيرمان أحدث له نقله نوعية كبيرة، وحقق له ما أراد من أجل اللعب في كأس العالم مع البرازيل، وأعلن عن نفسه في تلك البطولة وتحديدا في الدور 16 أمام إنجلترا، عندما سجل هدف البرازيل الثاني، والفوز عن طريق ضربة حربة ساقطة من فوق الحارس الإنجليزي الخبير ديفيد سيمان، واصل على ذلك الأداء الخيالي إلى جانب ريفالدو ورونالدو، وحققوا معا كأس العالم الخامسة للبرازيل، وهنا انهالت عليه العروض.

رونالدينيو بالاتفاق مع إدارة باريس سان جيرمان قرر البقاء موسما آخر، ومن ثم وعدته الإدارة بالتخلي عنه في حالة الحصول على عرض مرض للطرفين، ولم يرفض ذلك رونالدينيو، بل كان يرى أنه يريد إثبات نفسه أكثر على المستوى الفردي، قبل الانتقال إلى ناد كبير في أوروبا.

في صيف 2003 بدأت المعركة الحقيقية، ثلاثة أندية من أقوى 3 بطولات في أوروبا أعلنت عن رغبتها من أجل التعاقد مع رونالدينيو؛ الإنتر من إيطاليا مع هيكتر كوبر، برشلونة من إسبانيا مع فرانك ريكارد، مانشستر يونايتد من إنجلترا مع السير أليكس فيرجسون.

الأول هيكتر كوبر دخل بقوة، وطلب من موراتي التعاقد مع رونالدينيو؛ من أجل التقدم خطوة كبيرة للأمام، وهنا بدأت الصحافة الإيطالية تتحدث عن ظاهرة أخرى، بدلا من رونالدينيو في الإنتر، وتعود بي الذاكرة عندما قامت بعض الجماهير بتركيب رقم 10 باسم رونالدينيو على قميص الإنتر، ولكن مع مرور الوقت لم تسر المفاوضات بشكل إيجابي، بسبب إصرار رونالدينيو على البنود الشخصية، وأيضا الفارق بين العرض والطلب بين الناديين، فانسحب الإنتر.

أصبح الطريق مفتوحا فقط بين ناديي برشلونة ومانشستر يونايتد اللذين أعلنا صراحة من دون أي تردد رغبتهم في التعاقد مع رونالدينيو، مع التذكير بأن الأفضلية كانت لمصلحة مانشستر يونايتد بسبب رغبة فيرجسون الكبيرة فيه وتردد برشلونة في أخذ الخطوة الكبيرة للتعاقد معه.

ولكن في نفس الوقت كان خوان لابورتا رجل الأعمال الكتالوني قد رشح نفسه في الانتخابات من أجل رئاسة برشلونة، وأثناء حملته أكد أنه يريد التعاقد مع ديفيد بيكام، وليس رونالدينيو؛ ولهذا السبب كان رونالدينيو قريبا إلى مانشستر يونايتد، ولكن ديفيد بيكام فضل الذهاب إلى الجانب الآخر من إسبانيا، ريال مدريد؛ وهنا تغير كل شيء.

نائب رئيس برشلونة هو ساندرو روسيل؛ وهو صديق حميم لرونالدينيو منذ تلك اللحظة تغير كل شيء في أحداث هذه الصفقة المثيرة، رونالدينيو كان بالفعل قد وضع القلم على الورق، ولكنه اكتشف لوهله أن القلم ليس فيه حبر.

يقول الساحر رونالدينيو: لقد كنت قريبا جدا من مانشستر يونايتد، لم يتبق سوى بعض التفاصيل البسيطة لتوقيع العقد، ولكن فجأة اتصل بي صديقي ساندرو روسيل، وأكد لي أن حملته الانتخابية مع لابورتا أصبحت قريبة للفوز.

رونالدينهو أضاف أيضا، وقال "لقد أردت منذ البداية الذهاب إلى هنالك؛ لأنني أردت أن أتبع مسار ممن أحببتهم كلاعبي كرة قدم، أردت أن أكون مثل روماريو ورونالدو وريفالدو، لقد كنت محظوظا بما فيه الكفاية للذهاب إلى برشلونة.

رونالدينيو سحب نفسه من المفاوضات مع مانشستر يونايتد، وفضل الانتقال إلى برشلونة مقابل 30 مليون يورو، تحت قيادة مدرب شاب آنذاك مثل فرانك ريكارد، وكان أكبر ندم لفيرجسون لعدم فوزه في تلك الصفقة؛ لأن رونالدينيو حقق جائزة أفضل لاعب في العالم عام 2004، وأيضا أحدث نقطة تحول كبيرة في تاريخ برشلونة، وأصبح الفريق تحت قيادة رونالدينيو واحدا من أمتع وأصعب فرق أوروبا والعالم، وأبرز مثال فوزه مرتين في جائزة أفضل لاعب في العالم، وأيضا تحقيقه دوري أبطال أوروبا عام 2006 ضد الأرسنال بنتيجة 1-2.

على الرغم من انزعاج فيرجسون بسبب خسارته رونالدينيو وبيكام في نفس الميركاتو، إلا أن مباراة مانشستر يونايتد الودية ضد سبورتنج لشبونة البرتغالي، جعلته يكتشف موهبة كبيرة في كرة القدم؛ ألا وهو كريستيانو رونالدو الذي خفف عليه بعض الألم من خسارة صفقة رونالدينيو.

في النهاية، حدث ما حدث؛ وهذه هي قصة رونالدينيو الجميلة التي كانت واحدة من أجمل قصص الميركاتو في العقد الأول من القرن 21.

لمتابعة الكاتب ..https://twitter.com/SULTANO_91

المساهمون