من جيل إلى جيل

30 اغسطس 2018
يشاركان بفعالية (حسين بيضون)
+ الخط -
كثيرة هي القضايا في لبنان. بعضها زائل لا يستمر أكثر من أيام قليلة خصوصاً في عصر التواصل الاجتماعي، وحملات التضامن والمناصرة والدعم الإلكترونية. الأجيال الجديدة تبتعد أكثر فأكثر عن الشأن العام، وتتصل بعوالمها الخاصة المرتكزة على الذات، أو على النشاطات السطحية التي تلهيهم بتقليد المشاهير في ميادين لا تمسّ القضايا الأساسية بشيء غالباً.

لكنّ قضية مثل قضية المخطوفين في لبنان، ما زالت على حالها من الزخم، بالرغم من مرور عقود على حوادث الخطف، إذ إنّ كثيراً منها وقع في حرب السنتين (1975- 1976). وهو زخم، يستمر مع أجيال تنادي بالكشف عن مصير خالٍ أو عمّ أو أبٍ أو جدٍّ.

الطفلان في الصورة شاركا مع أطفال آخرين في تحرك أخير لـ"لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان". لم تكن مشاركة الأطفال اسمية، بل كتبوا الخواطر لأقاربهم المختفين، ووزعوا الورود والبيانات على السائقين، ولم يتأخروا عن التحدث إلى الصحافة عن قضيتهم.

أمهات وجدّات القضية يخبرن الأولاد والأحفاد عنها، ويشركونهم في كلّ تحرك، وكثيرات منهن أطلقن أسماء الخال والجدّ المخطوف على الأبناء.




رُبى لا تعرف جدها المخطوف عاطف، لكنّها تتمنى أن يصل أيّ خبر عنه، حتى لو كان ميتاً، لعلّ العائلة تكرمه بدفنه.

منتهى تعرف عن جدّها المخطوف حسين أنّه كان رجلاً طيباً، وتعرف أنّ والدها تعذب كثيراً وهو ينتظره. تحلم أن يعود لتركض إلى حضنه وتعرّفه بنفسها.