من الوفاق إلى الأهلي.."خطوات قليلة" للطريق نحو المجد

29 سبتمبر 2014
الأهلي ووفاق سطيف تأهلا إلى النهائي وينتظران التتويج
+ الخط -

 سجل وفاق سطيف والأهلي إنجازا عربيا جديدا في الملاعب الأفريقية، وفاق سطيف تأهل إلى نهائي دوري الأبطال، والأهلي في طريقه إلى تحقيق كأس الاتحاد الأفريقي للمرة الأولى في تاريخه، مما يجعلنا نستشعر موعدا تاريخيا لقمة جزائرية - مصرية في كأس السوبر للقارة السمراء، وذلك بعد وصول الثنائي إلى المباراة النهائية في أهم بطولتين للاتحاد الأفريقي لكرة القدم.

وبعيداً عن الانتماء والتشجيع، قدم الفريقان أداء تكتيكيا مميزا، وحققا الهدف الأسمى، مع وجود بعض الملاحظات الفنية، التي مكنت كلا المدربين من إسعاد الجماهير العريضة في الجزائر ومصر.


شجاعة جزائرية
وصل وفاق سطيف إلى النهائي من الباب الكبير، ومن قلب ملعب "مازيمبي" الرهيب، الذي اعتاد، على أرضيته وتحت أنظار جماهيره، سحق خصومه، لكن أبطال الكرة الجزائرية قدموا ملحمة رياضية في كل شيء، كما أكد مدربهم، خير الدين ماضوي، قبل المواجهة. ولعب فريق سطيف بتنوع تكتيكي كبير للغاية، لينجح في تسجيل هدفين، بعد استغلال أكبر نقاط ضعف مازيمبي، ونعني بذلك الأطراف.

يعاني الفريق الكونجولي كثيراً من التقدم المبالغ فيه لظهيريه، وبالتالي توجد مساحات شاسعة بين الظهير والجناح في طريقة لعب الفريق، لذلك استغل بطل الجزائر هذه السلبية خير استغلال طوال المباراة، باللعب بخطة تعتبر مزيجا بين 4-3-3 في حالات الهجوم، و4-5-1 في حالات الدفاع، للحد من خطورة مازيمبي الهجومية، ومحاولة ضربهم بالمرتدات عن طريق أسفل الأجنحة أو ما يعرف بالـ (Down Flanks) في الوقت ذاته.

أغلق "الوفاق" خط وسطه بتواجد ثلاثي قوي في الضغط وقطع الكرات، لكنه في النهاية استقبل ثلاثة أهداف بسبب ضغط مازيمبي المستمر، الذي اجبر الفريق العربي على العودة كثيراً إلى الخلف، لكن الحلّ جاء عبر الانطلاقات السريعة، والتوفيق الكبير للاعبي الخط الهجومي، وذلك بإحراز هدفين بالطريقة نفسها تقريباً، كرة من الطرف، ولعبة خلف حارس المرمى.

يمتاز الثنائي عبد الملك زياية وبلعميري، بقدرة واضحة على الجمع بين مركزي الجناح والهداف القادر على هز الشباك داخل الملعب، مما سمح للمدير الفني بوضع أكبر عدد ممكن من اللاعبين في الوسط والدفاع، والاعتماد على قوة انطلاقات زياية وبلعميري، فسجل الأول هدفاً رائعاً، وقدم الثاني أداء لا بأس به، حتى وصل سطيف إلى نصف المجد، بالصعود إلى النهائي الكبير، في انتظار إنجاز أعظم.

الأهلي قلعة التاريخ
يغيب من يغيب عن الأهلي، ويبقى النادي الأحمر في القمة على طول الخط، ويستمر النسر في التحليق، ليضع النادي في قلب الأحداث، سواء في دوري الأبطال أو كأس الاتحاد. وبالفوز على القطن الكاميروني ذهاباً وإياباً، استحق الشياطين الحمر الوصول إلى النهائي الكبير لأول مرة في تاريخه خلال هذه البطولة، التي تعتبر جديدة نوعاً ما بالنسبة إلى الفريق القاهري.

الاسم الجديد في دائرة الضوء الأهلاوية، خوان كارلوس جاريدو، الإسباني الشاب، الذي تنتظره قلعة الجزيرة بفارغ الصبر، يعتبر أحد المدربين الذين لم يحققوا بطولات كبيرة في تاريخهم الكروي القصير، لكنه صاحب أسلوب كروي خاص به، وطريقة أداء ممتعة غير متكررة، إنه الرجل الذي أضاف لفياريال رونقا مختلفا، ولعب باستراتيجية هجومية، ما زالت حاضرة داخل قلعة المدريجال حتى الآن.

ولعب جاريدو مع الأهلي أمام القطن بطريقة أقرب إلى "شجرة عيد الميلاد"، 4-3-2-1، بوجود أحمد خيري، كارتكاز دفاعي خلف الثنائي، تريزيجيه وحسام غالي، بينما يوجد في الأمام كلٌّ من وليد سليمان، موسى يدان، وعمرو جمال في الهجوم. واستخدم جاريدو وليد سليمان وموسى يدان بشكل مميز. يبدأ الثنائي المباراة على الأطراف، لكنهما يتحولان إلى الوسط أثناء الهجوم من أجل بناء الهجمة والتصرف بالكرة، مع إعطاء الفرصة للأظهرة من أجل التقدم.

يبقى تراجع مستوى غالي هو العنصر الذي يقلق المدرب الإسباني كثيراً، وفي حالة وجود لاعب وسط أقوى، يستطيع المدرب اللعب بأحمد خيري بجوار لاعب آخر، وإضافة لاعب آخر إلى الوسط الهجومي كمهاجم متأخر خلف عمرو جمال، من أجل تحويل طريقة اللعب إلى 4-2-2-2 الأقرب إلى ستايل السامبا البرازيلية.

في النهاية، استحق الأهلي الوصول إلى النهائي، وبكل تأكيد حقق وفاق سطيف نجاحا غير عادي، لكن ما زالت هناك "معركة نهائية" لن تكون سهلة البتة على الطرفين، في طريق تحقيق العلامة العربية الأفريقية الكاملة والوصول الى المجد كاملاً.

المساهمون