من الذي أيقظني من الماء؟

19 مارس 2018
+ الخط -
(1)
وجهُكَ،
الذي يَنوءُ بالشَجرِ والنَهارِ
يَصعدُ بي قَمراً شَفيفاً
فَتغادرُني الروحُ كَطائرٍ وحيدٍ
في عُنقِ الفَجر.

(2)
بِعفويةٍ سَتحيا،
في نَسيجِ السَحابْ.
سَتكونُ للمطرِ طَيفاً
للحُلمِ أصابعَ..
للخُزامى ذَاكرةَ العبق
ولتُثمر فيَّ!

(3)
جُغرافية اللغُز،
تُدركُ أنَّ الحياةَ حيثُ نَحنْ.
اقطفْ مني قُبلةَ البَحر،
للموجِ شَكلُ يديكَ ولونكَ
يُلامسُني، فَينثني قَلبي.
جُغرافية الحسْ،
هل تُدركُ أنَّ الموتَ حيثُ أنت؟

(4)
لأنكَ موعِدُ الدَهشةِ،
لكأني وحيدةٌ في مَوسِمكَ الآتي
أغفو نَجمةً على جلدكَ.

(5)
أنقذني..
عَصافيري تُمارسُ هجرةَ البوح
صدأتْ أجنحتُها في مرايا البرقْ
مُثقلةً، بِجُثثِ الغيم.
أيُّ فضاءٍ يصلحُ لأن يُوارينا
وصيحةُ الدمِ تُمزقُ جوفَ الأرض!

(6)
عَيناك،
تطمئنُ إلى جُروحي
أتهيأ لدفني في العَمى،
كَي تستردكَ من بُكائي.

(7)
سَتمكثُ فيَّ،
إلى أن يغيبَ الوقتُ والمكان.
ننزلقُ من بينِ أصابعِ الضوء
نَجمينْ مُجنحين، ينهضَان
من تَفسخ الكون.

(8)
وأحسَبُكَ خُرافةً،
تتلألأ دُموعكَ على أهدابي
بصَماتُك تنمو على جَسدي
غَاباتُك تتوسعُ فيَّ حدَ التشابُك.

(9)
أواصرُ الوردِ بيننا،
تياراتُ الضوءِ تجرفُ ملامحنا
من حُلمٍ لحُلمٍ وحتى أقصانا..
كعطرٍ شاردٍ تُلاحقهُ الفراشات.
مَسستُكَ تَجلياً..
عبرَ صخبِ الإشراقاتْ
اكتفيتُ بكَ معنى وانعتاقاً.

(10)
حَدائقكَ في دَمي،
تتَفتحُ جُرحاً/ وردةً بعد أخرى
بذرتُ الروحَ في جَسدك
مُرصعةً بِطفولتكَ الحزينة.
تخدشُ الريحُ تَعويذةَ عينيكَ
فَتنزفُني قصائدَ.

(11)
قلبُكَ نَهر،
تَتدفقُ فيهِ الزهورُ والنُجوم.
تُحيي عُزلة الظِلال،
بماءِ موسيقاك..
تُلقنُ النبضَ انبعاثَ اسمكَ
من خَرابِ الشَمس!

(12)
أصابعُكَ،
أسرابُ عصافيرٍ قُزحيةٍ
تَنطلقُ فيَّ، تَرسم الأبد
وتَنحتُ ملامحي فيك.
أتلمسُ رائحتكَ في دَمي،
فأنجَبُ ألفَ قمرٍ مُغمسٍ بالربيع
يَحملونَ وجهكَ.

(13)
مَخملي الهَمس،
تَفتّقَ صدرهُ عن السَماء
يُدوي بالبهجةِ السَاطعة.
وإذ يُفلتُ الكونُ من مَعاييرهِ،
يَتموجُ فينا الغناء شاهقاً.

(14)
طابعهُ السُمو،
حافلٌ بالطفولةِ والنقاء اللانهائي
كَشجرةٍ ضاربةٍ جُذوري في وجودهِ
وينتشرُ نسغاً مُضيئاً في انكساري.
يَغدو انتماء، ترياقاً.

(15)
صَغيري،
قُل لَهم: هُنا تَعبي.
وسَنبكي أشلاءَ الغَسق
تُلملمُها كَف المدى.
أعودُ من حَرائقي،
من صَحوك البعيد..
أرممُ وجهي بوردِ وجهكَ،
أخلعُ عنكَ شُحوبَ العالم
ألقاكَ احتفالاً بالبراءةِ والأساطير
إذ ذاك، نَستيقظْ ويكونُ البدء.
دلالات
73659ADD-FAF3-4534-917E-15B33C80F7B2
غاردينيا الحسين

خريجة أدب إنكليزي قسم الترجمة - جامعة قطر، شاعرة سورية تهوى الرسم والتصوير، مقيمة حالياً في ألمانيا.

مدونات أخرى