من أجمل الليالي

19 يونيو 2015
عانقت أمي وقبلتها (Getty)
+ الخط -
أنا من عشاق السينما، أذهب كل أسبوع تقريبا لمشاهدة أفلام الإثارة والرعب. وحدث ذات يوم أن قصدت السينما مع ثلة من أصدقائي، علّنا نروّح عن أنفسنا وننسى متاعب الدراسة.

دخلنا إلى قاعة واسعة وجلسنا في مقاعد مريحة، وما هي إلا دقائق حتى انطفأت الأضواء وبدأ الفيلم، لقد شدني كثيرا موضوعه، الذي يحدثنا عن قصة فتاة اسمها "كوين براينور" فقدت أمها منذ عام ونصف، وعقدت العزم على زيارة مشعوذة تلقب بـ"أليز" وهي لا تعلم أنها توقفت عن العمل. ورغم تحذيرات المشعوذة إلا أن الفتاة أصرت على موقفها في البحث عن والدتها، كلفها ذلك ما كلفها. وتعرضت الفتاة إلى مواقف صعبة، ولكن إصرارها وحبها لوالدتها كان أقوى من كل التحديات.


عدت إلى المنزل وأنا أسترجع مشاهد الفيلم وتطوراته، وفجأة تذكرت أنني قمت بتصرف أغضب والدتي قبل نومها، وقارنت بين موقف "كوين" وموقفي، بين فتاة تحدّت كل المصاعب من أجل البحث عن والدتها، وبين فتاة أخرى (طبعا أنا) أغضبت والدتها، وذهبت لتنام في راحة بال.

شعرت بضميري يوبخني كثيرا ويدفعني إلى القيام بخطوة إيجابية، فنهضت مسرعة من فراشي واتجهت إلى غرفة النوم، حيث وجدت والدتي تستعد للنوم، فعانقتها، وأخذت أمسح على شعرها وأقبل يديها، فابتسمت وأخذتني تحت ذراعيها وهي تربت على كتفي، ونمت ليلة من أجمل الليالي في حياتي.

شكرا "كوين"، تعلمت منك درسا لن أنساه، وعرفت مجددا قيمة الأم ومكانتها في حياة أبنائها، وأدركت إحساس اليتيم الذي يبكي فقدان أمه، لأن الأم كنز لا يعرف قيمته إلا من فقده، وحتى إن أخطأ أحدنا في حقها فليس من العيب أن يشعر بالندم ويبدي الطاعة لها، طمعا في الفوز برضاها.

*13 سنة (تونس)
المساهمون