تعتبر اللبنانية إليسا من أبرز نجمات الغناء في العالم العربي، وكرسها الجمهور "فنانة الرومانسية"، وأصبح يلازمها لقب "ملكة الإحساس"، ويشيد الكثير من محبيها بخياراتها الذكية التي تميز ها بين نجمات ربما يتفوقن عليها لناحية المساحات الصوتية.
قبل أن تصبح إليسا نجمة، كانت منذ أوائل عقد تسعينيات القرن الماضي، تطرق الباب لكي يتعرف النقاد والجمهور إلى صوتها. كان ذلك أول مرة في مشاركتها ببرنامج "ستوديو الفن" عام 1992، وفازت حينها بالميدالية الفضية عن فئة الأغنية الشعبية الشبابية، كما شاركت قبل احترافها الغناء في عدة أعمال مسرحية.
ورغم أنّ إليسا التزمت باللون الواحد في غنائها، إلا أنها لطالما أتقنت اختيار الكلمات والألحان التي تبقى عالقة في البال، لتميزها بالسهل الممتنع.
أصدرت أخيراً أغنيتها "صاحبة راي" وهي من ألبومها الذي سيصدر قريباً. وقبل صدور الأغنية قالت في حسابها على "إنستغرام" "أول مسيرتي كانت صعبة بسبب الانتقادات، بس تخطيت كل شي بقوة ولأنو أبويا علّمني ما خافش ودايماً أواجه قدري. اليوم عم بحتفل بعشرين سنة نجاح الحمد لله وضميري مرتاح. ليش؟ لأنو بدل ما كون ضحية، قرّرت كون صاحبة رأي".
وكأن إليسا أرادت أن تعلن أنها ليست فقط فنانة الحب، بل هي تعتز بآرائها السياسية والاجتماعية ووجهات نظرها التي تشارك بها الجمهور، عبر حسابها على "تويتر"، وأنها قطعت كثيراً من المراحل في حياتها لتصل إلى أن تكون "صاحبة رأي".
وفيما يلي نستعرض أبرز الأغاني أو المحطات التي كانت من أسباب صعود نجم إليسا:
"بدي دوب"
في العام 1998، أصدرت إليسا ألبوم "بدي دوب"، وصوّرت الأغنية على طريقة الفيديو كليب، وكانت في بداية تلك الفترة تصنف ضمن مغنيات الإغراء اللاتي سيطرن على الساحة.
صوّرت إليسا الكليب وظهرت وهي ترتدي الشراشف، وأثار الكليب ضجة كبيرة، وحقق لها انتشاراً واسعاً، في أولى خطواتها نحو سلم النجومية، ولتبدأ في تعديل صورتها التي كرستها " فنانة شرشف" ورمزاً للإغراء، إلى فنانة الرومانسية والحب.
"أجمل إحساس"
من أبرز المحطات التي لا يمكن تجاهلها في مسيرة إليسا، أغنية وفيديو كليب "أجمل إحساس" من ألبوم "عايشالك" الذي صدر عام 2002، والتي صورتها إليسا عام 2003 مع المخرج سليم الترك.
جمع الكليب الذي تضمن مشاهد رومانسية إليسا وأحد الموديلات، وحقق نجاحاً كبيراً وانتشاراً واسعاً.
"والعطر عنده وفا اكثر من صحابه"
استمر صعود نجم إليسا مع السنوات، وتميزت خياراتها في في تلك الفترة بالعذوبة والإتقان، فكانت أغنية وفيديو كليب "حبك وجع" من ألبوم "أحلى دنيا"، وهو من الأعمال التي زادت من بريق النجمة اللبنانية، والذي تعاونت فيه مرة أخرى مع سليم الترك، عام 2005، وظهرت فيه أماً لطفلة رضيع، وما ميز الأغنية مقطع "والعطر عنده وفا أكثر من صحابه" لتصبح هذه الجملة كليشيه متداولاً.
"بتمون"
عام 2007 جاءت أغنية "بتمون"، من ألبوم "أيامي بيك" صورتها فيديو كليب في 2008.
الأغنية من كلمات وألحان مروان خوري الذي يشكل تعاونه دائماً مع إليسا حالة خاصة بنجاح لافت، فقد حققت الأغنية رواجاً، وتعتبر ضمن الأغاني الأكثر مشاهدة لإليسا على "يوتيوب".
"أواخر الشتا"
أيضاً من ألبوم " أيامي بيك" يمكن اعتبار أغنية " أواخر الشتا" ضمن أكثر أغاني إليسا نجاحاً وانتشاراً. وعند اختيار قائمة بأفضل أغانيها، لا يمكن إغفال هذه الأغنية التي رافقها فيديو كليب بتوقيع وليد ناصيف.
"مصدومة بجد ومش بنطق"
ألبوم "تصدق بمين" واصل دفع إليسا إلى قمتها، وقد صدر أواخر 2009 وتضمن أغاني قوية الأثر ومنها "عبالي حبيبي" والتي صورتها على طريقة الفيديو كليب، وظهرت فيها وهي ترتدي ثوب الزفاف، وكانت أغنية الموسم لحفلات الأعراس.
ومن ضمن الألبوم كانت أغنية "مصدومة" ذات المضمون المختلف لناحية الكلمات، وأصبحت جملة "مصدومة بجد ومش بنطق" لازمة متداولة.
وحقق الألبوم نجاحاً تجارياً كبيراً، حيث أعلنت شركة "روتانا"، بعد أسبوع من إصداره، بيع 750 ألف نسخة، ليكون الألبوم الأكثر مبيعاً في تاريخ بيع الأسطونات في العالم العربي في أسبوع.
"يا مرايتي"
صدرت أغنية "يا مرايتي" ضمن ألبوم "حالة حب" عام 2014. وساهم الفيديو كليب الذي صورته المخرجة إنجي جمال، بعمل نقلة نوعية في طريقة تصوير أعمال إليسا.
تخلّت الفنانة اللبنانية هنا عن ثوب المرأة الرومانسية والعالقة في الحب، إلى امرأة معنفة وأم لولدين مراهقين، موصلة من خلال الفيديو كليب رسالة للنساء المعنفات في العالم العربي ودعوة لرفض الظلم.
"عكس اللي شايفينها"
مع مرور السنوات، طاولت بعض أعمال إليسا الرتابة والتكرار، لكن كانت تعرف بذكاء كيف تختار أغنية أو تصور "فيديو كليب" يحقق للألبوم دفعة قوية، كما حصل مع أغنية "عكس اللي شايفينها"، والذي تعاونت فيه مع المخرجة إنجي جمال، مستوحية حياة الراقصة اللبنانية داني بسترس التي انتحرت.
"إلى كل اللي بيحبوني"
يعتبر ألبوم إليسا "إلى كل اللي بيحبوني" الذي صدر في منتصف 2018 حالة خاصة، إذ أعلنت عن صدوره عقب إصابتها بسرطان الثدي.
تضمن العمل مشاهد خلال تلقيها العلاج، وشارك فيه أصدقاؤها، مع تسجيلات صوتية على "واتساب" بينها وبين المخرجة إنجي جمال، وهي تحكي لها عن إحساسها عندما علمت بإصابتها بالمرض الذي أعلنت لاحقاً شفاءها منه.