منير الشعراني: أبعاد جديدة للخط العربي

23 ابريل 2015
من أعمال الفنان
+ الخط -

تتجاوز لوحاته الخط العربي التقليدي الشائع، لتعطي كثافة في المشهد البصري. تتكور الأحرف والخطوط على نفسها بطريقة حميميّة تخلق مشهداً متراصاً يدمج بين الفراغ والكتلة، بأبعاد متناسقة وفق مساحة مكتملة، مكتفية بذاتها.

تلك لمحة عن أعمال الفنان والخطاط السوري منير الشعراني، المعروضة حتى 16 أيار/ مايو المقبل في غاليري "آرت سبيت" في دبي.

يضم المعرض عشر لوحات بأحجام مختلفة، يتراوح مضمونها بين الخط الكوفي وخط الجلي الديواني وخط الثلث. ويظهر في بعضها الخط العربي بشكله المجرد، وفي بعضها الآخر جمل ذات إسقاطات صوفية وفلسفية مثل "لا شيء منتهٍ، كلُّ شيء لكي يُقال، كل شيء لكي يُفعَل"؛ أعمال منجزة بدقة وتقنية عالية، تتخذ، باستخدام الفنان الخط الكوفي النيسابوري فيها، شكل خط مستقيم متباين الأطوال العامودية.

في لوحة "من صفات الرجال"، نشاهد متاهة مينيمالية متناهية في الصغر، مربعة الشكل، ذات منظور هندسي يعتمد على الاتجاهين العامودي والأفقي، أعطى الشعراني حرفها وزناً وحجماً، بأحبار متعددة، وخلفيات متباينة الألوان مع المحتوى الداخلي؛ كي يشعر المشاهد بالتكرار والتدرج في بنية اللوحة، مع التنوع والاستمرارية في زوايا الحروف وانتظامها.

نجح الشعراني في توظيف الأشكال التجريدية والجمالية للخط العربي، والخروج بلوحات فنية معاصرة، مشغولة بتراكم زمني وبصري، وقدرة عالية على البناء الهندسي.

يُعتبر الفنان، المولود في سوريا عام 1952، والذي تخرج من كلية الفنون الجميلة في دمشق عام 1977، واحداً من أبرز الفنانين الذين اشتغلوا على الخط العربي، وأخرجوه من دائرة التقليد والنمطية، إلى أشكال معاصرة مستحدثة. تأثر بفن أستاذه، الخطاط السوري بدوي الديراني، ونشر عدة كتب في النقد الفني، والفن العربي الإسلامي، باللغتين العربية والفرنسية.

تتواجد أعمال الشعراني في عدة مؤسسات ومتاحف عربية وعالمية مهمة، مثل "متحف رايتبرغ" في سويسرا، و"المتحف البريطاني" في المملكة المتحدة، و"متحف الشارقة للفنون" في الإمارات، و"متحف أحمد شوقي" في القاهرة.
دلالات
المساهمون