وقال أبو حاتم، 68 عاماً، وهو من أهالي بلدة السعدية في ديالى، لـ"العربي الجديد"، "لقد أبلغتنا الجهات الحكومية في محافظة ديالى بأن موضوع عودتنا إلى مناطقنا قد حسم، وأنّنا سنعود منتصف الأسبوع الجاري"، مبيناً "لقد حزمنا أمتعتنا وننتظر أن نتحرّك نحو مناطقنا بلهفة، فالقرار كان مفرحاً بالنسبة لنا، خصوصاً أننا نزحنا منذ أكثر من ثلاث سنوات".
وأشار إلى أنّ "القرار المفاجئ الذي أبلغنا به اليوم أنه تم تأجيل عودتنا إلى وقت غير محدد، لأسباب غير معروفة"، مبيناً أنّ "القرار لا نعلم سببه ولا حتى الجهة التي أصدرته، لكنّه كان قراراً قاسياً علينا، وأفقدنا أمل العودة، خصوصاً أنّه غامض غير معروف التفاصيل".
ودعا الجهات المسؤولة إلى "التدخل، ومتابعة هذا القرار، والسماح بعودتنا بأسرع وقت، فلقد ذقنا الكثير من المعاناة في مخيمات النزوح التي تفتقد بشكل كامل مقومات الحياة".
ولم تعترف أي جهة سياسية في محافظة ديالى بإصدارها قرار منع العودة، ولم يصدر أي توضيح من أي جهة بشأن ذلك، الأمر الذي قد يحمل في طياته تراجعاً عن قرار العودة، وفقاً لتوجه سياسي معين.
وقال عضو في مجلس محافظة ديالى، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قرار عودة تلك العوائل كان قد اتخذ رسمياً من قبل اللجنة الأمنية في الحكومة المحلية التي تسيطر عليها مليشيات الحشد، لكن قرار منعهم لم تعرف الجهة التي أصدرته"، مبيناً "حاولنا معرفة تفاصيل القرار وأسبابه، لكننا لم نحصل بعد على أي تفاصيل، فإدارة المحافظة نفت إصدارها القرار".
ورجّح أنّ "يكون القرار قد صدر من قيادات مليشيات الحشد الشعبي، التي تمنع عودة النازحين منذ ثلاث سنوات"، مؤكداً أنّه "يتحتم على محافظ ديالى مثنى التميمي أن يتدخل، لمعرفة الجهة التي أصدرت القرار، والوقوف على أسبابه، والعمل على إعادة النازحين إلى مناطقهم".
وتدعو جهات عشائرية في المحافظة إلى تدخل الحكومة لحسم أزمة النزوح في محافظة ديالى، التي تحررت مناطقها منذ ثلاث سنوات، وقال الشيخ هاشم الجبوري، وهو أحد شيوخ المحافظة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "محافظة ديالى تعدّ من المحافظات المحررة، ويجب حسم موضوع نازحيها".
وأكد "يجب على الحكومة أن تتبنّى ملف النازحين، وتحصر قراره بيدها، وألا تدع القرار بيد جهات سياسية ومليشياوية تتحكم بمصير النازحين".
وتعدّ محافظة ديالى، المرتبطة حدودياً مع إيران، من أكثر المحافظات التي منع فيها النازحون من العودة إلى مناطقهم التي تحرّرت، التي سيطرت عليها مليشيات "الحشد الشعبي" منذ ما يقرب من الثلاث سنوات.