منعت السلطة الجزائريّة، صحيفة "الشروق اليومي"، من الصدور، اليوم الثلاثاء، بعد توقيف سحبها من المطابع الحكومية بالعاصمة الجزائرية، الليلة الماضية، لأسباب مجهولة، حيث لم يجد القراء، الصحيفة، صباحاً، في الأكشاك.
وبحسب المعلومات التي توافرت لـ "العربي الجديد"، من المحيط الإعلامي للصحيفة، الأولى من حيث السحب وطنياً، فإن أسباب المنع تتعلق بالحوار الذي انفردت به مع البودكاستر، أنس تينا، الذي نشر فيديو عبّر فيه عن الإحباط الذي يعيشه الجزائري وخصوصًا الشباب، وذلك خلال أيام الحملة الانتخابية التي انقضت، أمس الإثنين، تحسباً للانتخابات التشريعية المقررة بعد غد الخميس، الرابع من مايو/أيار الجاري.
وكان فيديو أنس تينا قد أسقط وعود المرشحين للانتخابات وتصريحاتهم، خصوصاً أمام التجاوب الكبير الذي شهده من طرف رواد مواقع التواصل الاجتماعي، والتي أحدثت تعليقاتهم ضجة كبيرة.
وفي رد فعل من طرف الحكومة الجزائرية، هاجم وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري، محمد عيسى، الفنان الجزائري قائلاً، إنه "ينشر الريبة والشك في نفوس الشباب متهماً الشباب أنس تينا بالاستهزاء برسالة النبي محمد عليه الصلاة والسلام والصحابة" في معرض كلماته.
فيما ذهب بعض الإعلاميين الجزائريين إلى اعتبار هذا الموقف من الوصاية يحد من حرية التعبير في الجزائر بعد أن فتح مجال الصحافة على القطاع الخاص في سنة 1990، فضلاً عن منح الضوء الأخضر لنشاط عديد القنوات الخاصة في الجزائر. فيما راح بعضهم إلى القول إنّ "ما تتعرض له الشروق اليومي" يأتي ليعمق أزمة الصحافة الجزائرية عشية الاحتفال باليوم العالمي لحرية التعبير (المصادف 3 مايو).
وللإشارة، أجلت قناة "الشروق نيوز" التابعة لمجمع "الشروق للإعلام" حصة أخرى عن "الشباب والسياسة" في قسم "الشروق تحقق" والتي كانت مبرمجة، ليلة الإثنين، وهو ما يرجح الرواية القائلة، إنّ سبب "منع الجريدة من الصدور، اليوم الثلاثاء، هو حوار البودكاستر ورده على وزير الشؤون الدينية، لتبقى القضية للمتابعة".