اجتماع لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية: دعوات لمحاسبة منفذي هجوم دوما

16 ابريل 2018
اجتماع المنظمة بالتزامن مع إرسالها بعثة تحقيق (بيار كروم/Getty)
+ الخط -
عقدت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، اليوم الإثنين، اجتماعاً طارئاً في لاهاي، حول الهجوم الكيميائي على مدينة دوما بالغوطة الشرقية في ريف العاصمة السورية دمشق، بالتزامن مع إرسالها بعثة تقصي حقائق للكشف ميدانياً على موقع الهجوم.

وبعد يومين من ضربات غربية، وجهتها واشنطن وباريس ولندن، على مواقع للنظام في سورية، توافد سفراء دول عدة، بينهم الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا، إلى مقر منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، الحائزة على نوبل للسلام بفضل عملها في سورية، لعقد لقاءات خلف الأبواب المغلقة.

واتهمت الدول الغربية النظام السوري باستخدام غازي الكلور والسارين في الهجوم، فيما نفى النظام وحليفته موسكو استخدام أسلحة كيميائية.

الولايات المتحدة

وأعرب السفير كينيث وارد، مبعوث الولايات المتحدة لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، عن مخاوفه من أن تكون روسيا قد أفسدت موقع الهجوم في مدينة دوما السورية، ودعا المنظمة إلى التحرك لمواجهة استعمال أسلحة سامة محظورة.

وقال في تصريحات أوردتها وكالة "رويترز": "تأخر كثيراً هذا المجلس في إدانة النظام السوري على ممارسته حكم الإرهاب الكيميائي، والمطالبة بالمحاسبة الدولية للمسؤولين عن تلك الأفعال البشعة".

فرنسا

من جهتها، اعتبرت فرنسا، اليوم الإثنين، أنّ الأولوية بعد الضربات الثلاثية، هي تمكين منظمة حظر الأسلحة الكيميائية من إنجاز تفكيك البرنامج الكيميائي السوري "السري".

وقال السفير الفرنسي فيليب لاليو، خلال الاجتماع، بحسب ما أوردت وكالة "فرانس برس"، إنّ "الأولوية اليوم تكمن في منح اللجنة الفنية (في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية) الوسائل لإنجاز تفكيك البرنامج السوري".

وأضاف أنّ "الوقائع واضحة. إنّها تدحض أكبر الأكاذيب"، مؤكداً أنّ "النظام في سورية احتفظ ببرنامج كيميائي سري منذ 2013".

وبعد هجوم بغاز السارين في الغوطة الشرقية في 2013 أسفر عن مئات القتلى، انضم النظام السوري إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، بضغط دولي، وأعلنت المنظمة في حينه، أنّه تم إتلاف كامل مخزون السلاح الكيميائي لدى النظام، بحلول يناير/ كانون الثاني 2016.

وأعرب السفير الفرنسي عن ثقة بلاده بفريق الخبراء الذي أرسلته منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى سورية، الأحد، للتحقيق ميدانياً. وقال إنّه "لدينا كامل الثقة بالعمل المستقل والمحايد والمهني لهذه الفرق، علماً بأنّها تعمل في ظروف صعبة وخطيرة".

بريطانيا

بدوره، قال بيتر ويلسون، مبعوث بريطانيا لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، اليوم الإثنين، إنّ المنظمة سجلت 390 ادعاء باستخدام غير قانوني لذخيرة سامة محظورة في سورية، منذ 2014، ودعا الدول الأعضاء إلى التحرك بشكل جماعي.

وقال المبعوث البريطاني، خلال الاجتماع، وفق ما أوردت "رويترز"، إنّه "حان الوقت لكل الدول الأعضاء في هذا المجلس التنفيذي لاتخاذ موقف... فشل المنظمة في التصرف ومحاسبة الجناة يخاطر بمزيد من الاستخدام الوحشي للأسلحة الكيميائية في سورية وخارجها".



وكان من المتوقع أن يبدأ فريق تقصي الحقائق عمله الميداني، الأحد، إلا أنّه عقد لقاءات في دمشق مع مسؤولين بالنظام السوري، وسط تعتيم إعلامي من الطرفين حول برنامج عمله للتحقيق في الهجوم الكيميائي في دوما، في السابع من إبريل/نيسان.

وقال وفد بريطانيا في المنظمة، نقلاً عن المدير العام للمنظمة، إنّ مفتشيها لم يسمح لهم بعد بدخول مواقع في دوما.

وقال الوفد البريطاني لدى المنظمة في بيان نشره على موقع "تويتر"، إنّ روسيا وسورية لم تسمحا للمفتشين بدخول دوما، مشدداً على أن "إمكانية الدخول دون قيود ضرورية... على روسيا وسورية التعاون".


أما السفارة الروسية في لاهاي، فقالت، في تغريدة على "تويتر"، اليوم الإثنين، إنّ "روسيا تؤكد التزامها ضمان سلامة وأمن البعثة ولن تتدخل في عملها".


وتواجه البعثة مهمة صعبة في سورية، مع احتمال العبث بالأدلة في موقع الهجوم المفترض في دوما التي دخلتها قوات روسية وأخرى تابعة للنظام، بعد ساعات من الضربات الغربية.

ويهدف عمل البعثة بالدرجة الأولى، إلى تحديد ما إذا كان تم استخدام مواد كيميائية، ولا يقع على عاتقها تحديد الجهة المسؤولة عن الهجوم.

وستجري مناقشات في مجلس الأمن، اعتباراً من اليوم الإثنين، حول مسودة قرار جديدة بشأن سورية، قدمها الأميركيون والفرنسيون والبريطانيون بعد ساعات من الضربات الثلاثية، تنص بصورة خاصة على إنشاء آلية تحقيق جديدة تتعلق باستخدام أسلحة كيميائية في سورية.

(العربي الجديد)