قالت منظمة الصحة العالمية، اليوم الجمعة، إنها لا تتوقع حملات تلقيح واسعة النطاق ضد كورونا حتى منتصف عام 2021، مع تسارع الاستعدادات لتوزيع لقاح في الولايات المتحدة.
وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس، في مؤتمر صحافي في جنيف: "كما تعلمون، دخل عدد كبير من اللقاحات التجريبية الآن المرحلة الثالثة من التجارب. نحن نعرف ما لا يقل عن 6 إلى 9 لقاحات تجريبية قطعت بالفعل شوطًا طويلاً في مراحل البحث".
Media briefing on #COVID19 with @DrTedros https://t.co/yagbKZH4qx
— World Health Organization (WHO) (@WHO) September 4, 2020
وأضافت: "ولكن في ما يتعلق بجدول زمني واقعي، لا نتوقع حقًا أن نرى اللقاح يُعطى على نطاق واسع حتى منتصف العام المقبل".
وأوضحت أن المرحلة الثالثة من التجارب السريرية - أي مرحلة الاختبار المكثف على متطوعين - تستغرق وقتًا، إذ يحتاج العلماء إلى التحقق مما إذا كان اللقاح فعالًا وآمنًا.
وتعهد العديد من مديري شركات الأدوية، من جانبهم، الخميس، بأنهم لن يتهاونوا وسيحترمون معايير السلامة في السباق لإنتاج لقاح ضد "كوفيد-19"، على الرغم من دعوات ملحة أحيانًا لإعطاء الأولوية للسرعة.
لكن الخبر السار، وفق هاريس "هو أن المصنعين يراهنون بالفعل على اللقاح المحتمل، ويفكرون بالفعل في كيفية زيادة إنتاج اللقاح بمجرد أن نعرف أي لقاح سيتم استخدامه".
وفي الولايات المتحدة، البلد الأكثر تضرراً جراء الجائحة، دعت مراكز الوقاية من الأمراض ومكافحتها مختلف الولايات الأميركية، وبشكل عاجل، إلى القيام بما هو ضروري لتجهيز مراكز توزيع اللقاح المرتقب، لتعمل بكامل طاقتها بحلول 1 نوفمبر/تشرين الثاني قبل يومين من الانتخابات الرئاسية.
وفي نهاية أغسطس/ آب، وعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بلقاح هذا العام ضد "كوفيد-19".
"وطنية المصل" ستطيل أمد الجائحة
بدوره، دعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس دول العالم، اليوم الجمعة، إلى توحيد جهودها للتصدي لفيروس كورونا، قائلاً إنّ "وطنية المصل" لن يكون من شأنها سوى إبطاء الاستجابة للجائحة.
وقال تيدروس إنّ 78 من الدول مرتفعة الدخل صارت الآن ضمن خطة تخصيص المصل العالمي "كوفاكس"، ليرتفع عدد الدول المشاركة إلى 170 دولة. وأضاف أنّ الانضمام إلى هذه الخطة يضمن لتلك الدول الوصول إلى أكبر محفظة في العالم للأمصال.
If and when we have an effective #COVID19 vaccine, we must also use it effectively.
— Tedros Adhanom Ghebreyesus (@DrTedros) September 4, 2020
I will repeat again: vaccine nationalism will prolong the pandemic, not shorten it. pic.twitter.com/lPlqvakkyh
وتقود منظمة الصحة العالمية وتحالف "جافي" العالمي لإنتاج الأمصال مؤسسة "كوفاكس" الهادفة إلى المساعدة على شراء وتوزيع حقن التحصين بشكل عادل حول العالم. لكن بعض الدول التي ستحصل على احتياجاتها عبر صفقات ثنائية، ومن بينها الولايات المتحدة، قالت إنها لن تنضم إلى "كوفاكس".
وقال تيدروس، للصحافيين في إيجاز في جنيف، دون ذكر دول بعينها "وطنية المصل ستطيل أمد الجائحة". ووجه الشكر إلى ألمانيا واليابان والنرويج والمفوضية الأوروبية على الانضمام إلى "كوفاكس"، خلال الأسبوع الماضي.
اللقاح لن يوزع قبل التأكد من سلامته
من جهتها، قالت سوميا سواميناثان، كبيرة العلماء في منظمة الصحة العالمية، للصحافيين، إنّ المنظمة عملت مع خبراء من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك من وكالة الأدوية الأميركية، والوكالة الأوروبية للأدوية، لاقتراح معايير لسلامة وفعالية اللقاحات المرتقبة.
وقالت: "نود أن نرى لقاحًا فعالاً بنسبة 50% على الأقل، ويفضل أن تكون فعاليته أعلى من ذلك".
وشددت على أنه لا ينبغي الموافقة على توزيع لقاح لمواجهة جائحة كورونا قبل الخضوع للتدقيق الكافي، وثبوت سلامته وفاعليته. وأضافت سواميناثان "لن يتم توزيع اللقاح على نطاق واسع، قبل أن تثق الجهات التنظيمية والحكومات ومنظمة الصحة في استيفائه الحد الأدنى من معايير السلامة".
وتتسابق شركات عديدة لإنتاج لقاح مضاد لـ"كوفيد-19"، لكن معظم هذه اللقاحات لا تزال في مرحلة التجارب السريرية، مما يعني أنه ليس مؤكدا حتى اليوم أن أحدها سيكون "فعالاً وآمناً".
وكانت منظمة الصحة العالمية قد حذرت من أن اتباع نهج قومي، في ما يتعلق بالحصول على اللقاح، "سيتسبب في شح الإمدادات".
(فرانس برس، قنا)