"سنفاجئك كلما تخيلت أننا قدمنا الأسوأ"، قاعدة عمل بها الصحافي المصري الذي يعّرفه الإعلاميون، بأنه "مفسر أحلام السيسي"، ياسر رزق، رئيس تحرير جريدة الأخبار، عقب تاريخ طويل من التحريض والشماتة.
رزق، هذا التاريخ الطويل غير المشرف، كما يصفه متابعون، عنون في صفحة صحيفة "الأخبار" الأولى عن إصابة المرشد العام لجماعة الإخوان محمد بديع بمرض الفتاق، فكتب: "المرشد اتفتق".
ورأى المتابعون أن العنوان يحمل كل معاني اللاإنسانية والتعريض والشماتة في المرض، ووصفه ناشطون بالفضيحة، فأثار موجة شديدة من الاستهجان من كل أبناء المهنة تقريبا، مؤيدو النظام قبل معارضيه، وأشعل منصات التواصل منذ نشره، يوم الأربعاء الماضي.
ووصل لتقديم الصحافي محمد منير بلاغاً، ضد الجريدة ورئيس تحريرها، لنقابة الصحافيين، قال فيه عن الواقعة : "هو ترد مهني وانهيار أخلاقي، فأرفع لمجلس النقابة للتحقيق مع الأستاذ ياسر رزق رئيس مجلس إدارة الجريدة ورئيس تحريرها لاتخاذ اللازم".
وقال الإعلامي معتز مطر على فضائية "الشرق": "كلما تخيلنا وصول الإعلام الانقلابي لقاع المستنقع فاجأنا بقاع جديد، دفاعنا عن المرشد هو عن إنسان بلغ من الكبر عتيا، بغض النظر عن موقفك السياسي"، موجهاً سؤاله لصحافة الانقلاب: "إنتو إزاي بقيتو كدة"؟
وذكّر بمواقف رزق الذي أصبح رئيس التحرير، ورئيس مجلس الإدارة، وهو صاحب أول حوار وأول تسريب للسيسي، "تسريب الأوميجا".
منصات التواصل التي كان لها الفضل الأول بفضح رزق، أوصلته لدرجة الإقدام على فعل لم يعرف عنه، وهو تقديم اعتذار رسمي للمرشد وعائلته، وذلك على صفحات الصحيفة التي يرأس تحريرها، في مقال تحت عنوان "إيضاح لا بد منه واعتذار إن لزم الأمر".
رزق برر العنوان المسيء، في مقال اعتذاره في عدد اليوم الجمعة قائلاً: "للحق لم أسترح بيني وبين نفسي للمعنى الذي ذهب إليه البعض والتشفي والفهم غير المقصود للعنوان، ووجدت أنه لزاماً علي من باب الاستقامة الشخصية والمهنية أن أعتذر للدكتور بديع وأسرته وأتمنى له صادق الشفاء".
وفور انتشار خبر اعتذار رزق على صفحات "الأخبار"، انقسمت منصات التواصل بطلة الواقعة، فالبعض اعتبر الخطوة غير المسبوقة من جانب الصديق الشخصي للسيسي، بداية تهدئة من الأذرع الإعلامية تجاه الإخوان، أما زملاؤه الذين كانوا أول من هاجموه إثر العنوان الفضيحة، فثمّنوا تصرفه وأشادوا به.
فقال الإعلامي محمد سعيد محفوظ: "أتمنى أن يتحلى من حطموا أخلاقيات المهنة وأساءوا للوطن، بشجاعة الزميل ياسر رزق في اعتذاره عن العنوان الشامت في مرض المرشد".
ودخل أنصار الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك على الخط واستفزهم اعتذار رزق، فقالت سحر: "يعنى ياسر رزق اعتذر علشان عنوان تجاوز فى حق رئيس جماعة ارهابية التجاوز فى حق مبارك دى عادى! التعريض حالة ملهاش دوا".
وعلى المقلب الآخر، ذكرت حلا رزق بالفارق بين تعامله مع رجل مسن ومريض، وتعامله هو شخصيا معه عندما كان مريضاً، وقالت: "حين مرض هذا السفيه ياسر رزق في عهد الدكتور مرسي أرسل له هذا الشيبة المسلم بوكيه ورد! وما جزاء الإحسان إلا الإحسان"، وبررت:
"ياسر رزق اعتذر عن وقاحته وانحطاطه المهني بنشر مانشيت "المفتي اتفتق" .. وده لأن المتابع لمواقع التواصل الاجتماعي يعرف أن ياسر رزق اتفتق".
وسخر البعض من التناقض الواضح في المواقف الذي ساد الساحة المصرية بالتزامن مع سقطة رزق وحوار الإعلامي الساخر باسم يوسف مع الإعلامية وفاء الكيلاني على قناة "mbc مصر"، فقال حازم: "مستغرب الناس اللي زعلانة من ياسر رزق اللي شمت في المرشد العيان، ومش زعلانين من باسم اللي شمت في الآلاف اللي ماتوا!".
اقرأ أيضاً: منْع أساتذة الجامعات في مصر من الظهور في الإعلام