ويحدو المنتخبات العربية المشاركة في نهائيات النسخة الحادية والثلاثين من البطولة الأفريقية التي انطلقت مساء يوم أمس السبت في الغابون تفاؤل كبير لبلوغ أدوار متقدمة من الدورة، لا سيّما أنها تمتلك باعاً طويلاً وخبرات كبيرة في البطولة، حيث عرفت بطولة أمم أفريقيا منذ نشأتها في عام 1957 تفوقاً عربياً لافتاً، إذ نجحت المنتخبات العربية من قبل في تحقيق 10 ألقاب في تاريخ البطولة، وهو ما يعادل أكثر من ثلث عدد الألقاب في النسخ الثلاثين السابقة.
مصر
سيحمل المنتخب المصري، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز في البطولة الأفريقية برصيد سبع بطولات، لواء العرب في النسخة الحادية والثلاثين من بطولة كأس أمم أفريقيا، إذ يعود منتخب الفراعنة لخوض غمار البطولة بعد غياب دام لمدة ثلاث نسخ متتالية، فشل فيها في الصعود إلى نهائيات البطولة التي ينظمها الاتحاد الأفريقي لكرة القدم كل عامين بين الدول الأفريقية المتأهلة من التصفيات.
وسيُعول المدير الفني للمنتخب المصري الأول لكرة القدم، الأرجنتيني هيكتور كوبر، على خدمات عدد من اللاعبين الشباب على رأسهم نجم نادي روما الإيطالي، محمد صلاح، وذلك من أجل إعادة أمجاد المنتخب المصري، والذي هيمن تماماً على بطولات القارة السمراء لمدة 4 سنوات عن جدارة واستحقاق من خلال نجاحه في الظفر بلقب بطولة كأس الأمم الأفريقية لثلاثة مرات متتالية أعوام 2006 و2008 و2010 قبل انطفاء بريق الجيل الذهبي للمنتخب، والذي لم يتبقَ منه سوى الرباعي:عصام الحضري وأحمد فتحي وأحمد المحمدي ومحمد عبد الشافي.
ولن تكون مهمة منتخب الفراعنة في سعيه نحو حصد اللقب الثامن في تاريخه مفروشة بالورود، لا سيّما أن القرعة قد أوقعته في مجموعة صعبة تضم إلى جانبه كلاً من منتخبات: مالي وأوغندا وغانا، لكن المدرب الأرجنتيني سيعتمد بكل تأكيد على كتيبة من اللاعبين المحترفين الذين تألقوا بشكلٍ لافتٍ في ملاعب كرة القدم الأوروبية خلال السنوات القليلة الماضية، على غرار لاعب خط وسط فريق أرسنال الإنجليزي، محمد النني، والظهير الأيمن لنادي هال سيتي الإنكليزي، أحمد المحمدي، ومهاجم فريق سبورتينغ براغا البرتغالي، أحمد حسن كوكا، وصانع ألعاب فريق موسكرون البلجيكي، محمود حسن تريزيغيه.
الجزائر
ولا يحظى المنتخب الجزائري الأول لكرة القدم بنفس التاريخ الرائع الذي يتمتع به شقيقه المصري على الساحة الأفريقية، لكنه يُمني النفس بتحقيق لقب ثانٍ على صعيد البطولة الأفريقية بعد اللقب الأول، والذي ظفر به في عام 1990، عندما استضاف آنذاك البطولة وفاز بلقبها عبر منتخب كان يضم نخبة كبيرة من أبرز النجوم في مقدمتهم النجم السابق، رابح ماجر، وجمال مناد، والذي تُوج بلقب أفضل هداف في البطولة برصيد 4 أهداف.
ويعتمد منتخب محاربي الصحراء على خدمات مجموعة مميزة من أبرز اللاعبين المحترفين في ملاعب كرة القدم الأوروبية، على رأسهم نجم فريق ليستر سيتي الإنكليزي، رياض محرز، والذي قدّم خلال الموسم الماضي أداء استثنائياً قاد به فريقه للظفر بلقب بطولة الدوري الإنكليزي لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخ من خلال تسجيله 17 هدفاً وصناعته 11 فرصة حاسمة، ساهمت بشكلٍ كبيرٍ في فوزه بجائزة أفضل لاعب في البريميرليغ عن موسم 2015-2016، إلى جانب فوزه بجائزة أفضل لاعب في القارة الأفريقية السوداء.
تونس
ويُواجه رفاق النجم رياض محرز في سعيهم نحو الظفر بلقب البطولة للمرة الثانية صعوبات جمة، إذ سيصطدم منتخب محاربي الصحراء بمنتخبات: السنغال وزيمبابوي، إلى جانب شقيقه التونسي، والذي يدخل هو الآخر البطولة وكله أمل في إعادة تكرار سيناريو ما حدث معه في نسخة عام 2004، عندما حصد منتخب نسور قرطاج آنذاك لقب النسخة الرابعة والعشرين من كأس الأمم الأفريقية، البطولة الأسمى لكرة القدم في قارة أفريقيا، بعد فوزه في المباراة النهائية على حساب شقيقه المغربي بنتيجة هدفين مقابل هدف.
ويتسلح المنتخب التونسي خلال مشاركته في بطولة كأس أمم أفريقيا التي تحتضنها الغابون بخبرة مدربه البولندي، هنري كاسبرزاك، والذي يملك ذكريات طيبة مع منتخب نسور قرطاج، حيث نجح في تجربته الأولى مع المنتخب التونسي في قيادته للصعود إلى نهائي بطولة كأس أمم إفريقيا التي أقيمت في جنوب أفريقيا عام 1996، قبل أن يخسر في المباراة النهائية أمام البلد المضيف.
ويبدو منتخب نسور قرطاج، والذي يُشارك في البطولة للمرة الثامنة عشرة في تاريخه قادراً على الذهاب بعيداً في البطولة وحتى تحقيق اللقب للمرة الثانية في تاريخه، لا سيّما أنه يضم في صفوفه نخبة من أبرز اللاعبين على غرار: مدافع نادي فالنسيا الإسباني، أيمن عبد النور، ومدافع كان الفرنسي، صيام بن يوسف، ومتوسط ميدان سندرلاند الانجليزي وهبي الخزري.
المغرب
أما المنتخب المغربي الأول لكرة القدم، فإنه يدخل هو الآخر غمار منافسات البطولة وكله أمل في الذهاب بعيداً في البطولة التي يُشارك فيها للمرة السادسة عشرة في تاريخه، وكسر عقدة الخروج من الأدوار الأولى التي لازمته في البطولات الأربع الأخيرة التي شارك فيها، علماً أنه قد حُرم من المشاركة في نهائيات النسخة الماضية؛ بسبب رفضه استضافة البطولة التي أقيمت عام 2015، خشية من فيروس إيبولا، والذي انتشر بشكل مفزع مُخلفاً أكثر من 9 آلاف قتيل.
وتُعلق جماهير منتخب أسود الأطلس آمالها على الفرنسي هيرفي رينارد، مدرب منتخب بلادها، من أجل قيادة منتخب بلادها لتحقيق إنجاز كبير في كأس الأمم الأفريقية 2017 بالغابون، حيث دمج المدرب البالغ من العمر 48 عاماً توليفة مميزة بين لاعبي الخبرة والشباب، في محاولة منه لتكرار الإنجاز الذي حقّقه خلال النسخة الماضية عندما قاد منتخب ساحل العاج للظفر باللقب القاري، قبل أن يرحل بعد ذلك لتدريب فريق ليل الفرنسي، ومن ثم يعود مُجدداً إلى أفريقيا من أجل قيادة المنتخب المغربي للظفر بلقبه القاري الثاني، والثالث في المشوار التدريبي للمدرب الفرنسي بعد الأول مع زامبيا عام 2012، وساحل العاج 201